من منا لا تحكمه العادات و التقاليد...من منا ليس لديه أعراف يتبعها سواء في منزله أو في مدينته أو حتى لدى أهله...الهند...المدينة التي تتميز بعاداتها التي تأبي إبعادها مهما طال الزمن أو قصر...في إحدى تلك القرى الريفية و التي تتميز بخطورتها و نقائ أرضها...و خصوبة أشجارها التي تنبت في كل ركن من هذه المدينة و على هذا التراب الذي شهد العديد من المعارك و سفك الدماء...نجد قصرا فخما...يبدوا على أصحابه سمات الترف...و لما لا فالقصر شاسع تركض فيه الخيول...و حديقة واسعة فيها شتى أنواع الزهور...و إصطبل حيث الأحصنة و المهرات موجودين...
إنه قصر شيخ أو زعيم القبيلة...السيد دايال ملهوترا...رجل يتميز بالبشرة القمحية الحادة...و قسماته المتجمدة...قد يقول الناس أنه لا يملك ذرة رحمة أو شفقة...و لاكنه بهذا الشكل إستطاع السيطرة على قريته و على قبيلته و التي ورثها عن والده و أجداده...و التي تشتت وعم الخراب فيها بعدما هرب ذالك المسمى شقيقه للمدينة مع زوجته...مما سبب لهم العار...و لم يكن ليهدأ قبل أن يغسل ذالك العار بديه...و لاكنه نفذ بجلده مرة أخرى...مما سبب العديد من القتل و الفوضى العارمة بالبلاد...و لاكنه إستطاع لجم أفواه الناس و ترويضهم على طاعته...كما يفعل مع أحصنته...و لم يتبقى الكثير حتى يأتي ذالك القابع بالمدينة إليه...و بعدها لكل حادث حديث...
في مكان آخر...حيث الموضة و حيث الحرية التامة و المطلقة...لا وجود لشيخ قبيلة يحكمهم و لا لعادات سخيفة تقيدهم...هنا في مومباي...تحديدا أمام مقر إحدى الشركات الضخمة...شركة ملهوترا للتصدير و الإرسال...نجد العمال ينتقلون بكل همة و نشاط لتجهيز العمل...لأن اليوم يوجد أهم إجتماع لشركتهم مع الوفد الأوروبي...
كان هو يترئس المجموعة...شاب ذو ملامح روجولية صارمة...وجه وسيم و عيون ساحرة...بكل ثبات يشرح وجهة نظره...لم يبالي بالنظرات التي قد توتر بعضا منا...ما إن إنتهى الإجتماع حتى صفق الجميع له...لأنه يستحق فقد قدم أفضل عرض لحد الآن....و جعل الوفد يوافق على عقد صفقة مع شركتهم...إنه بارون...قد لا يصدق البعض أنه هو...فهو خارج العمل يكون شخصا آخر...معروف بدونجوان أي زير النساء...كل يوم مع قناة مختلفة...لم يدخل في أي علاقة جدية...و مع أن جميع الفتيات يعلمن بذالك إلا أنهم يجربون حظهم...حاولت أمه معه كثيرا...كانت دائمة الإلحاح عليه أن يتزوج فتاة من فتيات صديقاتها من الطبقة الأرسقراطية...
و لاكن جوابه ضل واحدا الرفض القاطع...خرج من الشركة و هو يزيح من عليه ربطة العنق التي يكرهها...بعثر شعره الأسود بعشوائية بدلا عن تلك التسريحة الذي هو مجبر على فعلها...و فتح أول زرين من قميصه...فبذى جذابا بطريقة مغرية...إنه يكره كثيرا الحلة الرسمية...و لاكن ليس بيده حيلة...فهو مدير أكبر شركة بالبلاد...و الوريث الوحيد لها بعد عمر طويل لوالده بالطبع...على ذكر والده لقد نسي الإتصال به..."تبا...تبا...لقد نسيت تماما...الآن سيسمعني محاضرة عن الإلتزام...
هذا ما كان ينقص..." هكذا شتم بارون نفسه و هو يأخد هاتفه ليضعط على بعض الأزرار...منتظرا الرد...و الترقيع...
أنت تقرأ
آسف حبيبتي
Romanceالكره...الحقد...الغضب...الثأر...الدم...هذا ما يتربون عليه في تلك القرية بالهند...أخوين...أحدهما هرب ليعيش حياته بعيدا عن الانتقام...و الآخر شيخ القرية يسعى لأخذ حياته...من أجل وقف الثأر و الدم الذي راح ضحيتها العديد من الناس...يتزوج أبناء العم ببعض...