ذكـريات مؤلمـة

31 1 0
                                    

(الجـزء الاول)

كان جالساً امام غرفة العمليات ونظره معلق علي ذلك المصباح الاحمر الصغير ولحظة فتح الباب ركض بإتجاههم غير مبالي بمن اصطدم لكي يصل اليها وضع يده علي رأسها( اخبرني هل حالتها خطيرة ارجوك؟) لاحظ بارون شحوب وجه الطبيب ليكمل كلامه( اخبرني هـيــااااا) صرخ به لينتفض الطبيب( انا اعتذر يا سيد بارون ولكن حالتها حرجة للغاية استطعنا اخراج الرصاصة ولكن يبدو انها...) قاطعه بخوف( انها ماذا..؟؟) تنهد الطبيب ليكمل( انها ترفض الحياة ولا تريد العودة اليها عقلها الباطني يظن ان هذا العالم اذا عادت اليه سيؤذيها فلجأ الي الغيبوبة ليحميها؟!) تراجع بارون للخلف بصدمة وبدون ان يضيف اي كلمة لحق بالممرضة التي اخذت سنايا لغرفة في جناح خاص بالشخصيات المرموقة.. لحظات مرت عليه وكأنه دهراً شعر وكأنه ليس علي قيد الحياة بدونها كان كجسد خالي من الحياة رأي الرجال يحاولون حملها لوضعها علي السرير فشعر بدمائه تفور اوقفهم واقترب ليحملها ووضعها علي السرير الابيض ثم تراجع لتأتي الممرضة وتعلق لها المحاليل ورفعت رأسها قليلاً وألبستها قناع التنفس ثم اعادت رأسها لوضعها السابق وألتفتت لتجد بارون ينظر اليها ( ساعات الزيارة اوشكت علي الانتهاء من فضلك هل يمكنك المغادرة؟؟) ناظرها بغضب عارم فشعرت بالذعر منه لتكمل( انـ..ـا آسفـ..ـة ولكنها القوانين هنا؟؟) شعر بارون بخوفها فحاول تهدئة اعصابه( سأبقي معها ولا يهمني ماذا سيحدث؟ اخبري مديرك بذلك؟؟) اومأت برأسها ثم غادرت الغرفة بسرعة.. اقترب منها بخطوات بطيئة ووقف ليتأملها قليلاً ليهمس لنفسه( سنايا مكانك ليس هنا بل في احضاني وتخبريني بحبك الكبير لي؟! شعرك الطويل الهائج مكانه ليس علي تلك الوسادة التي تبدو كالكفن بل علي صدري؟! وجهك لا يناسبه هذا الشحوب بل الخجل حين انظر اليكي بنظراتي التي تدل علي عشقي الكبير لكي؟! لماذا وقفتي امامي يا سنايا؟ لماذا؟) ألقي بجسده علي طرف السرير واغمض عينيه يسترجع ذكرياته

..(منـذ ستـة اشهر.. )..
كانت جالسة في احد المطاعم والساعة قد بلغت الثانية عشر منتصف الليل تنهدت سنايا وهي تمسح الطاولات الفارغة( لقد تبقي طاولتين.. ألا ينوون المغادرة اما ماذا؟؟ لولا حاجتي الشديدة للنقود لما بقيت هنا لأعمل هكذا.. كننت استطيع طلب النقود من ابي لو لم يعاقبني وقطع عني المصروف الشهري ااااه اقسم لك اني سأعود ومعي المبلغ الذي اتفقت عليه؟! ) لاحظت ان احد الجالسين ترك مقعده وتقدم اليها( انتي يا فتاة لماذا مازالتي تعملين هنا بعدما حذرتك اني لا ارغب برؤيتك هنا مجدداً) اطلقت سنايا ضحكة قد استفزته( اذا لم ترغب برؤيتي عليك عدم المجئ الي هنا يا عزيزي لا احد يجبرك؟!) قالت بجدية ليشعر انها تتحداه بقولها فأمسك بشعرها بغضب( من تظنين نفسك؟؟ سأعمل علي ان يتم طردك من هنا وسأدعس علي كبريائك الذي تتفاخرين به امام الجميع..) قاطعه صوت اجش صارم( هل تظن انك تكون رجلاً حين ترفع يدك علي امرأة هكذا؟!) نظر خلفه ليجد شاب في منتصف العشرينات ذو صدر عريض ووجه وسيم يتعارض مع ملامحه.. شهقت سنايا حين شدد من قبضته علي شعرها وملامح الالم ظهرت علي تعابيرها لم تدري كيف او متي وجدت ذلك الرجل ملقي علي الارض يبصق الدماء من فمه وضعت سنايا يدها علي فمها بذعر ليقف الشاب امامه ويوجه اصبعه في وجه ذلك الرجل( اذا تعرضت لها مجدداً لن يحصل لك خير أفهمت؟!!) رفع يده يمسح الدماء ونظر اليها بحقد غامض( اصبح لديك حراس يا حقيرة.. انتظري وسأريكي حجمك فقط انتظري لترث ما سأفعله بكي؟!) اسند بيديه علي الطاولات لينهض ليوقفه( اريد ان اري ما ستفعله؟!) رحل وترك المكان دون اي يرد عليه فأطلقت سنايا تنهيدة عميقة ووضعت يدها علي جبينها( لقد نجوت منه!!) نظرت اليه ( ألم تخاف علي حياتگ يا سيدي كان من الممكن ان يؤذيك؟؟) خلع معطفه ووضعه علي كتفها( ولماذا اخاف؟ اخبريني كيف تعملين لوقت متأخر دون التفكير في وسيلة لحماية نفسك؟) تجاهلت سنايا الرد عليه ( علي العودة للعمل وآسفة علي تضييع وقتك؟!) اعتذر لها ومد يده ليصافحها( انا ادعي بارون كابور؟!) ابتسمت سنايا لتصافحه بدورها( سنايا.. سنايا ملهوترا؟!) توسعت عينيه بصدمة( ابنة عائلة ملهوترا؟؟) اومأت برأسها لتختفي ابتسامته ويقول( لماذا تعملين رغم غني والدك؟؟) ناظرته بغضب ( لا شأن لك هذا امر يخصني.. من فضلك غادر لأني سأغلق المكان؟!) نظر اليها طويلاً ليقول بهدوء مستفز( تعلمي ان تتحدثي كالفتيات يا آنسة سنايا.. حسناً الايام ستجمعنا الي اللقاء؟!) صفق الباب خلفه لتنفجر غاضبة( من يظن نفسه ذلك الـ...) ثم ابتسمت بشقاوة وهي ترأي ان المكان فارغ( انا اتحدث مع نفسي.. هل جننت كما تقول امي ام ماذا؟؟) غيرت ملابس العمل بملابسها الطبيعية واغلقت المطعم بالمفاتيح والتفتت لتجده يستند بجسده علي سيارته السوداء( تأخرتي!!) تفاجأت بوجوده ( ألم ترحل بعد؟هل تنوي مضايقتي؟ هل تظن اني سأكون مدينة لك لمجرد انقاذك لي من بين يدي ذلك الحقير؟ اذا كنت تظن ذلك فقد يخيب ظنك؟!) التفتت لترحل ولكنه وقف امامها ( لماذا لا تعطي احد فرصة ليتكلم؟! انا فقط اعلم والدك وهو من اتصل بي لأحضرك وامك تشعر بالقلق الشديد عليكي؟!) حدقت به كمن يحدق باللص فقالت( ابي.. امي!!) اسرعت لتصعد السيارة فسبقها وفتح لها الباب وصعد ليذهب كلاهما..) قاطع تفكيره صوت صراخ امام الغرفة
سمع صراخ امام الغرفة فأسرع مغادراً المكان ليجد السيد اريان ملهوترا والد سنايا يتشاجر مع الاطباء ليري ابنته نظر اليه بارون وقلبه يؤلمه لرؤيته هكذا وانحني بنظره ليجد والدتها ناتاشا منهارة علي الارض وتبكي.. اندهش اريان برؤية بارون امامه فترك الطبيب وشأنه ليتقدم الي بارون بخطوات ثابتة حازمة وحين واجهه بارون( عمي انـ..) وفجأة ارتد وجه بارون للجهة الاخري اجل لقد صفعه بشدة ليتناسب صوت الصفعة مع شهقة ناتاشا التي خرجت منها رغما عنها اقتربت لتبعده عن زوج ابنها( اريان يكفي.. ابنتنا مريضة وانت تفتعل شجاراً هنا!!!) دفع يدها بعصبية( هو السبب فيما جري لإبنتنا يا ناتاشا انا اخطأت حين سلمتها له بيداي.. لم اعلم نواياه ألا بعد الزواج ذلك الحقير كان يخطط للانتقام من عائلتي عن طريق ابنتي!! اردت الانتقام مني لأني قتلت والدك أليس كذلك..) لم تتوقف الدموع من تلطيخ وجهها الجميل ألا حين وجدت دمعة تنزل علي وجهه انه يبكي لأنه ظلمها شهقت ناتاشا حين وضع اريان يده علي عنق بارون ليخنقه وحين حاول الجميع ان يبعدوه عنه ألا انه اوقفهم وامرهم الا يتدخلوا.. اسرعت الممرضة تصيح للطبيب( ايها الطبيب لقد توقف قلب المريضة ارجوك اسرع!!!) في تلك اللحظة دفع بارون اريان واسرع الي سنايا وكأن حياته مرتبطة به اذا جري لها شئ فهو لن يبقي علي قيد الحياة ولكن الي متي..؟!!)......

( لقـاء بالصـدفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن