صدفة لاتنسى

1.1K 38 14
                                    


في الساعه التاسعة صباحاً كانت ديانا ترتشف  قهوتها اللذيذة وتستمتع برؤية المارين من خلال نافذة المطعم…. ولايمكنها تفويت محاكاة بعض القصص في مخيلتها… هبطت ببصرها نحوه ساعة يدها وتعابير الملل اخذت تداهمها جزئياً… ولكن رغم ذلك عادت لأستكمال ماكان يداعب تفكيرها المرهف.

وضعت فنجانها الفارغ جانباً ومالبثت ان توقفت فوقها النادلة للمرة الثالثة وهي تقول بأبتسامتها المعتادة

-هل من خدمة اخرى انسة؟

بادلتها الابتسامة رغم مايعتمل بداخلها من ملل واحباط

-فنجان آخر من القهوة لو سمحتِ

تناولت الفنجان الفارغ ومسحت ماخلفه الفنجان من اثار بخفة وهي تقول

-في الحال انسةِ

عادت تنظر للنافذة مرة اخرى غير مدركة مايدور حولها في المطعم… فهي لطالما احبت العالم الخارجي ...واكثر ما يستلهمها هو ماتراه وتسمعه من الكثيرين.

سرعان ماافاقت من شرودها فور سماعها اسمها يردد عدة مرات

-انسه ديانا… انسه ديانا

رفعت ببصرها نحوه… واذا به رجل في نهاية الاربعينات يرتدي زي رسمي والنظارة ذو الاطار الاسود تغلف عيناه الزرقاوان… رغم كبر سنه الا انه يبدو مليء بالحيويه والنشاط… ويبدو من النوع الكثير الابتسام هذا ما لاحظته من خلال الخطوط العميقة التي تحيط شفتيه الغليظة اجابت مرتبكة

-اسفة لم انتبه

علت شفتاه ابتسامة عريضة

-في الحقيقه انا من عليه الاعتذار… تأخرت كثيراً عليك… بسبب زحمة السير.

نهضت ديانا وصافحته بكل ود واحترام

-لابأس… ليس هناك من ينتظرني

جلس مقابلتها ثم وضع حقيبة سوداء على المنضدة وقال قبل ان يفتحها بسعادة بالغة

-انسة ديانا… لقد قرأت روايتك مراراً لم استمتع بهكذا قرأة منذ زمن طويل… لابد انك متلهفة كثيراً لرؤية نسخة من الرواية

ارتسمت تعابير السعادة والحماس حول ثغرها

-هذه شهادة اعتز به كثيراً استاذ غارث

كانت ديانا متلهفة جداً لرؤية اول طبعة من رواياتها… اما المدعو غارث فكان يتعمد ان يتحدث معها متجاهلاً مايعتمل بداخلها من حماس… قال وهو يضع يده على قفل الحقيبة ذو الجلد الاسود

-راق ل زوجتي روايتك كثيراً… وسرها كثيراً ان تدعوك للعشاء… انها لاتصدق انك في العشرين من عمرك… تقول انني ابالغ

استرسل في حديثهُ بينما كانت ديانا تتصنع الابتسامة بين الحين والاخر الى ان قال معتذراً

الفاتنة والذئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن