بائعة الازهار

90 33 27
                                    

فوق في الغرفة الفخمة الواسعة..اخترقت اشعة الشمس عينيها لتفتحهما بعد ان رمشت بهوان..تحسست ملمس السرير الناعم بيديها الصغيرتين ...تسارعت نبضات و هي تحدق برعب في المكان ...جالت انظارها على الاثاث و فخامته انعقد حاجباها و هي تنتفض من السرير

-اين انا!! ماهذا المكان و من احضرني الى هنا!!

امسكت باناملها الرقيقة راسها و هي تحاول تذكر ما جرى معها و بسرعة البرق مرت صورته كالجحيم امام عينيها !

الحقير لقد كان يلاحقها و لا شك انه قد تمنكن منها!احمرت عيناها غيظا و امتلاتا سخطا و الما ..تناثرت الدموع على وجنتيها و انهارت على الارض تبكي بحرقة

-انه هو!ريكاردوا ايها الحقير سوف تدفع الثمن!

رفعت ساقيها الضعيفتين عن الارض و راحت تجول في الغرفة بهوان ..القلق و الخوف يغتصبان روحها ..كيف ستخلص منه و هو الطاغي الذي ينال ما يحلوا له و يفعل ما تمليه عليه نفسه من دون جهد !

اتكات على الحائط و اغمضت عينيها تحاول ان تهدئ من روعها لا بد ان تكون هنالك طريقة للهرب .. لا بد من ذلك!!

فتحتهما بعد بضع ثوان و اخدت تتامل الغرفة ...سرير كبير في المنتصف.. حمام و شرفة موصدة و تلفزة و منضدة عليها مزهرية كبيرة عتيقة .....اقتربت منها و هي تحدق بها و قد اخترقت عقلها الصغير فكرة كبيرة

-اجل سافعلها !ساجعلك تندم على خطفي وتلويث سمعتي و هتك عرضي و شرفي!
و ستكون روحك ثمن الالام التي سببتها لي ساقتلك و اخلص العالم من شرك !!

تنهدت و ملئت ملئ راتيها من الهواء و ظهرت نصف ابتسامة على وجهها الجميل الشاحب المرتعب رغم الامل الذي دب فيها بمجرد التفكير في كون فرارها منه امر ليس بالمستحيل !
اتجهت نحو المنضدة واخدت تنزع الازهار من المزهرية الرخامية الصلبة ..حملتها بين يديها الصغيرتين المرتجفتين و تقدمت نحو الباب بخطوات مضطربة.. كانت تشعر و كان ساقيها ستخونانها في اي لحظة و تنهاران ككل المرات التي حاولت فيها مواجهة ريكاردوا ...لكنها هته المرة لن تخاف ولن تستسلم ابدا

الصقت وجهها بالباب و اخدت تتحسس باذنيها الاصوات التي كانت بالرواق.. لقد كانت كثيرة و متشابكة.. صوت الخادمات و الزوار المقيمين في الفندق! لكنها فجاة احست بصوت  خطوات تقترب من الباب.. شيئا فشيئا... بدات دقات قلبها تتسارع ..و احست انها ستتوقف عن النبض عما قريب! استجمعت قواها و وابتعدت عن الباب قليلا... و وقفت بثبات محكمة قبضات يديها على المزهرية وساقيها ترتجفان..

سمعت صوت المفتاح! و رات المقبض وهو يتحرك! ليفتح الباب ببطئ ..و يسارع الرجل بالدخول! قبل ان تضربه جوليا بالمزهرية على راسه!! ليسقط ارضا غارقا في دمائه ...و تسقط بجانبه محدقة به بذهول !!

أمام مقصلةِ الحب(متوقفة حاليّا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن