منتصف الليل [H.S]

《الخاتمة》

أسفل السماء التي تُزينها النجوم المتلألأه، تجلس إيفان بمقدمة الطاولة برفقة عائلتها، عيناها تجول بحديقة مَنزلها الذي ترعرعت بارجأهُ مُنذ نعومة أظافرها، نظرت بساعة يدها لتجد أنهُ تبقي خمسة عشر دقيقة و يبدأ العام الجديد، لوحتُ لهاري الذي يقف برفقة أوريلسان، ليبتسم لها متقدمةً نحوها.

"كيف حال أميرتي ؟"سألها جاثياً علي ركبتيه ناظراً إلي وجهها الذي أهلكه المرض، لقد أصبحت بشرتها شاحبة و صفراء، هالالات سوداء تَشكلت أسفل عيناه الذابلاتان.

"بخير، أريد أن أتحدث معك قليلاً و لكن بعيداً عن هُنا"تحدثت و عيناه تَطلع إلي صدرها الذي يعلو و يهبط و كأنها تُصارع من أجل أن تتنفس، اومأ إليها بِملامحٍ جازعة و حملت جسدها النحيل المُتهالك، وضعها علي أرض الحديقة الخلفية التي كانت تُزينها بعض الشموع الصغيرة و قبع بجوارها و أخذها بين ذراعيه.

"أنت تُقضي وقتاً ممتع برفقة أوريلسان"أخبرتهُ بِأبتسامةٍ مُرتجفة.

"نعم أفعل، لقد أصبحنا أصدقاء"قال بِسعادةٍ و قد طافت وهلةً من الصمت علي الأجواء قطعتها صوتِها المُهتز "لقد حان الوقت !"

"وقت ماذا ؟"سأل هاري بِغير فهم و أبتسامتهُ تزول.

"هاري، أريدك أن تَعدني بِأنك سوف تتخطي رحيلي و كأنه لم يحدث شيئاً"ألقت كلمتها بوجهها مُتجهالةً سؤالهُ، و التي كانت بمثابة أسهم تخترق روحهُ.

"أنتِ لن ترحلِ، لا تفعلِ رجاءً"قال بنبرة مُستاءة و الدموع تتسابق علي وجنتاه.

"هاري، رجاءً لا تُصعب الأمر، عدني بذلك ؟!"أَرْدَفَت و تحاول أبقاء عيناه مفتوحةً، لم يُجيب عليها فقط يُعانقها بقوة يأبي دافساً وجه برقبتِها باكياً و شابكاً يده بيدي.

"تذكر سوف تجدني بِأحلامك و خيالك قبل فؤادك"قالت بصوت يُكاد لا يسمع قبضة يداها ترتخي.

"أحبك، أنتِ حُبِ الأول و الأخير، لقد أنتشلتيني من بين خطوط الضياع، سوف ترحلين و لكن سوف تَظلِ حيةً بين ضُلوعي"خرجت الكلمات من شفتاه برفقة شهاقتهُ مُحتضناً جسدها الساكن، تحت السماء الذي أضيئت بالألعاب النارية معلنةً عن بداية العام الجديد.

كانَ مُنْتَصَف اللَيْل بدايةً و نهايةً للَقَائنا.

****

T_Xx.🌸