ما إن شاهدوه يخر أرضاً حتى أسرعوا نحوه بمشاعر قلقة وخائفة، خوف انتابهم جميعهم دون استثناء من وقوع ضحية ثانية بينهم تلك الليلة، وهم بالكاد استطاعوا التماسك حتى الأن بشق الأنفس.قعد آدم على الأرض جاعلاً من رأس أيمن يتوسد فخده بينما أخذ ريان يرش وجهه بما تبقى من الماء بالقنينة، تحت نظرات جون ومايا التي لم تخفي ارتعابهما مما يحصل.
حدق ريان في قنينة البلاستيك الفارغة مستنتجاً شيئا ما، وقبل أن يطمئن الجميع على المغمى عليه بادر هو بمواجهة مايا باتهام أخر:
_ماذا وضعت بالماء؟
ترددت هي قبل أن تجيب بعدم فهم:
_لا أفهم ماذا تعني بكلامك هذا؟
واجهها بقوة بشكوكه:
_القنينة التي شرب منها أيمن ليفقد وعيه بعدها! هل تنكرين أنك أنتِ من جلبها مع أكواب القهوة؟!
وجه الثلاثة نظراتهم نحوها منتظرين إجابتها، ولكنها صمتت للحظات متذكرةً أنها و بعد أن ارتشفت بعض الماء من تلك القنينة فقدت وعيها، تذكرت أيضاً أنها سقطت على الأرض حينها مغمى عليها بينما كانت قبل ذلك تتحدث مع جاد، وقبل أن تفقد الوعي بشكل كامل وصلها صوت هذا الأخير ينادي باسمها طالباً منها فتح عيناها بنبرة قلقة.
لم تلتزم الصمت كثيراً لتصرح موجهة كلامها ذاك خصيصاً لريان:_لقد شربت من تلك القنينة قبل أن أفقد وعيي على المسرح عندما كنت رفقة جاد، لا أعلم كيف وصل إليها المخدر ولكني متأكدة من أني فقدت وعيي قبل أن يُقتل جاد!
استدارت تشير إلى الكرسي الذي كانت تجلس عليه قبل ذلك ثم أردفت:
_صحيح أني من جلبت لكم أكواب القهوة لكني لم أضع أي شيء بداخلها أقسم بذلك، ثم إني جلبت تلك القنينة لي وليس لأحد غيري.
قبل أن ينطق ريان بكلمة قاطعه آدم بقوله:
_إنه يستعيد وعيه!
ساعده على الإعتدال في الجلوس و هو يجاهد لفتح عيناه، ليمرر نظره المشوش عليهم بالتتابع مستشعراً نظراتهم القلقة عليه فقال بغية تطمينهم عليه:
_لم أمت بعد يا رفاق، فلا تجزعوا كالعجائز هكذا.
شبح ابتسامة ظهرت على وجوهم بعد أن اطمأنوا على رفيقهم، ليجلس الجميع في حلقة حوله تاركين خلافاتهم وشكوكهم جانباً، عل الأقل لبعض الوضع.
أنت تقرأ
مسرح الجريمة (قصة)
Historia Cortaالحياة بالنسبة لهم عبارة عن خشبة مسرح، يؤدون عليها أدوارهم بحرفية. لكن عندما تتحول حياتهم هذه إلى مسرحية من تأليف مجنون، و عندما تتخذ الأمور منحا دمويا، عليهم حينها النزول عن خشبة المسرح ليواجهوا الواقع كما هو..فهذا ليس مجرد عرض مسرحي؛ بل هو حقيقة س...