بأحدى البيوت المصرية ذو مستوى معيشي متوسط نجدها تستلقي بفراشها تحدق بسقف غرفتها شاردة بملكوت آخر ..... تفكر بحياتها الجديدة كما أسمتها ..... تتذكر احداث مرت عليها سنتان كاملتان ... يوم صادفت اول شاب غازلها بما حرك مشاعر بداخلها لم تدرك قبلاً ًبوجودها ... كانت مغازلة عادية مثلها مثل مغازلة اى شاب لفتاة مارة بجانبه .. نعم هى تدرك ذلك لكن حين تأتى المغازلة من حبها الاول ... جارها الوسيم .. سارق قلوب فتيات الحي ... اذاً فمن حقها الشعور بتلك الاحاسيس ... لطالما تحدثت الفتيات عن وسامته و رجولته رغم عدم تعديه عامه العشرون وقتها لكن ذاع صيته بالحى ... تتذكر جيداً دقات قلبها المتسارعة حينها و احمرار وجهها و انبعاث الحرارة منه ... وقتها عادت للمنزل بتلك الحالة لتواجهها والدتها بأسئلتها المعتادة فتختلق كذبة بشأن اصابتها بنوبة من الزكام و حاجتها للراحة و تفر سريعاً الى مخبأها السري .. غرفتها ...
استيقظت من ذكرياتها تلك على صوت الزغاريط خارج شرفتها لتغلق عينيها بشدة محاولة تجاهل صيحات الفرح المنبعثة من منزله ... هو .... شهاب الدين حبها الاول و الذي انتهى فور علمها بخبر خطبته لصديقتها الحميمة شهد
طرق على الباب جعلها تفتح عيناها سريعاً تمسح دموعها و تسمح للطارق بالدخول فتجد والدتها تدلف قائلة
الام : ايه يا لميس برضو مش هتروحي تباركي لشهد .. عيب يابنتى كده ... انا برضو علمتك قلة الذوق دي
لميس بحزن : مش قلة ذوق ياماما كل الحكاية انها معزمتنيش ولا حتى بلغتني ان الخطوبة النهاردة
الام : لانك المفروض مش محتاجة عزومة .. ده انتو زي الاخوات و مفيش بينكم جو الرسميات دي
لميس : ماما ... شهد حتى مقالتليش اى حاجة عن خطوبتها لغاية اللحظة دي .. حتى لما قرو الفاتحة مقالتش .. انا و انتى عرفنا من والدة شهاب و هى اللى عزمتنا
ثم اكملت بداخلها .... ( حتى انها اعتبرتني محكيتلهاش عن مشاعري ناحية شهاب )
لميس : واضح يا امي انها مش حابة وجودي معاها اليوم ده ... براحتها بقى
الام : طب و شهاب ... مامته عزمتنا
لميس بوجع : روحي انتى يا امي لانى لو روحت معاكي هبقى بحرج نفسي .. و بلغى طنط انى بباركلها و لشهاب ....... ثم صمتت لثوان ...... قوليله ألف مبروك
تنهدت الام بيأس قبل ان تومأ و تتحرك ناحية باب الغرفة قائلة
الام : ماشي يا لميس هروح انا و تامر اخوكي ... انتى عارفة انه هو و شهاب صحاب من زمان و هحاول متأخرش عليكي ... خلى بالك من نفسك و متفتحيش لحد
اومأت لميس بهدوء لتدمع عيناها فور مغادرة والدتها للغرفة تسترجع لحظات قصت فيها مشاعرها و احاسيسها لصديقتها المفضلة شهد ... و كم نصحتها الاخرى بتجاهل تلك المشاعر لصغر سنهم و وجوب الاهتمام بدراستهم بدلاً من ذلك لتفاجأ بعدها بخبر تقدمه لها و قبولها الامر سريعاً ليكون اليوم هو يوم خطبتهم و بداية حياة صديقتها العزيزة و نهاية قصة حبها القصيرة
أنت تقرأ
و سُلِبت براءتها ( مكتملة )
Randomضغوط ... اهمال ... مقارنات مستمرة ....... بُعد الاهل نتيجة عدم الوعي الكافي ينتج عنه اخطاء إن اصلحها الزمن فلن يمحي آثارها التى ستظل و ان حاولنا طوال سنين العمر اخفائها .... و بالنهاية الضحية تكون "هى" او "هو" غالباً ما نرى الفتاة هى الجانية الوحيد...