البارت الاول

146 8 0
                                    

ارتعدت قدمي الحافيتين فوق تلك الارض البارده
تمايل جسدي من شده الرياح لانظر الي الشارع الذي ظهر مشوشا اما عيني التي امتلأتا بالدموع
ابتلعت تلك الغصه بحلقي و ضمت قبضتي
انها النهايه.....
همهمه غريبه صدرت من خلفي
انه احدهم يتمتم بكلمات اغنيه في موقفا كهذا...
التفت بحذر لالقي نظره
كان يجلس ارضا مغمض العينين مستندا براسه للحائط تاركا للهواء الفرصه لبعثره خصلات شعره
فتح عينيه اخيرا و نظر لي مبتسما "ليس اليوم ايضا اليس كذلك "
قطبت حاجبي في صمت فضحك و قال "هل يجب ان اساعدك؟! "
اتسعت عيني بخوف و تراجعت لكن لم يكن هناك مجالا لتفعل فانزلقت قدمي عن الحافه
لكن تلك اليد البارده امسكت بي لتعطيني مزيدا من الوقت في هذه الحياه
حدق بي للحظات قبل ان يقول "هل تريدين الموت حقا"
تحركت يدي بتلقائيه لتشد علي يده بقوه فابتسم و رفعني حتي جلست علي السور
و انحني يلتقط حذائي و يلبسني اياه قائلا بشفقه "عودي لبيتك هذا المكان ليس لك "
ارتعدت شفتاي بينما احاول الكلام اخيرا "من انت ؟"
توقف الفتي عن ربط حذائي و اتجه ناحيه اشياءه ليرتبها فتبعته بصمت و قلت "لماذا اوقفتني؟ "
نظر لي "انا لم اوقفك انتي لم تريدي فعل هذا "
قطبت حاجبي بغضب "ما ادراك انت ماذا تعرف عني لتقول هذا؟! "
"اعرف انك تأتين لهنا كل يوم تبكين ثم تنصرفين "
نظرت نحوه بذهول "انت.. اتراقبني؟ "
ابتسم بتهكم قبل ان يقول، "انا ليس لدي الوقت لفعل هذا "
ثم استدار متابعا"لا تاتي الي هنا مجددا هناك الكثير لتفعليه"
*___________
كانت هذه البدايه...
لقد صرت انتظره كل يوم اختبئ هناك حتي تسمح لي الفرصه لرؤيته و الاستماع الي صوت غناءه
اراه و هو يداعب تلك القطه التي تنتظر قدومه كل يوم
هو كان يعرف بوجودي رايته يبتسم عده مرات و هو ينظر بتجاه مخبأي
لقد تناسي معطفه عمدا في ذلك اليوم البارد حتي ارتديه
كانت تعجبني حريته انه يفعل ما يشاء يأتي في الصباح و يبدا في الرسم ثم يقوم بالغناء قليلا احيانا يغفو بسبب نسيم الربيع
ثم يستيقظ ليلعب مع تلك القطه قليلا و يطعمها قبل ان ياتي ذلك الفتي و يصطحبه معه
كان يمتلك الكثير من المواهب منها سرقه القلوب
اجل لقد سرق قلبي!!
ذلك الغبي الذي ينبض بقوه كلما راه...
"ستتجمدين من البرد ان بقيتي هناك"
انتزعني صوته الدافئ من شرودي لتتسع عيناي في دهشه و تخرج شهقه من فمي ليضحك هو بمرح "هيا اعرف انك هناك "
تحركت ببطئ حتي اخرج من مكاني لكني لم استطع ان ارفع عيني لمواجهته فظللت اوجها للارض
"لماذا تراقبيني "
ابتلعت بصعوبه لم استطع اجابته هو سيظن انني مجنونه او ما شابه
ظل يحدق بي في صمت كان علي قول شيئا ما "ا.. انا.. انا فقط احب البقاء هنا "خرجت الكمات متقطعه من فمي
فابتسم و تمتم "لطيف"
نظرت له في حيره ليشير الي وجهي مفسرا "وجهك "
وضعت يدي علي وجهي تلقائيا لاشعر بتلك الحراره التي انبعثت منه لتتسع عيني اكثر و يضحك هو مره اخري
ثم يقول "اذا ما اسمك ؟"
"ااا.. انا..؟! " اشرت باصبعي نحو وجهي فابتسم و هز راسه لاقول "كيم نانا "
ردد "نانا "
أوميت براسي ليناولني دفترا القيت نظره علي صفحاته لقد كانت انا جميع الرسومات كانت لي ...!!!
انه ذلك اليوم الذي كدت ان اقفز من فوق السور
اخرجني صوته مره اخري من افكاري "لماذا كنتي تريدين الموت؟ "
تمهلت قليلا قبل ان اجيب " لم يعد لدي ما اعيش لاجله "
نظر نحو السماء بشرود قبل ان يقول"حقا!! "
لا ادري ما الذي جعلني اكمل حديثي هل لانني كنت اريد الحديث معه ام لانني اردت ان ابوح بما في داخل لشخص ما؟!
لا ادري حقا لكنني تابعت "لقد خسرت جميع من احب "
نظر نحوي و كانه يحثني علي الاكمال او هذا ما اتخذته عذرا لاكمل "أصدقائي الفتي الذي احببت الجميع فقط تركوني "
"لهذا تريدين ترك العالم و الذهاب؟! "
شعرت بسخريه لاذعه في جملته فقطبت حاجبي و صحت بعضب "لا تستخف بألام الاخرين! "
نظر لي بدهشه قبل ان يخفض عينيه و يقول "اسف"ثم اتجه لباب السطح
شعرت بالذنب الشديد اتجاهه ربما هو لم يقصد لم يكن علي ان اصيح في وجهه
"هاي الي اين؟! "قلت بعد قليل من التوتر ليلتفت و يشير نحو الباب كان صديقه يقف هناك
"علي ان ارحل الان "
هززت راسي ثم قلت بحرج و انا اناوله الدفتر "د.. دفترك"
اتسعت ابتسامته و قال بلطف "يمكنك الاحتفاظ به انه لك "
غادر المكان مع صديقه تاركا قلبي يخفق بقوه لا ادري هل وقعت بحبه حقا ام هذا لانه لطيف معي!
"لاشك انني فقدت عقلي بعد ان تعرضت لتلك الصدمه " ضربت راسي بيدي حتي اطرد تلك الافكار من راسي و نظرت للسماء اخذت نفسا عميقا
"الغروب انه جميل "
"الغروب؟ "
'سحقا تاخرت!! "
بالطبع تاخرت فزوجه ابي لا تعرف انني افوت المدرسه لابقي هنا
*_________________

لا ادري لماذا عدت بعد يومين لكني رغبت في العوده
هذه المره لم يكن علي الاختباء انه يعرف علي اي حال
ارتسمت ابتسامته العريضه بمجرد دخولي للسطح "افتقدتك حقا لقد كنتي تعطيني وقتا مسليا "
قطبت حاجبي في غضب مصطنع ليضحك هو و يشير لي بالجلوس
جلست بعيدا "لن افسد روتينك اليومي فقط تابع ما تفعله عاده "
بدا بهز راسه يمينا و يسارا كانه في حيره قبل ان يقول "روتين!! "
"اوه لم اقصد... ان ما تفعله جميل..! " قلت بتوتر و قد شعرت بالدماء تندفع نحو وجهي
فابتسم وقال "لطيف! "
مر بعض الوقت وقد ساد الصمت بيننا هو يرسم و انا احدق في السماء و قد مددت يدي خلف ظهري لاستند عليها
اخيرا قاطع هو هذا الصمت الطويل بتنهد ثم ابتسام و هو يرفع دفتره ثم نظر نحوي و قال "انتهيت"
تحركت نحوه و انا اقول بمرح "ماذا هذه المره اهي القطه؟! ام سيده الحديقه ام... "
توقفت عن الكلام عندما ادار الدفتر نحوي لاري صورتي مره اخري
ظللت احدق للحظات فقطب حاجبيه و بوز شفتيه بلطف قائلا "لم تعجبك؟! "
"بلي انها.. انها جميله "قولت بذهول فانا حتي اظن ان الرسمه افضل مني
"لماذا هذا الوجه اذا" قال بضيق
هززت راسي بقوه و اسرعت قائله "لا لا لا انا فقط متفاجئه انك بارع حقا "
ضحك بخجل قبل ان يركض ناحيه السور و ياخذ نفسا عميقا فاتحا ذراعيه بقوه و كانه يحتضن السماء بذراعيه ثم التفت نحوي و قال"ما رايك ان نغير ذلك الروتين؟ "
نظرت له بحيره فامسك بيدي و سحبني خلفه و هو يقول "اسرعي علي العوده قبل الغروب"
تبعته بصمت بينما نتجول في انحاء المدينه
كان يذهب و يشير الي الاشياء التي تعجبه كالاطفال ثم يعود و يجذبني من يدي لاشتري المثلجات و حلوي القطن و بعض الالعاب ايضا ثم جلسنا علي احد المقاعد و نحن نضحك
التفت نحو و قال "هل استمتعتي؟ "
هززت راسي فابتسم قائلا "يمكننا ان نفعل هذا كل يوم فانا ليس لدي ما افعله "
نظرت نحوه بشئ من الشك فتابع "لا تريدين؟! "
بقيت صامته فلقد كان هناك الكثير يدور بداخل عقلي
"هاي هل تسمعينني؟! " لوح بيده امام وجهي "لماذا تفعل هذا لي "قلت بشئ من الغضب
"هل تراني شخصا سهل؟ ام هل تشفق علي؟! ماذا تريد مني؟ "
رفع حاجبيه في دهشه و قال "ماذا؟! "
تابعت و قد بدا الغضب يسيطر علي "اتصرف بلطف شديد اتجاه شخصا عرفته لتو لماذا؟! كيف تريدني ان افسر ذلك؟ "
"لقد اردت ان اساعدك فقط " قال بهدوء
كانت هذه المره الاولي التي اري نظره حزن تعلو عينيه لكني تابعت رغم ذلك "لماذا هل انت ملاك؟! "
نظر للارض "لا انا فقط تألمت لرؤيتك تبكين كل يوم تريدين التخلص من حياتك .."
قاطعته صارخه "لماذا انت حتي لا تعرفني "
تنهد و وقف "لا احتاج لان اعرفك حتي اشعر بألمك "
قالها و غادر
جلست مكاني و انا لا ادري لما فعلت هذا هو لم يؤذني لماذا عاملته هكذا اذا؟!
شعرت بالذنب و الالم بسبب ما فعلته
لذا قررت العوده في اليوم التالي و الاعتذار لكني لم اجده هناك..!
"هل رحل بسببي..؟ " تمتم بصدمه
بقيت انتظر طوال اليوم... اليوم الذي يليه.. و الذي تبعه ايضا لكنه لم ياتي..!
اصبت باليأس من انتظاره يبدو انه لن يعود مجددا
خرجت لاتمشي في احد الحدائق لفت نظري تجمع الحمام حول شخص ما
لا شك انه يطعمهم !
اقتربت قليلا لاجلس علي سور النافوره و اراقب من بعيد
همهمه اخري..!
ذلك الصوت..! انا اعرفه!!

Forgotten حيث تعيش القصص. اكتشف الآن