الحلقة السادسة

421 18 12
                                    

بقي الجميع في حالة عدم إستيعاب لما يحدث أمامهم...لقد تحول الزفاف لساحة قتال...الكل يتعارك...الكل يريد إثبات حقه...نظرات الحقد على وجوه سنايا و ديف...نظرات الإنكسار في عيون ساكشي...نظرات الشفقة في عيون راجنات... و نظرات التشفي في في عيون شارميزا و ديال...و نظرات التعاطف في عيون دورغا و بارون...بعد أن آلت الأمور على هذا النحو...طلب دايال أن يخرج الجميع ليبقوا لوحدهم...و بالفعل هذا ما حدث تماما...فمن هم ليعصوا أوامره...كانت ساكشي مطرقة الرأس و دموعها تسيل كالفيضان من جفنيها...شعرت بالإهانة القسوى...حتى زوجها أشاح بوجهه عنها...لم يدافع عنها أو يتحدث بأي كلمة تشعرها بقيمتها أو أهميتها لديه...بعد صمت طويل و ترقب...
جلس دايال بكل ثقة على كرسيه الموجود داخل البهو ليقول بحدة موجها كلامه لساكشي :"هل تعلمين أنك قمتي بفعل خطأ لا يغتفر...
و لو لم تكوني زوجة أخي لكان لي تصرف آخر معك...و لاكن إعلمي بأنك منذ اللحظة ممنوع منعا باتا الخروج من غرفتك لحين مغادرتكم...كما أنه ممنوع عليك زيارة إبنتك هنا...و هذا قراري الهنائي شئت أم أبيت...و شيء آخر موضوع حفيدتي لم أخبئه...لا بالعكس الجميع يعلم بالأمر و من بينهم زوجك...هل كلامي واضح..."

صدمت ساكشي من كلامه و أحسن بروحها تنسحب منها...لقد عاقبها بأكثر عقاب قاسي...عقاب لا يمكن أن تتحمله أي أم...إرتدت تحت أقدامه و هي تقول :"أرجوك لا تعاقبني هكذا...اتوسل إليك...
إفعل بي ما تشاء...عاقبني أي عقاب آخر لاكن لا تحرمني من رؤية إبنتي..." تحدثث و شهقاتها تتعالى...و الدموع تسيل أكثر فأكثر...لم يتحمل بارون أو دورغا رؤية والدتهم كهذا..إقتربوا منعا و جثو على ركبهم و ساعدوها لتنهض من الأرض...ما إن نهضت حتى إحتضنتهم بقوة و هي تشعر بالمرارة...تشعر أنها ستموت من دونهم...إنهما إكسير حياتها...ضوء عينيها...نبض قلبها...و هما لم يقلا عنها تأثرا...
فهي من ربتهم و تعبت و شعرت الليالي لأجلهم...كل هذا لم يؤثر في عائلة دايال بأي شيء...بل زادهم نشوة و سعادة بما يرونه...إقتربت منهم شارميزا بتقول بتشفي واضح :"هل تشعرين بالمرارة الآن ساكشي...هل تحسين بقلبك ينفطر بعدما علمت بقرار عدم رؤية إبنتك و عدم الشعور بها بين أحضانك...لقد تجرعتي من نفس الكأس الذي تجرعته أنا...لقد إنتظرت طوال سنين لأراك و أنت بهذه الحالة...و بعد رؤيتك أحس أن قلبي إنشرح..."

إزداد نحيب ساكشي...و إزدادت معه الإستغرابات من طرف بارون و دورغا..."هناك سر بالموضوع...و هذا السر بخصوص إبنهم أشيش...و لابد أن أمي لديها يد بما حدث من سنين و إلا انت كانت زوجة عمي تتحدث معها بهذا الشكل...و أمي غير قادرة على الدفاع عن نفسها..." كان هذا حديث بارون مع نفسه و هو يطالع والدته بشك...

وجه حديثه لزوجة عمه و هو يقول بهدوء :"هل لي أن أعلم لما تتحدثين مع أمي بهذا الشكل...لقد طفح الكيل و لم أعد أستطيع الإستحمال أكثر فهلا أخبرتني بوضوح ما يحدث..."

كادت شرميزا أن تخرج كل ما بداخلها من حقد لهذه المرأة...إلا أن يد  سنايا كانت الأسبق...نظرت لها شرميزا بتساؤل لما أوقفتتي...
فأجابتها بنفس النظرة إهدئي و سأحل كل شيء...

آسف حبيبتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن