الفصل الحادي عشر

23.1K 304 2
                                    


  الـــفـــــصـــــل الـــــحــــادي عــــــشــــــــر

وعندما تطلع الي خوفها الذي يكسو وجهها ، شعر بأن بمدي ذنبه اتجاهها .. فبدء قلبه يتألم بقوه لما حدث لها بسببه فلو كان منتبها للطريق جيدا قد كان استطاع ان يتفاداها ، فتأملها من علي مقربة دون وعي منها لوجده ...فقد كانت تقف امام شرفة حجرتها بقصره تتأمل سقوط حبات الجليد بعمق و بأعين ضائعه ..... ليتذكر هو حديث الطبيب وهو يقول له : للأسف مستر يوسف ، الحادثه أثرت علي جزء من الذاكره ، ومش هتفتكر حاجه غير مرحلة طفولتها الي قضتها مع والدها وبس ، لان تقريبا كان بالنسبه ليها شئ كبير ، ولما أتصدمت في كل الناس الي حوليها ، قبل الحادثه مباشرة مكانتش بتفتكر غير في ذكرياتها معاه ، وللأسف ده أدي ان العقل يشتغل علي الجزء ده وبس ، لانها رافض ذكرياتها التانيه ، حالة مريم حاله نادرة اوي ، بس مش صعبه ، هي بس متوقفه علي أنها ترجع تتقبل أن الطفله الي بتشعر بالأمان في حضن والدها خلاص كبرت ، ومبقتش طفله ، وده طبعا العقل مش متقبله ، بس لو العقل رجع يتقبل الفكره ديه هترجع لحالتها الطبيعيه وده متوقف علي احساسها بالأمان ، يعني كل تفكير مريم وذكرياتها مع والدها وبس دلوقتي، يعني عقل طفله بيتجسد في امرأه بالغه للاسف ... !!
فيفيق علي صوت ندائها قائلاً بألم : كنتي سرحانه في ايه بقي يامريم
لتتطلع اليه هي بأعين مغمضه بعدما ابتعدت عن تأملها لمنظر الجليد الذي يهطل: انا عايزه بابا يايوسف
فيبتسم لها ابتسامة حانيه وهو يقترب منها : ما أنا معاكي اه بدل بابا....
فتقترب هي منه بدموع : طيب هو فين ، ماما بتقول مات ، هي ماما كمان فين ، اوعي تقول ماتت
فيحتضنها بقوة بأعين دامعه ليقول : سامحيني يامريم ، انا أسف
فتبتعد عنه قائلة : اسامحك علي أيه أنت عاملتلي حاجه ، ثم نظرت له قائلة بتعجب : انت بتعيط ليه ، هو انت باباك كمان مات
فيتأملها بأسي ويلمس وجهها بحنان .. حتي أعلن هاتفه بالرنين ، لينظر الي المتصل وإليها ويخرج سريعاً من غرفتها قائلاً : ايوه يا أمجد ، انت وصلت
لتتابع خطواته هي فتخرج خلفه ، متأمله ذلك المكان الواسع الذي لا يشبه ذلك المشفي الكريهه برائحة أدويتها التي قضت فيه اكثر من أربعة اشهر فاقده للوعي من كل شئ حولها ، وأقتربت من احد الكرستالات اللامعه وظلت ناظرة لها ، فتابعها يوسف بأعين قد أستحوذ الألم جزء كبيراً منها قائلاً بحنان وهو ينده علي خادمته : خدي مريم يا كيندا لأوضتها
فتهز الخادمه رأسها بالايجاب ، لتتطلع اليه هي قائله : انا هروح معاها فين
فيبتسم قائلاً : اوضتك ياحببتي ، عشان في ضيوف جاين دلوقتي ، أسمعي بقي الكلام مش أنتي بنوته مطيعه
فتنظر اليه بأبتسامة بسيطه ، وتسير مع الخادمه وهي ناظرة له
وما من لحظات ، قد كان أمجد يردف فيها من باب القصر ، هو وعمها ، فوقف متأملا المكان بأعين كالصقر قائلاً : يوسف أدور ، أمبراطورية أدور العملاقه
فيمد يوسف بيده قائلاً : اهلا محسن باشا !
فيبتسم محسن أبتسامة زائفه ليقول : فين المحامي عشان نتمم عقد الزواج.. ثو نظر الي ساعته قليلاً : لازم بعد ساعتين اكون في المطار
وأقترب منه قائلاً : اوعي تنسي الصفقه الي بينا يايوسف باشا ، الصفقه ديه بجد مهمه اوي لشركتي ، انت عارف كويس الأزمه الماليه الي بمر بيها في أمريكا...
فيبتسم يوسف بسخرية علي ذلك العم ، الذي لم يفكر بأبنة أخيه للحظه ولا بحقها منه بسبب مافعله بها من حادث قد جعلها تقيم اربعة اشهر ضريحة الفراش في المشفي ، وبرغم من علمه بكل شئ حدث لها ، ولكن قد عمي المال عيناه قبل قلبه
وما كانت سوا لحظات قليله ينتظرون فيها كلمتها التي لم تدرك معناها سوا انها ستجعلها دائما معه ... مع من اعطاها الاهتمام طيلة مرضها وضياعها وكأنها طفلته الصغيره .. او كأنه فارسها كم يتخيل الاطفال بعدما نقص عليهم قصة سندريلا واميرها فهذا كله ماكان يدور بخلدها الذي اصبح كالأطفال لتقول أمام ذلك الرجل الذي بعثته السفاره كي يتم وثيقة زواجهما
مريم: مواقفه !
فيبتسم يوسف لها وهو يتذكر تلك اللحظه التي دخل عليها في غرفتها ووجدها تتطلع الي زرقه السما وكأنها تنتظر شيئاً منها ، ليقول لها عرضه بأن تقبل أن تتزوجه ، كي يُسعد والدها بذلك ويظل هو بالقرب منها ، لتقول له بدون وعي : انا وانت نتجوز أزاي ، وبابا هيفرح أزاي ؟ انت بتضحك عليا صح عشان أنا طفله
فأبتعدت عنه بأعين دامعه : انت وحش ، وخاطفني ، يوسف الي كان بيجيلي في المستشفي ويلعب معايا ويحكيلي قصص حلو
فيقترب منها بحنان قائلاً : طيب لو مريم قالت ، قدام الناس الي تحت أنها موافقه تتجوز يوسف ، مممممممم هنروح الملاهي انا وانتي وياسين فاكره ياسين يامريم
فتبتسم أبتسامة صافيه ، قد دق قلبه طبولاً من أجلها : موافقه
ويفيق من شروده ، عندما سمع صوت امجد يهنئه بعدما غادر الضيوف دون أن يشعر : مبروك يايوسف !
وتصبح لتلك الكلمة رنين في أذنيه ، فيغمض عينيه للحظه وهو يمسك ذلك العقد بيده ، ويتطلع الي أسماهما معاً
..................................................................
وعندما تجمعت الدموع في عينيه وهو يتذكر صوته ، اهتز جسده بقوه فيبكي فرحاً ، لتأتي أبنته اليه والبسمه علي وجهها ، دموع الفرحه ديه بقي ياسي بابا ، مممممم كل ده عشان يوسف
فيتطلع الي أبنته بحب قائلاً :انا كده لو مت ، هكون أطمنت عليكي أنتي وهو ، يوسف وخلاص بدء يحن ليا أمجد بيقولي انه بقي يسأل عني كتير وانتي وخلاص اه كلها اسبوعين وتتجوزي انتي وطارق واطمن عليكي يابنتي واه الحمدلله خفيت والدكتور طمنكم ،ومبقاش في داعي انك تأجلي جوازك عشاني اكتر من كده

عشق القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن