هل تشعر بشيء اتجاهها ؟

7.3K 400 25
                                    

ما ان رآيتها حتى اوقفت السيارة ثم ذهبت باتجاهها ببطئ .. كان الشر في اعينها الزرقاء الجميلتين ثم قلت بصوت حنون :
- ما بك ؟
مددت يدي باتجاه يدها لكي امسكها واشعرها بالامان لكنها سحبت يدها نظرت لها بسرعة ثم قالت :
- لماذا اتيت ؟
- لرؤيتك ...
- كاذب محتال .. الجميع اليوم سخر مني بالصف وعرف انني اح...
- وعرف ماذا ؟
- لا شيء لا يهمك سيد جود ..
وهمت لترحل غاضبة امسكتها من يدها وقلت :
- البارحة كنا نتكلم بشكل جيد لماذا الآن هكذا تتصرفي ...
- لنقل انني رأيت الحقيقة
كانت تقولها وهي لا تنظر لي ولم تستدر لي بعد لاتحرك انا والتف اتجاهها
- اي حقيقة ؟
- جود ابتعد عني اريد العودة للمنزل
- ولكن ...
لم تسمح باكمال جملتي وبدأت تركض تريد الذهاب ذهبت لسيارتي وبدأت اضرب السيارة ..
- ما بك يا جود .. هدأ من روعك
كان صديقي صالح معه اوراق ويتجه باتجاههي ..
اخذت الاوراق منه ووضعتها بالسيارة ثم ركبنا انا وهو
- لماذا كنت غاضبا قبل قليل ؟
- انني اقود الآن ..
- حسنا توقف هنا هذا مطعم وانا جائع نتناول الطعام وندردش ..
- حسنا
جلسنا في المطعم كنت انا منشغلا في تأمل المنظر المقابل بينما صالح يطلب الطعام ..
- المدير يريدك غدا
لاستيقظ من شرودي وانظر اليه ...
- اي مدير ؟
- مدير المدرسة
- لماذا ؟
- يريد منك ان تساعدني بعد ان علم عن دراستك ومستواك
اومأت له بالقبول ومن ثم اكملت النظر للمنظر بغضب ذلك المشهد يتكرر في رأسي ... عيناها تحبسان الدموع وكلام غير مفهوم ..
- ستليقان ببعضكما كثيرا
نظرت له بتساؤل
- انت وحيد ولم يتبقى لك احد وتحتاج من يساندك في اوقاتك الصعبة وكذلك اخر مرة ابتسمت بها عندما كان عمرك عشرة اعوام بينما ياسمين مرحة تصرفاتها طفولية تحب الجميع ومن بينهم انت ستكونان مكتملين مع بعضكم واريد ان اخبرك بأن ياسمين هي افضل طالبة في الصف لدي وجميع المعلمون يمدحون بها فهي تجمع بين الذكاء والفرح لا تؤذي مشاعر احد
- لا تبني امال كثيرة انا لم افكر بما انت تفكر به
- ولكن لماذا انت الآن متشائم في الصباح كنت متحمسا لرؤيتها ...
- لا اعلم ماذا اصابها اليوم بعد دوامها المدرسي ...
- لقد ضعفت كثيرا بسبب ما اصابها ...
- ماذا حصل ؟
- اليوم عندما غادرنا الصف كنت قد نسيت اقلامي وعدة اوراق مهمة وقبل ان افتح الباب سمعت احدى الطالبات تتعارك مع ياسمين وتقول لها :
- انظروا من لدينا السيدة ياسمين تحب صديق استاذنا يا للمسخرة
وبدأ الوضع يكبر كثيرا حتى شعرت انه يجب التدخل ولم استطع ارسالهم للمدير لأن ذلك سوف يسبب مشكلة لي ولك وفقط قمت بتهديدهم رغم ان ياسمين قوية الا انني رأيت الدموع في عينيها لا اعلم كيف بدء هذا الشيء وكيف انتهى وماذا سيحصل معهم
- من هي تلك الطالبة ؟ لا تقل سمر
- لا لا ليست هي انما واحدة اخرى مفتعلة مشاكل ... ماذا ستفعل ؟
- لا اعلم
- هل تحبها او تشعر بشيء اتجاهها ؟
- لا اعلم يا صالح فعلا لا اعلم اشعر ان الوضع هذا جديد ولا يجب ان احكم عليه غير ذلك اريد معرفة كيف تعرف كل هذه المعلومات عني
- انا لم اسألك ماذا يشغل بالك سألتك هل تشعر بشيء اتجاهها ؟
- لا اعلم ...
انتهينا من حديثنا الطويل ثم ذهبت لمنزلي المتواضع يضم فقط غرفة صغيرة مع غرفة جلوس تحتوي تلفاز ومطبخ وحمام صغير ايضا ويوجد شرفة تطل على المدينة احضرت حاسوبي المتنقل وكوب من القهوة ثم جلست على طاولة صغيرة في الشرفة اعمل فانا لم اذهب للعمل اليوم وفي كل لحظة تأتي في مخيلتي وتقاطع عملي وتركيزي عيناها الباكييتين ذهبت لكي اخلد للنوم والكلمات تهاجمني بمختلف الاصوات :
( لماذا اتيت ؟ ... لنقل انني رأيت الحقيقة ... كاذب محتال .. الجميع اليوم سخر مني بالصف وعرف انني اح... )
هل كانت ستقول انها تحبني وضعت الوسادة فوق رأسي امنع نفسي عن التفكير لتهاجمني كلمات صالح :
( ستليقان ببعضكما كثيرا ... هل تحبها ... هل تشعر بشيء اتجاهها ؟ )
هذه الجمل منعتني عن النوم لوقت طويل ذهبت للشرفة وبدأت ادخن حتى اصبحت الساعة الثانية بعد منتصف الليل كان الامر ليس بسهل فالافكار بدأت تقتحم تفكيري وتمنعني عن فعل اي شيء نهضت لذلك العمل الممل دخلت مكتبي وبدأت بعمل بتلك الاوراق ليتصل صالح :
- لقد سأل المدير عنك لماذا لم تأت ؟
- مشغول لدي عمل ..
- ولكن هناك شخص حزين على غيابك وظل ينظر للباب ينتظرك وانت تعرف من هذا الشخص
- ......
- ماذا ؟
- سأتكلم معك لاحقا انا مشغول الآن
- حسنا
نظرت للاوراق التي امامي ثم نظرت حولي الجميع كان يتكلم مع احد اخر ويبتسم نظرت للمرآة التي على مكتبي ثم حاولت الابتسام لم استطع او بالاحرى لم تكن جميلة او تليق بي تفقدت الايميل ولم ترسل لي ياسمين شيئا منذ البارحة ..
شعرت بالذنب وقررت الاعتذار بشكل جميل بدأت ابحث عن طريقة مناسبة لوقت طويل عبر الانترنت ولم استطع العثور على شيء خارق للعادة ولكنني وبالنهاية استطعت العثور على طريقة جميلة جدا وبالتأكيد ستعجبها ...

حبك غيرني ( متوقفة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن