• ظُلُمَاتٍ فَوقَ بَعض •

1K 79 351
                                    


" إلعَنِي وانثُرنِي رَذاذاً يَغرقُ فِي عُمقِ مُحِيط! "

•••

كعَادَةِ كُلِ حُورِيةٍ تُؤمِنُ أنَ لِكُلِ ذَيّلٍ نِهَايَةً سَعِيدَة, حَطَت ظُنُونَهَا هُنَاك, لَكِنَهَا لَم تَكُن كَشَبِيهَاتِهَا, بَل كَانَت تَحتَ سَطوَةِ آلِهَةِ اليَّم.

••

هُنَاك,
وَسطَ أحرَاشِ البَحرِ فِي الصَرِيّمِ وُجِدَت..
حُورِيَتِي زَهرِيّةُ الأحلَامِ, فَاتِنةُ المَحيّا, هَيفَاءُ, حَسنَاءُ, بِوَجهٍ مُشرِق..
ألمَاسِيةُ العَيّنَينِ, يَاقُوتِيةُ الذَيلِ, بِشَعرٍ مِن خُصُلَاتِ ذَهَب, فِي جَيدِهَا عِقدٌ مِن زُبُرجُدَ مُرَصعٍ لُؤلُؤاً عَتِيقَ, وَأسَاوِرَ مِن فِضَةٍ وإستَبرَق.

تَرَانِيمُ صَوتِهَا السَاهِمِ, المُكَمَدِ لَهِيفَ كَربٍ مُغتَمٍ يَصدَح, يَبُثُ رِثَاءَ نَايهِ الكَسِيرِ عَبرَ تَجَاوِيفِ الأصدَافِ ذَاتِ الدُرِ الثَمِين!

يَقُولُ في اٌستِجدَاءٍ, أمَا مِن مُغِيثٍ لِقَلبِي المَكلُوم؟

وأنَّى لهَا أن تَسمعَ رَداً, والأصدَافُ أوصَلَت استِغَاثَاتِهَا أموَاجً لِمَن عَلَى السَطحِ تَآزُرَاً مَعهُم عَليهَا!

لَم تَكُن تَطلُبُ الكَثِير, كُل مَا سَعَت لِأجلِهِ هُو رَحمَةٌ مِن آلِهَةٍ لا تَعرِفُ الرَحمَة..
وهَذا جُلُّ ذَنبِهَا الذِي لُعِنَت بِه..

يُحَيرُهَا أمرُه, وتُبَادِهُهَا سَطوَتُه!

يُخاطِبُهَا قَائِلاً " أنَا سَيّدُ اليَّمِ أن لَا مَكَانَ لأُمنِيَاتِكِ عَلَى الوجُودِ وأنتِ بَينَ أملَاكِي, ومَا مِن غُبَارٍ سِحرِيٍ يُحِيلُ زُعنُفَتَكِ لِقَدَمِين..
أنتِ سَتَظَلِين مَلعُونَةً هَاهُنَا تُطرِبِينَ أُمسِيَاتِي بِوَتَرِ كَمَنجَتِكِ الحَزِين..
وأن هَيهَاتَ عَنكِ السَطحُ فمَصِيرُكِ هُنَا تَحتَ طَبَقَاتِ البَحرِ الثَلاثَة! "

لم تُلقِ بَالً لِكَلامِهِ ومَا لَبِثَت إلا الصُعُودَ - حَيّثُ الهَوَاءُ العَذبِ الذِي لا تُخَالِطُةُ ذَرَاتُ يَمٍ مَقِيت -

يُخَاطِبُهَا المَوجُ مُعتَرِضَاً " أنِ اعذِرينِي آنِسَتِي فَلُجَتِي قَد أصبَحَت عَلَيكِ رَقِيبَاً عَتِيدَا - أن لَا عُلُو - وأن اغفِرِي لِي شِدَتِي فَلَستُ إلا عَبدَاً مَأمُورَاً. "

يَطعَنُهَا صَدُه!
تُحاوِلُ استِشفَافَ ذَنبِهَا, قَلبِهَا, زُعنُفَتِهَا البَرَاقَةِ, لَكِنَ الجُورَ هُوَ الوَرَقَةُ الوَحِيدَةُ فِي اللُعبَةِ وَبَقِيةُ الأشيَاءِ أدَوَاتٌ بَينَ يَدَيه!

| ديجور يَم |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن