الفصل الخامس

24.9K 183 7
                                    

احتقن وجهه بالدم الثائر وامتلأت عيناه بالغضب المرعب .. فالموقف رهيب ورهيب جدا ... وكأنه شعر بكبريائه يداس في الوحل !! وان كرامته طالها العبث ................. وأي عبث !! انها ملامح فجر كل ما فيه عار مهدر وشرف مفرط فيه ... ظل هكذا لا يلوي على شيء ظل لدقائق امتدت لتكمل الساعات الأربع صامتا حائرا مذهولا من هذه الصدمة التي لم تخطر له على بال ... وفي الجهة الأخرى كان كل شيء مبلل !! فنحيب هذه العروس ميلاف لم يترك للجفاف وجودا .. كانت دموعها تنهمر على كل شيء وهي تجلس واضعة رأسها بين أحضان رجليها .. لا تقوى على النظر في أي شيء ..وكأني أرى ابليس قد بدأ يداعب أفكاره ...هكذا قالت ميلاف وهي تحكي هذا الموقف .. ثم تكمل : انتابني فزع وألم أشد من كل ألم .. لم أتخيل ولو للحظة بأن يأتي يوما من الأيام واقف في هذا الموقف الذي شعرت بأنه يقتلني وانا اتنفس .. لقد دنى أجلي .. ولم استطع أن اخبره بالحقيقة فلن يتقبل ولن يصدق .. لم استطع عمل شيء .. كنت أشعر بالأرض تدور بي والظلام الدامس والمصير المجهول الملامح يتربصان بي .... وهو في مكانه .. ظل هكذا وفجأة .. اقترب مني فتجمدت اطرافي ووقفت غصة في حلقي وتوقفت أنفاسي .. ( كنتي بيوما امنيتي .. وكنت افخر بك كثيرا وفعلت كل ما بوسعي لأوفر لكي السعادة .... ها انتي الان بين يدي ومحسوبة علي زوجة .. ولكن .. زوجه خائنة فقدت عبيرها وباعت نفسها !!!!!!! واجهي مصيرك الآن فما فعلتيه لا يغتفر.... لقد جلبتي لأهلك العار واهديتيني التعاسة .. انتي تفعلين ما فعلتي .. تتنازلين عن شرفك ولماذا ؟؟ اهذا جزاء ثقة اهلك بك ؟ اهذا جزاءهم على تربيتهم وفضلهم عليك ِ؟ ) كانت هذه الكلمات التي تفوه بها الزوج التعيس .. كافية لتدمير ما تبقى في ميلاف من أي شيء .. سقطت على الأرض فاقدة كل شيء سوى قلب مازال ينبض .. دهشة وقلق .. فزع وتوتر وخوف .. كلها ملامح تجدها في وجوه ذلك الحشد العائلي الكبير الذي اكتظت به أروقة المستشفى ... كانت والدتها تبكي وهي تتوسل الى الطبيب كي يسمح لها برؤية ابنتها التي تقضي صباح اليوم الأول من الزواج بين احضان الأجهزة الطبية وانابيب الاكسجين.. والمغذيات ورائحة الأدوية والحقن ... واين ؟؟ في قسم العناية الفائقة....

عقاب إلـٰهيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن