Part 2

1K 47 14
                                    

أتذكر بأني لم استطع الذهاب للجامعة في  اليوم الذي تلى ذلك اليوم الذي رايتك فيه لاني نهضت متأخرة جداً وايضاً متعبة فقد اصبت بمزاج شيء للغاية لم يدعني اذهب ..

- في اليوم التالي -

وصلت الى المحاضرة متأخرة لأول مرة ، تعذرت لبروفسور ( مستر جيرالد ) ، نظرت الى أين تجلس ميليسا ولم اجدها هناك فذهبت عيناي تبحت عنها ووقعت عيناي عليك ،، لم احسب هذا بالحسبان ابداً ، لم اظن اني سوف اراك في قسمي وفي  قاعتي هذه بالذات فأنا لم ارك هنا من قبل ، ما ان وقعت عيني عليك رأيتك تبتسم ابتسامة ماكرة لم اعرف ما سببها او ربما لأنني  اعتذرت عن تأخري لا اعلم . ذهبت وجلست بجانب
ميليسا التي لا افهم سبب تغيير مكان جلوسها مع انها لم تغييره من قبل ،،
انتهت المحاضرة ولكنها لم تكن مثل أي محاضرة ، كانت مملوءة بالنظرات التي تعبر عن الحب والاعجاب أم انني ظننت ذلك ..

ذهبت الى مقهى الجامعة وطلبت لي قهوة ، وذهبت ميليسا مع صديقها برايان .. جلست بمفردي ، اخرجت سماعة الهاتف لأستمع الى الموسيقى ، شغلت اغنيتي المفضلة Begin Again  ل Taylor Swift  التي اعتقد انها مناسبة لليوم ولتعدل مزاجي بأنسجام مع كافيين القهوة ..

But on a Wednesday , In a café
I Watched it , Begin again

اليوم هو يوم الاربعاء ايضاً واجلس في المقهى ، كله ع ارض الواقع كما ذُكر في الاغنية ولكن  " رأيته يبدأ من جديد " لم يحصل ولا اعتقد بأنه سيحصل ... ظللت افكر في الاغنية وكلماتها التي دائماً تجذبني لأضعها على التكرار وفي ذلك الاثناء رأيت احداً امامي ، لم اره وجهه لأنني انظر الى كتاب رواية احلام مستغانمي ، اقرأ رواية " الأسود يليق بكِ  " ، رفعت رأسي للاعلى لانصدم بك ، لا اعلم ماخطبك فأنت لم تقل أي مقدمات .. اكتفيت فقط بالبسيط مثلك هكذا كنت اظن ..

- عفواً ، هل تعرفين اين برايان ؟؟
اجبته بتوتر ورجفة في يدي ماسكة القلم الذي ادون به في دفتر الملاحظات
- لا اعلم ، اعتقد انه ذهب مع صديقتي ميليسا .
- حقاً ؟!!
- أجل .
- وهل يمكنني ان اجلس وانتظره ؟
- نعم لما لا ، تفضل .
- اشكرك .
- عفواً
بعد صمت طويل ..
- بالمناسبة انا اسمي آدم .
قلت بتعجب ..
- حقاً ؟؟!!
- اجل ، لماذا انتي متعجبة من اسمي .
- لان كل الطلاب العرب الذين أتوا للدراسة هنا قد غيروا اسمائهم ومن ضمنهم انا ايضاً ولا اعلم ما سبب اقدامنا على هذا .
- لا يختاره الكثير من العرب فلذلك اعتقد بأنه اجنبي اكثر مما هو عربي .
- نعم ، انت على حق .
- آلن تقولي ما هو اسمكِ ؟
- اسمي آريا .
- واو ، كلا اسمائنا تبدأ بالحرف A  بالانجليزية .
- اجل

تحدثنا قليلاً ولم ندخل أي محاضرة وحتى ميليسا وبراين لم يأتيا ثم دعوتني بعدها بقليل لتناول شيئاً ما في مقهى ستاربوكس الذي لم يكن بعيداً جداً .. طلبت شوكولاتة ساخنة لأدفي جسمي البارد في هذا الجو القارس البرودة ، وطلبت انت قهوة سوداء كعادتك كما تقول ،، كان جواً شاعرياً في شوارع نيويورك المغطى طرقها بالثلج ..
بقينا نتحدث لساعاتً معاً ولم نشعر بالوقت او بالناس حولنا وكأننا في بيوتنا ، تحدثنا عن امور كثيرة  ثم اخذت قلمي ودفتر ملاحظاتي وقلت لي بأنك سوف تكتب لي مختصراً عن امور حياتك والتي يجب ان اعرفها عنك فقلت لك بأني سوف افعل المثل  ...وكتبت  :

( اسمي آدم و عمرك ٢٨ وانا لست هنا كطالب في المرحلة الاولى وانما سوف أعطي هنا محاضرات اضافية لقسمك ( علم النفس Psychology ) وكنت في قاعتك هذا الصباح لأرى اسلوب الشرح هنا ، كما انا درست المحاماة في كلية الحقوق بنيويورك هنا منذ ٩ سنوات وبقيت هنا لم تحب الرجوع لبلدك ( العراق ) بسبب الاوضاع آنذاك .. لديّ اخ واخت متزوجان ولديهما اطفال وانت الاكبر من بينهم ،، -هواياتي-  أحب الغناء والعزف على الجيتار واجيدهم واحب القراءة وهذا ماجذبني اليكِ على ما يبدو )

وكتبت انا :

( اسمي آريا عمري ٢٠ من المفترض بأنني في المرحلة الثانية لكني لم الحق بالجامعة السنة الماضي وانتظرت الى ان تم اختياري للبعثة الى امريكا ... كان ذلك حلمي الاول والتخرج من الجامعة هنا هو حلمي الثاني الاخير ،، لديّ اخت و اخوان متزوجان وانا اصغرهم ،، - هواياتي- الرسم ولكني لا اجيده ، اعشق الموسيقى وعزف الجيتار ولكن لم تتسنى لي الفرصة لعزفه ، احب الكتابة وقراءة الروايات اكثر من الكتب .. وهذا كل شي )

قرأ كلاً منا رسالة الاخر ولكنني اردت معرفة المزيد اكثر عنك .. احببت شعور مشاهدة سقوط الثلج معك ، كان هذا افضل شعور ، احببته كثيراً والان اشتقت كثيراً لهذا الشعور ...

هل تعلم كيف هو الشعور بالاشتياق لمن تحب مع انك تراه كل يوم ، يضحك ويتحدث مع اصدقائه السيئين مثله كأن شيئاً لم يحدث .. اجل نسيت هذا ، انت لا تملك احساس او مشاعر حتى تعلم هذا الشعور ،، هذا الشعور صعباً جداً ، لا تشعر به الان ولن تشعر به .. ولكنني اثق بالله وبالقدر واعلم بأن الله سوف يأخذ حقي منك ولكنني ضعيفة جداً واخاف عليك من هذا العقاب وارجو الله ان لا يعذبك كثيراً ، لا احب رؤيتك متعذباً كما تحب رؤيتي كذلك فأنا لست مثلك ولن اصبح مثلك ابداً..

قدري الآخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن