" أدرسُ الجنون ، أَثمل بأحزاني ، إقترب و اِشرب معي كأسًا ألبرت ، شاركني "
.
.
الباب يتحرك ببطء شديد بعد خروج العم ' سيمون ' بينما ذاك الفتى الهادئ يراقب حركة الباب بهدوء حتى سمع صوته يُغلق من تلقى نفسه ، كان يفكر في حديثه مع العم الكبير سيمون ، يحاول فهم مسألة عالقة في رأسه ، تساؤلات .. أجوبة ساخرة في رأسه لتلك التساؤلات السخيفة
" لن أستطيع البقاء معكم طويلاً ، بني ..حان وقت الرحيل" كان وقع الكلمات الأخيرة التي خرجت من حلق العم سيمون مؤذياً على مسامع ذاك الفتى الهادئ ' هاري '
، كيف للعم سيمون التخلي عن هاري الآن؟ كيف له أن يتخلى عن أبناؤه الثلاثة؟ ثمانِ سنوات ، كان هاري تحت رعاية سيمونكان هاري أصغر أبناؤه المتبنين ، لم يكن ليراه دون لحيته البيضاء المُهيبة، طوله لايزيد عن المتوسط ، وجهه يتسم بصورةٍ من الإرتياح والطمأنينة بشكلٍ استثنائي ، كان متفهم لكل شيء وأي شيء يصدر من هاري وإخوته ، معاملته لهم خاصة ودقيقة جدًا ، كان حريصاً جدًا ، كان المعنى الأمثل للأب المثالي
الأب الاستثنائي الذي يتمناه أي شخص كان، هاهو ذا يتخلى عنهم ، كـ عائلاتهم الحقيقية ..
حرر نفسٌ طويل من جوف صدره ، أغمض عينيه بهدوء وأخذت إبتسامة هادئة تقعد فوق شفتيه ، مُبهمة ، ابتسامة لا معنى لها حتى، اختفت تلك الابتسامة فور ان سمع
صوتُ خشخشة أمام باب غرفتهثم صوت مِقبض الباب يُدار ، رفع هاري بصره ناحية ذاك الدخيل ليتضح بأنه واحدٌ من إخوته ، تقدم شقيقه بهدوء وعينيه تنظر لهاري قبل أن يقول ..
" أظن بأن سيمون أخبرك بالرحيل ، كما أخبرنا في الأسفل؟ " ختم تلك الجملة بإبتسامة ساخرة ، طأطأ هاري رأسه وبقي ينظر لأصابع قدميه فوق الأرض بهدوء وصمت
كانت ابتسامة شقيقه الساخرة مازالت مُعلقه فوق شفتيه الصغيرة ولكن سرعان ما تبدلت ملامحه الساخرة لملامح باردة ويكمل بنبرة هادئة " هو حتى لم يكن يملك سببًا وجيهًا لهذا! "
رفع هاري بصرة ليستقر فوق الحائط الذي أمامه ويهمس بهدوء " أعتقد بأنه محق ، زين! "
أنت تقرأ
FOUNDLING | لَقيط
Rastgeleعلى إحدى جُدران ملجأ ألماني كُتبت عبارة بِخط عريض " كلنا هُنا محكومٌ علينا بالإعدام كـ أبطال كافكا، ببطء شديد ثُم بِسرعة ضاحكة يهوي السيف على أعناقُنا ؛ ليقررون مصيرنا كيفما أرادوا ، لقيط عاش هُنا ..و حُكم بالإعدام فِي سِن صغير ولكنه .. " علامة است...