" أُحِب أن أمشّي لِوحدْي. "
__
الجو خانق فِي الملجأ، ليس بملجأ بل بُقْجة ، ساعاتٍ مضت تعبر أمام ناظري ببطء وكأنها سنوات وانا أحدق فِي العدم، احتاج لإستنشاق هواء نظيف، المكان هُنا يصيبني بِـ اندحاس القلب ، احتاج تهدائة اصوات رأسي والذهاب لِـ اللاوجود وليس لنزهة مع الأم البديلة 'راخيلة'
" ايها القرود!.. اصطفاف. " استطعت سماع نُباحها البعيد قابضاً علَى يدي بقوّة لتهدئة نفسي ، اقدام تضرِب بساط الأرض كَعرّضةٍ عسكرية، الممرات تضج بصوت تِلك الأقدام ..
فجأة!.. توقف الصوت!.. شدّ تركيزي انقطاع صوت اقدام الذاهبين لِنُزهة مع الأُمهات البديلات أو العاملات كما أُسميهن، كنت احدق في الحائط ولكن أذناي ليست فِي الغرفة
تحرك باب الغُرفة الَتِي تضمني وحيداً ليظهر وجه راخيلة إحدى الأمهات البديلات وهي تزوي فمها بطريقة تُثير رغبتي بِدق عُنقها، تحدثت وهي تنظر لأظافر يديها " هل يُمكنك تفسير ما الَّذِي تفعله هُنا؟ "
" استلقي علَى ظهري فوق السرير، هل هذا صعب لدرجةٍ طلبكِ تفسيراً؟ " كنتُ وقحاً نوعاً ما ، وربما وقحاً بالكامل ولكن أمر التحكّم بِـ رغباتي لا يُعجبني، علمت أن حديثي بتلك الطريقة سيثير غضبها، خاصة!.. أمام جميع الأطفال والمُراهقين فِي الملجأ
هِي سمعتْ صوت ضحكات مكتومة مِن خلّفها فَـ اِزداد غضبها.. هيبتها سقطت علَى الأرض.. ياللهول! ، لذا ستقوم بالنُباح كالعادة ظناً مِنها بأنها ستسترجع صرامتها ، صرخت بغضب يتطاير مِن عينيّها قبل فمها القذر " اِنهض!! "
قلبتُ عيناي واستقمت لِتنطق مُجدداً بصوتٍ مُزعج يخترق الأذن الوسطى والحنجرة وكُل ما يتعلق بجسدي " ستتبعني رُغما عنك! بِركة حثالة ، نملة مُتعالية"
بِركة حثالة اصبح لقباً لي أما نملة مُتعالية! فهو اصبح اسمٌ يناديني بِه الجميع حتّى أنهم نسو اسمي الحقيقي.. لويس.
اقتادتني راخلية إلى صبي آخر وهي تقول بصرامه " أمسك بِِيده. " كانوا مصطفينَ بشكلٍ ثنائي جميعاً ، فِي منتصف النزهة يسيرون هَكَذَا .. أين النُزهة فِي الأمر؟
" لا أُريد ذلك. " أجبت وأنا اسير وحيداً خارجاً عن الطابور ، ولكن الغريب أن صوتها أتى هادئاً حنوناً وهي تقول " لماذا لا تُريد حبيبي؟ "
حبيبي؟ تقافزت تحت صدري مجموعة ضحكات كُل ضِحكة تدفع صديقتها لِتخرج ولكنني كتمتها بِقوة ونظرت حولي لأرى شاب وفتاة يتحدثان لِطِفلة من اطفال الملجأ ، ساعتئذ اطلقت سراح ضحكتي بِقوة
أنت تقرأ
FOUNDLING | لَقيط
Acakعلى إحدى جُدران ملجأ ألماني كُتبت عبارة بِخط عريض " كلنا هُنا محكومٌ علينا بالإعدام كـ أبطال كافكا، ببطء شديد ثُم بِسرعة ضاحكة يهوي السيف على أعناقُنا ؛ ليقررون مصيرنا كيفما أرادوا ، لقيط عاش هُنا ..و حُكم بالإعدام فِي سِن صغير ولكنه .. " علامة است...