الفصل الثاني:محتجزون

486 31 5
                                    


_يا رفاق لدينا مشكلة هنا!
قال جون بينما هو يعتلى الخشبة، توقف أمامهم ليستعيد بعض أنفاسه قبل أن يصّرح بقلق:
_أخشى أننا سنضطر للمبيت هنا هذه الليلة جميعنا.

حدق به الثلاثة بحيرة، ليستفسر صاحب الشعر البني الطويل والمجعد و المسمى بأيمن قائلاً:

_ماذا تعني بكلامك هذا جون؟

وضّح جون:

_لقد فشلت في فتح الباب، يبدو أن أحدهم قام بإغلاقه ناسياً وجودنا هنا بالكامل.

دون أي تعقيب أو طلب تفسير أخر قفز آدم عن المنصة ليركض بعدها باتجاه البوابة الوحيدة للمسرح.

قال جون بخيبة وهو يتابع ابتعاده:

_لا فائدة من ذلك يا آدم فقد تأكدت منها أكثر من مرة!

وبنبرة يشوبها بعض الخوف تساءل أيمن موجهاً سؤاله إلى ريان
_هل يعقل أننا احتجزنا هنا مع جثة؟

رمقه المعني قاطباً مابين حاجبيه، وبدل أن يجيب عن تساؤل الأخر قام هو الأخر بالقفز عن المنصة ليلحق بآدم.

وصل ريان إلى مدخل المسرح الموصد حيث كان آدم يحاول جاهداً فتح الباب لكن دون جدوى، ومن خلال محاولاته البائسة تلك أدرك ريان بأنهم محتجزون هنا بالفعل ولا سبيل للخروج قبل أن يأتي أحدهم ليفتح لهم الباب. وذلك ما كان يشك هو أنه سيحصل على الأقل لوقت قريب.

استقام آدم وهو ينفض يديه مخاطباً زميله بغير حيلة:

_أظن أن جون محق يا ريان، سوف نمضي الليلة هنا على ما يبدو.

مسح على وجهه المتعب بيديه ثم أردف:

_و لسوء حظنا فأغراضنا و هواتفنا بقيت في غرفة التبديل، مما يعني أننا لن نتمكن من التواصل مع أي شخص بالخارج من أجل إخراجنا.

***                         

تقدم ريان نحو مايا حاملاً بيديه حبلاً قصيراً، فقعد القرفصاء أمامها بعد أن تمكن آدم و أيمن من إبعادها عن جثة جاد. أمسك كلتا يدها ليلف الحبل حولهما دون أن تبدي هي أي مقاومة تذكر، كل ذلك وعيناها التي لم تغادرها الدموع تنظر لتلك الزاوية المظلمة حيث جاد.

غطى آدم الجثة بستار من ديكور المسرح، كانت جميع ستائر خلفيته باللونين الأسود و البيض تماشياً مع موضوع مسرحيتهم، ألا و هو صراع البشر مع الشر و الخير، الصراع الذي بدأ منذ الأزل، و سيظل مرافق لنا إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.

التفت آدم نحو ريان فعقد حاجبيه باستياء وهو يرى ما كان يشرع الأخير بفعله، كان يعرف بأن ريان لن يترك فرصة كهذه تمر دون تصرفاته اللا عقلانية تلك، ولكن أن يتهم شخصاً دون دليل يدينه فهو أمر لا يسكت عليه.

تقدم نحوه بخطوات واسعة ليبعده عن مايا دون تبرير، فوقف ريان متسائلاً عن تصرفه وتدخله، وعندما واجهه الأخر بالخطأ فيما يفعله بزميلته قام  يبرر سبب فعله ذلك بها :

مسرح الجريمة (قصة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن