اشتقتُ لك، سمعًا وقربًا وشعورًا.
" كم مرةٍ انقذك سيهون بِها, لوهان؟ "
لا أحد يستطيعُ رؤية سيهون عدا لوهان. سيهون كان مُجرد نسيجٌ وهّمي ولكن لـِ لوهان , سيهون كان لهُ الدُنيا وما فِيها.
احتضنت أناملٌ دَمِيثَةٌ المُسدس الموضوع على المِنضدة القريبة من سرير الشابِ صَبِيح الملامحِ, يوجه فَوهة السِلاح على جانبِ رأسهِ. أَوْهَنَ عيناهُ بكثرةٍ والتي ذُبلت من شدةِ البُكاءِ المُستمر طوال هذهِ الايام. أو رُبما أستمر الامرُ لشهورٍ أو سنين. أنفاسهُ كانت مُضطربة, " لوهان, لاتفعلها. " سيهون تمتمَ بهدوءٍ وعيناهُ مُتمركزةٌ على إِخْتِلاج أطراف الصبي." صوب نحوي. " لوهان فعلها سَهْوًا .
"جيد."
أبتسم سيهون ليردف بعدها قائِلاً. "ألان, أضغط على الِزناد. لا اريُدك أن تؤذي رَوْنَق وقَسَامَة روحِك بسببي. أجعلني أشعر بهِ مُجدداً. أفعلها ولكن بي. "
"ل-لكن.."
"لوهان, أضغط على الزنادِ. ساعدني لأشعر بالموتِ مُجدداً. أولن تفعل؟"
سيهون أَسْتَوْضَحَ بتَمَهّل.
تَرَيُّث لوهان لدقائقٍ وهَجْس بـ
" سأفعل.""ا-اريِدُ مساعدتك!و-ولكني لا أريدك أن تتعذب.." صوتهُ كان مبحوحٍ من شدة البكاء, أسترسل من بعدها قائلاً. "أريدُ ان أتي لِقُربك.. ل-لما لا تسمحُ لي بذلك..؟ ألم تعد تُحبني؟ الا تريدني قُربك..؟ ا-أعتقدتُ أننا أقسمنا أن نكون مع بعضنا دائماً!"
"لوهان, يمكنك ذلك ولكن ليس الان, لم يحن الوقتُ بعد ,لذلك لا تؤذي نفسك...... أما الان أضغط الزناد, وجههُ نحوي وافعلها. "
ولوهان قام بالفعلِ بالضغطِ على الزناد.
كانت هُناك جُلبة نتجت من الضغطِ على الزناد لتندفع قطرات ماءٍ صغيرة مِن المُسدس نحو الجسد الواقف امامهُ. دماءٌ بدت تتسربُ من ثَقبٍ أحتوى ذات الجسد كدليلٍ بما نَتج من ضغطهِ على الزناد. "سيهون!سيهون!" صُراخٌ إِتَّرَعَ الغرفة.
وبسرعةٍ تم سحبهُ من قِبل مُمرضتان, تحاولان جاهدتين امساك بالفتى الباكي في بقعتهِ. أحدى المُمرضات أسرعت بسحبِ الُلعبة البلاستيكية من يدهِ.
لوهان دخل بنوبةِ هَلعٍ أُخرى. " لقد قُمت بقتلهِ!! قتلتهُ!! سيهون!!"إِنْتِحَابُ الصبي أعتل المكان, انفاسهُ أضطربت أكثر, وكأنهُ سيفقدُ أنفاسهُ.
"ليس هناك أحدٌ هُنَا، سيدي." كلامُ الممرضة لم تصل لمسامعهِ لِشدة ترَكيزهِ على السِلاح الراقدِ على الارضِ وكانت الدماءُ تحويهِ. دماءُ محبوبهِ.
"المسدس!!"
"لا يوجد أيُ مسدسٍ هنا." الممرضة تمتمت بحزنٍ على حال الصبي. "أتركوني!" دوَّى بصوتٍ عال. "دعوني أموت! أريد أن اكون بقربهِ!"انتحب بفَجْع نحوهما.
الأحداثُ قد شُهدت من قِبل زانغ ييشينغ, طبيبُ لوهان النفسي. ييشينغ لم يكن بأستطاعتهِ فعلُ شيئ وانما رثي على حال الصبي القابعِ فوق السرير المشفى. " تحاولُ التخلص من نفسك كثيراً, لوهان. كم مرةٍ انقذ سيهون بها حياتك؟ "
لوهان كان مريضٌ نفسياً. يعاني مِن رَضْح نْفَسِيّ كونهُ الوحيد الشاهد على موتِ محبوبهِ, سيهون الذي أُصيب بطلقٍ ناري عندما كان يحاول الامساك بالصٍ ما, هو كان شُرطياً بعد كُل ذلك. ولكن لوهان شهد الحادثة امام عينيهِ. دائماً ما كان يتم انتقادهُ بضعيف البنيه ولكنهُ لم يستطع العيش بدون سيهون.
لنكون أكثر وضوحاً, القاتل كان شقيقُ لوهان ذاته, والذي لم يكن قريباً منه أبداً. الذنب كان ثقيلٌ عليهِ ولم يكن يتحملهُ لذلك هو حاول أن يقتل نَفْسَهُ بكثرة ,لكن سيهون الوحيد الذي كان يقوم بأنقاذهِ.
لوهان يعاني من أضِطْراب نْفَسي, سيهون كان نسيجٌ وهمي يستطيع الاخر رؤيتهُ, خصوصاً بعد موتهِ، لوهان فقد ذاتهُ كأن روحهُ أُخذت عوضاً عنه. وحين يحاول أنهاء حياتهِ, ليعود على مقربة من محبوبهِ. خيالٌ, على هيئة سيهون تزوهُ وتطلب منهُ ان تقتلهُ عوضاً عن إذاء نفسهِ.
لوهان يرى أشياءٌ من المستحيل للغيرِ أن يروها.
هو يرى طيف محبوبهِ يزوهُ بين الحين والاخر.
بثوبٍ أَمْهَق ناصعٌ,
دماءٌ قاتمة تُلَطَّخُ نَصَع ردائهِ ومسدسٌ متمركزٌ بقربهِ كذلك.كُن مُتيقناً أن مكانك في صَدري باقٍ لا يغيّره مُرور الايام ولا تبدّل الأشخاص، يظلّ يكبر ويُزهر داخلي بطريقة لا تزول ولا تعرِف الذبول.
--------
The end.
![](https://img.wattpad.com/cover/118102283-288-k13611.jpg)
أنت تقرأ
Cartier bonds.
Cerita Pendekتَم تَدوين مَجموعة من الرواياتِ القصيرة تَخُص الهُونهان، الأجزاء غَيْر مُرتبطة بِبَعْض.