" بِدّاَيَة. "امعِن النظر ، تأمل طريقة رسم حروف هذه الكلمة ، إعوجاج بعض حروفها ، تلك النُقط المُبعثرة فوقها وأسفلُها " لَقيط ".. ماذا خطر علَى بالك أولاً؟
مجهوّل الأبوين؟ مُشرد؟ فتى الشوارع؟ الإبن غير الشرعي؟ ، أسماء مؤذية ، مؤلمة ، قارصة ولاذِعة يُنادى بها الكثيرين لأنهم ببساطة تُرِكو ، تُخلي عنهم ؛ لأسباب لا يُغفر لها مهما كانت مُقنعة..
قد تتخيل شخصاً ماً ، ذكراً أم أُنثى ، مجهوّل الملامح ، يحمل سلة بباطنها طِفل مازال في أيامه الأولى وقد تكون شهوره الأولى وربما في السنتين ..
الليل عتيم ، وساعات مُنتصف الليل بدأت بالركض ، الجو شديد البرودة ، توضع تِلك السلة والطِفل نائم بِسكينة وطمأنينة وبجانبه بِطاقة تحمل بضع كلمات للإعتناء بالطفل.. ربّما!
دائماً ما نتخيل بأن ذلك الشخص مجهوّل الملامح ذاته يَضع السلة أمام باب منزل! وقد تكون أمام كَنيسة! وربما علَى أرصفة إحدى الشوارع الفرعية! أو بجانب القُمامة لتعبث بجسدة القطط والفئران! هكذا قد نتخيل غالباً، ألستُ مُحقاً؟
في الواقع! قصته تختلف عن ذلك كُلياً هُو وِضع في زريبة لـ حيوانات مُفترسة ، لِتُمزق جلده لِـ أشلاء متناثرة هُنا وهُناك لِـ تمضغ قلبه بجوعٍ قاسٍ ؛لِـ تقضي علَى هذا الكائن بأي شكلٍ كان فقط .. لِيموت
ذنبه الوحيد هو ذلك الوعد الَّذِي قطعه إثنان فكان الضحية ، ذنبه أنهما اخلفا ذلك الوعد في مُنتصف الطريق ، عندما انجبت لهما الحياة برهان الحُب الذي يجمعهما فيُترك .. هَكَذَا
حياة ملؤها الألم والأسى ولكنه أستطاع إخفاء ذلك الألم وتوّج حياته بالكفاح ، كان مُختلفاً لأنه خُلق وحيداً ، رأى الطريق وحيداً ، استقام وخطى أول خطواته دون يد والدته
تعلم طريقة الأكل دون متابعة والده ، ميّز الخاطئ والصحيح وحيداً ، كان مُختلفاً لأنه صنع نفسه بِـ نفسه ، كان مُختلفاً لأنه عظيم في عينّي نفسه
فِي الملجأ؟ لا يمتلك شيئاً سِوى اسم 'النملة المُتعالية' ، طوال سنوات عُمّره كان محروماً من كلمة أمي وأبي ، يختبئ خلف اسم مُستعار ليكون ناجحاً بين المُجتمع فلا يمكن أن يكون ناجحاً عندما يتبع أسمه ..لَقيط
لكنه مازال يتسأل في نفسه بين حينةٍ وآخرى " لم أكن مُذنباً لتمضّغني و تبتلِعني القسوة بهذه الشاكلة ، فَـ لِما أنا؟ "
_____________________________ ١
قِصة مُختلفة عَن ما تُفضله مُخيلتي، بمعنى أنها قِصة تُلامس ارض الواقع نوعاً ما وقد يتوغل خيال بسيط في بعض أجزاءها.
رأيك مبدئياً؟
توقعاتك! عَن هوية اللقيط؟
أبقوا بخير🌈💖
أنت تقرأ
FOUNDLING | لَقيط
Randomعلى إحدى جُدران ملجأ ألماني كُتبت عبارة بِخط عريض " كلنا هُنا محكومٌ علينا بالإعدام كـ أبطال كافكا، ببطء شديد ثُم بِسرعة ضاحكة يهوي السيف على أعناقُنا ؛ ليقررون مصيرنا كيفما أرادوا ، لقيط عاش هُنا ..و حُكم بالإعدام فِي سِن صغير ولكنه .. " علامة است...