بِداية

20K 699 113
                                    

أشـرقت الشمـس والريـاح عليله فـي هذا اليـوم ، ظنـت فتـاتُنا{ فلـورا} أنـه الوقـت المُناسِـب لِتخـرُج وتـسقـي ورود جدتِـها الراحِلة وتهتـم بِـها .

إرتـدت ذالِـك الفُستـان الأبيـض القصيـر والقُـبعة القشيـة الجميلـة

لِتـمشي في المـمرات بِسـعادة وتفـاؤل وهي تحمِـل ساقية الورود

توقـفت {فلـورا}علـى صـوت صُـراخ{ والِـدها} ينـادي بِأسمِـها
فـذهبـت فـوراً مُتـوجِهه إليـه

قـالت{ فلـورا }بِخـوف وإرتِبـاك ؛ ماذا هـناك يا{ أبـي} هل تحتـاج الـى شيئ ؟ ماء ؟ طعـام ؟ .

نـظر إليـها بنـظرات مليـئه بالحقـد والشـك وقـال ؛
" الـى أيـن ذاهِـبة هكذا أيتـها اللعيـنة "

لعينة ؟ نظـرت له {فلـورا }بِقلـب مكسـور مِـن تِلـك الكلِمة لِتُجـيب ؛ لأسقـي ورود جدتـي فالـجو جميـل

نـظـر أليـها بِوجه خـالي مِـن التعـابير ومِخيـف وقـال ؛
لاتسقـى شيئاً ، ف الآن سيـأتون ، نهـايتنـا هاهي قادِمـة ، سنُحـرق مـع هذا البيـت لا مُحـال .

نهـظ {والِـدها} وذهـب الـى القـبو وأغـلق البـاب
وتـرك إبنتـه في حيـرة مِـن كلامِـه ف لـم تهتـم وأكمـلت طريقـها لِتسـقي الـورود

خرجـت وبدء الهـواء يُداعِـب خُصـلات شعـرِهـا الـذي ك لـون الشمـس المُلـتهِبه فتـوجهـت الـى الـورود

عِـندمـا كـانت تستـمتع وهـي تسقـي تِلـك الورود
قـام شخـص بِضـربِـها بِـقدمِـه مـن خـصـرِها

لِـتسـقُط وهـي تتأوه مـن الألـم وتمـسك خـصرها لِتبـدء الدمـوع تُـغطي علي عينـاها

لِـتلتـفت بِحُـزن وكـسر لِتقـول ؛
لِـماذا تفعـل هذا ؟ لِـماذا يا{ أبـي} ؟ م مالذي فـعلـته هذه المره ؟!

أجـاب بِعـدم مُبـالاه ؛
الـم أقُـل لكِ الا تسـقي ورود العجـوز اللعـينه ؟؟

رد شخـص مِـن خلـف {فـلورا} قائِلاً ؛
مازالـت هذِه الفتـاة الغبيـة لاتفـهم شيئاً ، كـان يـجدُر بِـنا بيعـها لِتُجـار البشـر لِنكـسب مالاً يغـطي ديـننا اليس كذالِـك ؟ لـم نستفِد منِها حتـى الآن

أنـزلت{ فلـورا}رأسـها بِـحزن لِتقـول ؛
حقـا يا{ أمي} ؟ أتريـن هذا مُنـاسِب لأسعـادِكم ؟ إن كـان كذالِك لا بأس ، رُبـما أُصبِـح بيـن يـدين مـن يرحمـني

ضحـك {والِـد فلـورا} بِخُـبث بيـنما {والِـدتها} وضعـت قـدمـها علـى عُنـق إبنتـها {فلـورا }لِـتقُول ؛
لـستُ والِـدتك أيتُـها المُـزِعجه ، مُـنذ ظهـورك علـى الحيـاة والحـظ السـيئ يُرافِقُـنا .

لـم تُجِـب{ فلـورا }أبـدا وبقـت فـي مكـانِها مُتحـطِمه يائِسة
بينـما دخـل والِـداها الـى الداخِل لتنـاول الطعـام وحدهـم

# بعـد 7 ساعـات
إقتـحم{ والِِِـد فـلورا} غُـرفتـها وفتـح البـاب بقـوة وهـو يجـري نحـوها بيـنما هـي إنتفـضت مِـن سـريرهـا فأتـى وقـام بمـسك ذِراعِهـا وسحـبِها خلـفه

تـوقـف والِـدها أمـام مجمـوعة مِـن الرِجـال ليـركع باكيـاً ويقـول ؛
أتوسـل إليـكم دعـوني وشـأني هذِه المـرة ، يُمكِـنكم أخذ إبنتـي خـذوهـا ك خادِمة ك جـارية لايُـهم فقـط إعتـبروها ردً لِـديني

تـوسعت أعيُن فلـورا لِتسـقُط فـي الأرض بِجـانِب والِـدها لِتقـول ؛
أهكـذا تُـثبِت لـي أبوتك ؟ الآن قـد علِمـت أنكُـم ولِـدتم بِلا قلـب

دفعـها نحوهـم وقـال ؛
فالتـصمتـي وإلا سأجعـل مِن أخر ايـامِك جحيمـاً

بيـنما تنـظُر الـى والـِدها إقـتـرب شـاب مِـنها لِيُمـسِك ذراعـها ويسحـبها لِلأعلـى

وينـظُـر نظرات وإبتِـسامة خبيـثه الـى جسـدِها ليـقول ؛
لا بأس بِـها كجاريـة لـي ، سأستمتِع حقـاً

دفعـها نحـوا رِجـالِه وقـال أدخِـلوهـا العربـة
ولكِنـها كـانت تُقـاوِمهـم وتـقول ؛
كـم أنتـم وحـوش لا تختـلِفـون عـن بعـضِكـم البعـض ، لـن أدعكُم تأخـذونـي بسهـولة ، إبتعِـدوا إبتعِـدوا

ضحـك الشـاب ليقـول ؛
بدئت تُثيـر إعجـابي أكثـر ، يالـها مِـن فتاة قوية ، إنـها مُناسِبة بِلا شـك

نهـض والِـدها وأقـترب نحـوها لِتـتوقف وتِـلك الإبتِـسامة الحزيـنه ظهـرت علـى وجـهِـها ظنـاً مِـنها أنـه تراجـع عـن قـرارِه ولـكِـن قـال مالـم تـتوقـعه ؛
فالتذهـبي ولا تُعارِضي علـى مصـيرك ،كُنـتي مُجـرد لاشيئ وستبقيـن لاشيئ لنـا ، ذهـابِك أفضـل بِالنِسـبة لنـا ، رُبـما سأُقيـم حفلاً علـى هذا الشرف ، ف عِبـئ العـائلة قـد ذهـب ، والآن سأجلِـب إبنـائي للعيش هُنـا كاعـائِلة سعيـدة بعـد رحيـلك

أخـذت تُردِد فـي داخِـلها بِحُـزن ويأس ؛
إذا لقـد كُنت مُجـرد عِبئ لهم ، وليس هذا فقـط بل لدي إخـوه لـم أراهـم قط ، كمـا قـال الجميـع موتـي سـيكون أفـضل لـي .

نطق والِـدها بأخر جملـة وقـال ؛
وداعاً ، وأتمنـى عدم رؤيتـك في المُستقـبل

وأنهـى حديـثه بِـلكمة أفقـدتـها وعيـها

لا مفـر فأنتي كـدُميـة بيـن يداي .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن