الخلق،النور، سرنا العظيم

251 22 6
                                    

روحك الضعيفة لم تعد تقو على الانتظار خارجا ، حسها الفضولي الإنساني يتحكم بها ، لقد أخفيتم التمرد و العصيان تحت ظل الفضول! فضولكم هذا أخرجنا من أرضنا و شُرِّدنا في الأكوان و أصبحنا مهزلة العوالم ، عصى آدم ربه فأكل من شجرة الخلد فقلتم عنه  جذبه الفضول! لا بل عصيان!
في طريقنا لعالمكم الذي كان من قبل عالمنا سأحكي لك عن تاريخنا في الزمن الغابر و تفاصيل طردنا من الأرض، و أخبرك أيضا بما جرى مع بعد لقاء إبليس العظيم ، فلهذا انت معي الآن ، سأفضح كل شيء و أخبرك بكل شيء ! سئمنا العيش في الظلال بعد أن عرف النور طريقه إلينا ، استمع الآن و حاول ان تتذكر كل هذا بتفاصيله:
في البحر كنا، في السماء كنا، في الأرض كنا، نحن الجن أعجب العجائب و أقوى الصنائع ، نفعل ما أردنا و أين أردنا لا قوانين لا فوضى فالكل يعلم حدوده بنفسه.. أعمرنا الأرض حق إعمارها، زرعنا الأرض، بنينا السدود، طورنا البنيان ، لقد كنا خير أمة اخرجت للناس ، إنسَ كل ما سمعته عنا ، إنس كل الكذب ، أريدك أمامي ورقة بيضاء ، بيضاء كما كانت و بيضاء كما ستكون ، لسن تلك المخلوقات الخبيثة المتوحشة المحبة للدماء ،التي تعيش على القذارة و تأكل من اجساد بعضها، المخلوقات اللتي طردها الله من الأرض لإنها أفسدتها!! مهذا الهراء!؟ ، من يصدق هذا بحق إبليس حامل النور من يصدق أن كائنا يعيش على الزبالة في اقتتال دائم مع أبناء جنسه ، تفاهة أيتها الروح صدقيني ، حتى الحيوانات لم تفعل هذا فكيف بنحن !! نحن المسوخ اجتمعت فينا صفتي القبح و البشاعة ، تموت عند النظر إلينا ! تفاهة و هراء لا منطقي...
طردنا من ديارنا بسبب الملائكة، المخلوقات النورانية التي لا تخطأ ، الجميلة الخَلق و الخُلق ، طردنا لما حُسدنا ، غيرتهم و حقدهم لم يتركنا نعيش بسلام، قالت الملائكة لِلّه أننا أفسدنا في الأرض فصدقهم فأخرجنا منها إلا قليل، لك ان تتخيل الملائكة العتاد الغلاظ الشداد يقلبون بنا الأرض و يرجموننا بشهب لا ندري كيف تجد طريقها لرؤوسنا... أترك البقية لخيالك، فتخيل كل ما هو قادر على إيذاء الجن و ضعه على الثلات نقاط السابقة!
كنت مع القلة القليلة التي نذرت نفسها للعبادة، فأنجانا الله! كنا في السماء الثانية نشاهد أهلنا يقتلون..
على رأسنا إبليس طلبنا من الله أن يغفر لقومنا فرفض! لم نستسلم ، كنا على اتصال دائم مع إخواننا الذين تمكنوا من الهرب و شردو في الأكوان ، و الأرض محط أعيننا و الرجوع لها حلمنا، تفاجئنا لما سمعنا أن الله خلق الإنسان و سيستخلفه في الأرض، "الإنسان" هذه الكلمة العجيبة، ليتني لم أسمعها يوما ، جن جنون إبليس وكذلك الملائكة فكلانا كان يرفض هذا....
مرت الأيام و هاهو هذا الكائن العجيب يتجول في الجنة بكل حرية و الجن و الملائكة جنبا لجنب ليسترقو النظر فيفوزو بخطف نظرة أو اتنين لهذا الآدمي، اسمه آدم وهو أبو البشر!
أقنع الله الملائكة بأن آدم و نسله سيبقى في الجنة ، الجنة التي بنيتها خصيصا له و أنه لن يصل للأرض، فرضخت و سجدت له! إبليس لم يرضخ ولم يسجد فلطالما تنبأ بنا سيحدث لاحقا، ما أعظمك يا إبليس يا لوسفير يا عزازيل يا حامل النور ما أعظمك بكل اسم سميت نفسك فأنت العظيم ذو الوقار، طردنا من السماء،من جوار الرب، فانضممنا لإخواننا في المنفى !!
قالو أن إبليس وسوس لآدم فأكل من الشجرة المحرمة لأنه أراده أن يخرج من الجنة و يسكن الأرض! كذب!! هناك إبليس دائما لتلقو عليه اللوم بما فعلت أيديكم!! فاخجلو من أنفسكم !
فضول آدم أو بالأحرى محبته للعصيان هي ماجعلته يفعل ذلك، لمذا عساه يأكل من شجرة الخلد إذا كان خالدا أصلا! إنه أحمق، في شجرة الخلد ثمرتين إحداهما للمعرفة و الأخرى للخلود لكنهما متشابهتين في المظهر!! لمذا الله منعه من أن يأكل منها!! أيريده ان يبقى خالدا بجهله ؟؟ هل أدرك آدم الحقيقة فسارع لأكل ثمرة المعرفة؟ هل الجمع بين المعرفة و الخلد خطر على الله لهذه الدرجة، فأنزله فورا من الجنة و نزع منه الخلودية؟؟ لو أكل آدم من ثمرة المعرفة هل سيكون لا يقهر؟؟
إن الشخص الذي يجمع بين المعرفة و الخلود لا يكون إلا إلاه، فليأخذ كرسيه على طاولة الآلهة،
لك أن ترى الفساد الحقيقي الذي قام به الانسان، أهلك الحرث، و قطع النسل ... أهكذا يكون الإنسان المتفوق؟
سأخبرك سرنا العظيم الآن، فلتتذكره!!
إن أمة الجن والشياطين تسعى بكل جهوده لنشر الفساد في الأرض ، وزرع العداوة بين البشر و خلق بؤر صراع، خلق حروب، انهار دم ، أطفال جياع، إنفاجارات،قتل، نريد أن نجعل الإنسان يفسد هذه الارض الجميلة فيطردهم الله منها كما طردنا، لكن هذه المرة سيكون فسادا حقيقيا و ليس كذبة ملائكية!
أما فيما يخص نهاية لقائي مع إبليس ، فما إن أخبرني بمهمتي حتى عرفت ما علي ان أفعل، بكل بساطة إنه وحي، ألم أقلك أننا نعلم كل شيئ ، نحن أحق بالأرض منكم أيها البشر!!
لا تنس أن وجود روحك معي تتخطى قوانين الزمان و المكان، و أننا الآن حسب عقلك القاصر في الماضي ، وأن ما حدث داخل تلك القاعة قد مر عليه 60 سنة حسب مقاييسكم .... أرى نظرات الدهشة على محياك !!
لقد وصلنا!
لنبدأ العمل ! ها قد أتيتك أيها العالم الأزرق!!

قصة كتبها الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن