البارت الثاني

51 4 0
                                    

وقفت بسرعه و لادور حول النافوره باتجاه الصوت
فزع الحمام من حركتي و طار بعيدا مخلفا مشهد كالذي يظهر بالافلام و في الوسط كان يقف هو..!
بدي كالملاك حقا هناك
ظل يتبع الحمام بعينيه حتي طار بعيدا ثم التفت نحوي فنظرت ارضا بحرج ليسود صمت غريب بيننا حتي قلت "مرحبا "
"مرحبا "قال بهدوء قبل ان يلتفت للمغادره
فاسرعت "انا اريد الاعتذار لك .."
التفت نحوي فحككت راسي و تابعت بخجل "انا حقا اسفه لم يكن علي فعل هذا.. انت كنت تحاول ان تكون لطيفا فقط! "
اغمضت عيني في انتظار رده هل سيصرخ علي؟! هل سيسخر مني؟!
"لا باس " قال بهدوء
رفعت راسي لاحدق به في ذهول "لا باس؟!"
ابتسم بلطف و تابع "يبدو انك تمرين بالكثير لذا لا باس "
ظللت احدق به للحظات قبل ان اتمتم بلا وعي "كيف يمكن ان تكون هكذا؟ "
قطب حاجبيه و ردد بستنكار "هكذا؟ "
ابتسمت رغما عني و قالت "تبدو كالشخصيات الخياليه "
ضحك بسخريه ثم جلس "و هل اصبح الطف خياليا بالنسبه لك ؟"
قطبت حاجبي بغضب مصطنع لتتسع ابتسامته و يشير الي بالجلوس
"لماذا لم تعد للسطح؟ " قلت بفضول
هز كتفيه بلامبالاه "لم ارد مضايقتك"
"لقد حاولت الانتحار مره اخري " قلت بخبث
فضحك و هز راسه "لا لم تفعلي "
رفعت حاجبي بدهشه "كيف عرفت؟! "
استند براسئه للخلف "لانك لا تريدين الموت "
تنهد و نظر لسماء ثم تابع "انتي فقط تتمنين الموت لانك تريدين التخلص من ذلك الحزن بداخلك تريدين قتل ذلك الشئ الذي يؤلمك علي الدوام "
نظرت له بحيره و قلت "كيف تعرف؟ "
ابتسم و نظر نحوي "اخبرتك انت لا تحتاج ان تعرف شخصا لتشعر بالمه "
ضممت ركبتي الي صدري و نظرت للامام "اذا ماذا علي ان افعل؟ "
"دعي كل شئ يذهب " قال بهدوء
فنظرت له بصمت ليتابع "نحن بشر لذلك نحن نتألم نحزن ثم نبكي و نعود للضحك مجددا "
اسندت ذقني الي ركبتي و قلت "اذا هل علي ان استسلم فقط؟ "
هز راسه ثم مد يده ليضعها علي راسي و يبعثر شعري قليلا و هو يقول "بل عليك ان تستمتعي فحياتك لن تنتهي بسبب احد و لن تستمر لاجل احدا ايضا "
تجمعت بعض الدموع في عيني و قلت "لكنني اتألم! "
"هذا لانك تريدين هذا " قال بهدوء
"ماذا؟ " قلت باستنكار
"الجميع يعيش حياته مع الم ما بداخله البعض يتركه جانبا و البعض الاخر يضعه عقبه في طريقه "
بدات السماء تمطر فوقفت بسرعه واضعتا يدي فوق راسي و انا اقول "انها تمطر لنذهب! "
استدرت لاركض لكني شعرت بيده تجذب معصمي ليوقفني قائلا "لا تهربي فقط اتركي نفسك للحظات"
بدا المطر بالهطول بغزاره فدفعني برفق ضاحكا "امسكي بي "
بدا بالركض بعيدا و هو يلوح بان الحق به
وقفت احدق به للحظات ثم قررت اللحاق به
بدانا بالركض لم اشعر بالوقت فانا كنت احاول الامساك به لكنه لم يسمح لي بذلك
وصلنا لجسر خشبي في وسط الحديقه جلس هو ارضا و ضحك "لا يمكنني المتابعه "
جلست بجانبه و قالت بغضب "ظننت انك ستدعني امسك بك "
ضحك بقوه و قال باستنكار "لماذا قد افعل هذا ؟!"
ضربت كتفه بقوه "لانك فتي و انا فتاه هذا ما يحدث "
ضحك مره اخري و قال "اظن انني لست بهذا اللطف "
كانت رائحه المكان جميله بعد المطر
بدات بعض اقواس قزح الصغيره بالتكون فوق المياه فاشار نحوها و صاح "انه قوس قزح!! "
لم يكن قوس قزح شئ مبهر لهذه الدرجه لكن بدي و كانه يراه للمره الاولي فضحكت علي طفولته و قلت بسخريه "هل هي مرتك الاولي؟ "
مط شفتيه في ضيق و قال "لا لكن انا احب ان استمتع بوقتي "
وقفت و اشارت للسماء "اقترب الغروب هيا لنعود "
تبعنب و هو يسال "لماذا ترحلين عند الغروب ؟"
لم التفت لكني اجابت "لا يمكنني البقاء في الخارج بعد الغروب ليس مسموحا لي "
"يبدو انك معاقبه" قال بسخريه
ابتسمت "لا لكني ساعاقب ان تاخرت"
تابعنا المشي بعد ان عرض علي ايصالي
موعد انتهاء الدوام و الطلاب يتجمعون امام باب المدرسه في انتظار اهلهم او يودعون اصدقائهم
نظرت حولي لاجده هناك يقف مع صديقتي المقربه يضحكون
"هل هو صديقك؟ " همس بعد ان لاحظ نظراتي نحوهم
فابتسمت بمراره "اجل و صديقتي المقربه "
"لهذا تهربين من المدرسه ؟" همس
ابتعدت عنه و قالت و انا احاول ايقاف دموعي من الاندفاع "شكرا علي ايصالي يمكنك الرحيل الان "
لم انتظر رده و عبرت الشارع نحو باب المدرسه فامي ستقلني من هناك بعد قليل
لقد كان جميع الطلاب يتهامسون باسمي و ينظرون نحوي
شعرت بالم كبير في راسي لكنني حاولت التماسك
"نانا كيف حالك؟! "
تقدم الفتي ذو الشعر الاصفر نحوي لاتراجع قليلا و انظر بعيدا "ب.. بخير"
كرهت نظره الشفقه التي رايتها في اعين الطلاب من حولنا لذا اردت تجنبه
"يااه مر وقتا طويل" اقتربت الفتاه لتضع يدها حول معصمه
اخذت نفسا عميقا لا هدأ و قلت "شكرا علي سؤالك "
هممت بالرحيل لكن الفتي امسك ذراعي "هل انتي حقا بخير؟! "
امسكت الفتاه بيده و سحبتها قائله "لا داعي للقلق جون انها بخير "
اشحت بوجهي بعيدا حتي اخفي دموعي التي تساقطت كنت افكر في الركض بعيدا فانا لا اريد ان يروني ابكي
تمنيت لو اختفي حقا ..!
في تلك اللحظه شعرت بيد دافئه تحيط بكتفي و تشدني لالتف و اصطدم بصاحبها
رفعت عيني لاجد تلك العينان المليئه بالدفي تنظر لي
ثم ابتسم بلطف و وضع يده فوق راسي قائلا "ايتها الشقيه سترحلين دون توديعي؟ "
بدات دموعي بالتساقط بغزاره ليضمني الي صدره قائلا "اسف لم يكن علي اغضابك"
اخفيت وجهي بصدره و بدات بالبكاء بقوه ليمسح علي راسي "لاباس لاباس "
هدات قليلا بعد رحيل جون و صديقته كنت اشعر بالاحراج بسبب ما حدث لذا لم استطع ان اتكلم او حتي انظر نحوه لذا ابقيت عيني ارضا
"هل انتي بخير؟ " قال بقلق
هززت راسي "اجل شكرا لك "
احضر لي بعض العصير ثم عاد ليجلس قائلا "ماذا ستفعلين؟ "
"بشان ماذا؟! "
"صديقك السابق و صديقتك "قال موضحا
اخذت نفسا عميقا ثم اجبت "لا شئ فقط ساتجنبهم و... "
قاطعني ليقول بشئ من الغضب "و تهربين؟!" لم استطع الاجابه لانه كان علي حق
انا اهرب
تابع بنفس النبره "الي متي ستهربين؟! يوم اثنان شهر؟! ثم ماذا؟! هل تظنين ان هذه العقبه الوحيده التي ستقابلينها في حياتك"
لم استطع تحمل كلماته لذا صرخت "لهذا اردت التخلص من حياتي.. "
قاطعني بغضب "و هل هذا هو الحل؟! "
كانت هذه المره الاولي التي اره غاضبا فيها لكني لم اهتم فلقد كنت اشعر و كان قلبي سيتوقف من الالم فبكيت "اذا ماذا افعل ها؟ هل علي تقبل الامور هل علي تقبل العيش مع زوجه ابي و خيانه اعز اصدقائي لي؟ حتي ذلك الفتي الذي وثقت به و احببته لقد تركني ايضا "
اظن ان صراخي قد ساء الامر سوء فلقد جعله يصرخ ايضا "بل عليك مواجهه الامر لست وحدك من يعاني الحياه ليست ورديه لذا عليك ان تحاولي ان كنتي تريدين الاستسلام اذهبي و تخلصي من حياتك اذا لن امنعك"
لم يكن لدي المزيد من الطاقه للرد عليه فجلست ارضا و اجهشت في البكاء
زفر بقوه قبل ان ينحني و يجلس امامي ليربت علي راسي و يقول بهدوء "لا تبكي انا اسف لم اقصد الصراخ عليكي "
وضع يده تحت ذقني ليرفع وجهي و يمسح دموعي بيده الاخري قائلا"هيا لا تبكي انا حقا اسف "
بدات اهدأ قليلا بسبب مواساته فساعدني علي الوقوف و نظر حوله ثم قال "لما لم تأتي والدتك الي الان؟! "
"انها تتاخر عادتا فهي تمر الاخذ اخي الصغير اولا " قلت بضيق
لم اكد انتهي حتي رايت سياره امي تدخل الي الشارع فاشرت اليها "ها هي "
توقفت السياره ليقفز اخي الصغير منها و يسير نحوي ليحتضنني "نونا "
حملته و داعبته قليلا حتي ترجلت امي من السياره و وقفت تنظر لذلك الفتي الذي لم تره من قبل فقلت بتوتر "اه امي انه صديقي... "
توقفت عن الكلام لانني الان فقط ادركت انا لا اعرف اسمه!!!!!
شعرت بالارتباك و لم ادر ماذا افعل فتحرك هو للامام و انحني "انا ادعي جونج دي كيم جونج دي سررت بلقائك سيدتي "
ابتسمت زوجه ابي ابتسامه مصطنعه و القت التحيه ليدخل اخي و يمد يده مصافحا جونج دي و هو يقفز "انا ايضا انا ايضا ثم خشن صوته قائلا " مرحبا جانج داي "
ابتسم جونج داي و صافحهه قائلا " سررت بلقائك ايها الصغير "
صعدت الي السياره بعد ان غادر

Forgotten حيث تعيش القصص. اكتشف الآن