أحيانا كثيرة نحتاج لعناق...عناق قوي...عناق لا تتحدث فيه فقط تتشبث بذالك الشخص لنفرغ ما بداخلنا من ألم و حسرة...
هذا ما حدث مع لارا و أمير...كلاهما إختارا العناق كوسيلة للتخفيف من ألم روحهما...مرت داقائق عديدة و أمير نائم في أحضان سانا و هو يشعر بالسكون و راحة البال...شعر و كأنه طفل صغير ينام بأحضان والدته...لم تستطع سانا أن تتفوه بأي كلمة لتوترها الشديد من هذا الوضع الذي يتخده...و لاكن من أعماقها كان هناك شعور بالسعادة يتسلل إليها...شعور بأن هذا القابع داخل أحضانها ملكية خاصة بها...ملكية لا يجب لأحد الإقتراب منها...
"لقد كشفت الحقيقة الآن...و لم يعد لإنتقامي أي هدف الآن...فأخي رامز حي يرزق..و مادلين تنال عقابها من شعور أولادها بالحرج إتجاهها...إذا هل ستنطلق...هل سيبادر هو بفك هذا الرباط...و لاكن لما أشعر بالسوء حيال ذالك...لما أشعر أن هناك غصة تقف في حلقي لمجرد التفكير أنه سيعود لحياته و مغامراته العاطفية..." كانت تحدث نفسها و هي تشعر بناء تحرقها...نار تريد إطفائها...و لاكن كيف السبيل لذالك...
"فيما أنت شاردة الذهن هكذا...هل تفكرين بأمر رامز و كيف سيتقبل الأمر..." تحدث أمير بعد أن وجدها شاردة الأفق البعيد...
تنهدت تنهيدة حارقة أخرجت ما بداخلها من توتر و خوف و كل المشاعر السلبية...ثم تحدثت بصوت حاولت جعله طبيعي: " أنا لا أنكر أن هذه الفكرة ظمن الأشياء التي تؤرقني...فكما تعلم هو عاش طوال عشرون عاما متخيلا نفسه إبن مادلين و قاسم...و فجأة سيجد نفسه بدوامة كبيرة لا يعرف كيف سيخرج منها...و لاكن ما يرهقني حقا هو التفكير بوضعنا نحن..."
"أستطيع تفهم قلقك من ردة فعل رامز...و لاكن ما لا أفهمه هو كلمة وضعنا...ما به وضعنا نحن متزوجان و هذا شيء طبيعي..." قالها أمير بجدية و هو يحاول فهم مغزى كلامها الذي أصبح بالألغاز...
سانا بجدية: "أنا أقصد أننا تزوجنا لأجل أن نوقف الثأر و الدم الذي إنتشر بعد هروب والدك و موت أخي المزيف...و لاكن إنتهى كل شيء الآن...و حان الوقت ليرى كل منا حياته الخاصة...أقصد بذالك أننا يجب علينا الطلاق..."
"أنظري سانا نحن كبار بما يكفي لفهم أن هناك إنجذاب خفي فيما بيننا...و هذا الإنجذاب لا يمكننا إنكاره مهما فعلنا...و لذا من رئي أن ندع الأمور تجري بشكل طبيعي...و لنرى إلا أين سنصل بمشاعرنا هذه...حسنا..." تحدث أمير إليها بنبرة هادئة...متفهمة...حنونة...لقد بدأت مشاعره بالتحرك إليها دون إرادة منه...وجد نفسه يغرق في بحور عينيها الزرقاء...و لكم أحب هذا الغرق الجميل...لم تجد سانا بما تتحدث فقط أومأت برأسها دليلا على موافقتها لكلامه...فلم يجد ضررا بشبك يديهما معا...ثم رفعها لفمه ليلثمها بقبلة هادئة وسط ذهولها...ساعدها لتنهض من الأرض ليتوجهوا للقصر و بداخل كلاهما نبتة الحب التي بدأت تكبر...
قصيدة رحلة في العُيون الزرق - نزار قبّاني أَسُوحُ بتلكَ العيُونْ على سُفُنٍ من ظُنُونْ هذا النقاءِ الحَنُونْ أَشُقُّ صباحاً .. أَشُقُّ وتَعْلَمُ عيناكِ أنِّي أُجَدِّفُ عَبْرَ القُرُونْ جُزْرَاً .. فَهَلْ تُدركينْ ؟ أنا أوَّلُ المُبْحِرينَ على حِبَالي هناكَ .. فكيفَ تقولينَ هذي جُفُونْ؟ تجرحُ صدرَ السُكُونْ تساءلتِ ، والفُلْكُ سَكْرَى أَفي أَبَدٍ مِنْ نُجُومٍ ستُبْحِرُ ؟ هذا جُنُونْ.. قَذَفْتُ قُلُوعي إلى البحر لو فَكَّرَتْ أنْ تَهُونْ على مرفأٍ لَنْ يَكُونْ .. عزائي إذا لَمْ أعُدْ أَفي أَبَدٍ مِنْ نُجُومٍ ستُبْحِرُ ؟ هذا جُنُونْ.. قَذَفْتُ قُلُوعي إلى البحر لو فَكَّرَتْ أنْ تَهُونْ ويُسْعِدُني أَنْ ألُوبَ على مرفأٍ لَنْ يَكُونْ .. عزائي إذا لَمْ أعُدْ أَنْ أَنْ يُقَالَ : انْتَهَى في عُيُونْ...
لارا كانت تتشبث بمجد و هي تبكي بحرقة...إنها لا تبكي لمجرد معرفتها الحقيق...هي تبكي من كل شيء...كل شيء كتمته بداخلها تخرجه بهذه اللحظة...تشعر بأنها سترتاح... تشعر أنها ستعود ستعود متوهجة بعدما ذبلت...ستعود أقوى من الأول بكثير...مجد لم يوقفها بل على العكس جعلها تخرج كل ما بداخلها...إكتفى بالتمليس على شعرها و هو يفكر بأنها أصبحت حاضره...لا يمكنه نسيان ماضيه بالطبع...لاكن سيتطلع للمستقبل...سيعطي زواجهم فرصة...
فرصة لتحديد مشاعره...فرصة للبدأ من جديد...ليس كل آخر طريق نهاية بل ربما هي بداية لطريق جديد...و هذا ما أدركه...هدأت لارا و بدأت بتجفيف دموعها التي بللت قميصه....
"هل تشعرين بحال أفضل الآن...هل إرتحت عندما أفرغت كل ما بداخلك..." قالها مجد بحنان و هو يريد ترتيب خصلات شعرها التي تبعثرت...مما جعل لارا تنظر إليه بحيرة...من هو هذا الشخص...
هل هو المتعجرف الغاضب...أم الرقيق الحنون...حقا إنها في حيرة من أمرها...و لاكنها لا تنكر مدى سعادتها حين إرتمت بين أحضانه الدائفة المحبة...و لا تنكر أيضا أنها تشعر بالدفئ بمجرد التطلع لعينيه...لقد إعترفت بنفسها منذ زمن بأنها لا تحبه فقط لا بل تعشق التراب تحت قدميه...أدركت أنها شردت متناسية سؤاله...لذا إجابته و هي تقول بحزن: "أجل الحقيقة أنني إرتحت كثيرا...كل الضغط الذي عشته في الفترات الماضية أرهق أعصابي كثيرا...و لاكنني في هذه اللحظة أشعر بأن كل شيء زال عني...""حسنا هذا أفضل...و الآن هيا لنعود أدراجنا...لابد و أنهم ينتظروننا..." تخدث ديف موجها كلامه للارا التي وافقت فهي تشعر بالتعب شديد و تريد فقط أن ترتاح...و صلوا للقصر بنفس لحظة وصول سانا و أمير ليدخوا و علامات الإبتهاج واضحة عليهم...
لاكن إنتابتهم حالة إستغراب شديدة حين وجدوا القصر في حالة سكون غريبة...و هناك شاب غريب يجلس بكل هدوء و رزانة...كان طويلا لديه عضلات مما يدل أنه رياضي...يتراوح عمره بين العشرين أو الواحد و عشرين...بشره قمحية...بعيون بنية واسعة...أنف شامخ و جبين مقطب...يرتدي بذلة رمادية اللون مع ربطة عنق حمراء...دققت سانا النظر إليه و هي تشعر بشيء غريب ناحيته...هل يا ترى ما تفكر فيه صحيحا...و لاكن كيف و متى...إقتربت من أمها الجالسة تطالع ذالك الشاب بحنان جارف كما جعل شكوكها تتأكد...لتقول بإستفسار: "أمي من هذا الشاب الجالس هنا...
و الذي تطالعينه بكل هذا الحب..."ردت كريمة بتأثر و هي تبكي: "إنه أخوك...صغيري رامز...لقد أتى اليوم بدون علمنا بطلب من مادلين التي إتصلت به و أخبرته أن يأتي إليها بعجالة...و حين دخلتم كان هو قبلكم بعدة دقائق...و لازلنا لم تخبره الحقيقة..."
هزت سانا رأسها بتفهم و هي متوجسة من ردة فعله...قد لا يتقبل الأمر بصفة نهائية ما يجعل أمها تصاب بخيبة أمل كبيرة قد لا تتجاوزها...
لم يكن رامز بالغافل عن هذه الغمرات و اللمزات التي تدور من حوله...فمذ قدومه و هو يطالعهم و يحاول التذكر أي رآهم...و لاكنه لا يصل ﻷي نتيجة...و ما يثير استغرابه حقا هو الشبه الكبير بينه و بين ذالك الرجل الجالس بكل هيبته و وقاره بذالك الكرسي الضخم..
كاد أن يسئل لما أحضرته والدته هنا...لاكنه تفاجئ بها تتحدث إليه بحب و أسف في نفس الوقت: "أعلم جيدا أنه تتسائل سبب وجودك هنا...و سبب تعلطعهم اليك بهذا الشكل...و أنا سأجيبك هاؤولاء هم عائلتك الحقيقة...عائلتك التي فقدتك بسببي...عائلتك التي ظنت انك توفيت...في حين كنت معي...و أنا من خطفتك بعيدا عنهم لأنني أردت الإحساس بأمومتي التي كنت محرومة منها..."كيف سيكون رد أشيش بعد معرفته بهذه الحقيقة؟
هل علاقة بارون بسنايا ستأخذ منحا آخر بعد إعتراف بارون أنه يميل إليها؟
كيف سيستطيع ديف أن يبدأ من جديد مع دورغا و هل سيقدر على تطوير علاقتهم؟
أنت تقرأ
آسف حبيبتي
Romanceالكره...الحقد...الغضب...الثأر...الدم...هذا ما يتربون عليه في تلك القرية بالهند...أخوين...أحدهما هرب ليعيش حياته بعيدا عن الانتقام...و الآخر شيخ القرية يسعى لأخذ حياته...من أجل وقف الثأر و الدم الذي راح ضحيتها العديد من الناس...يتزوج أبناء العم ببعض...