الحلقه الاولى

239 7 0
                                    

كانت المرة الأولي و لكنها لم تكن الأخيرة ... فبعد أيام ، تكرر نفس الموقف ، و سمعت رغد تبكي فأحضرتها إلى غرفتي و أخذت ألاعبها . 

هذه المرة استجابت لملاعبتي و هدأت ، بل و ضحكت ! 

و كم كانت ضحكتها جميلة ! أسمعها للمرة الأولى ! 

فرحت بهذا الإنجاز العظيم ! فأنا جعلت رغد الباكية تضحك أخيرا ! 

و الآن سأجعلها تتعلم مناداتي باسمي ! 

" أيتها الصغيرة الجميلة ! هل تعرفين ما اسمي ؟ " 

نظرت إلي باندهاش و كأنها لم تفهم لغتي . إنها تستطيع النطق بكلمات مبعثرة ، و لكن ( وليد ) ليس من ضمنها ! 

" أنا وليد ! " 

لازالت تنظر إلى باستغراب ! 

" اسمي وليد ! هيا قولي : وليد ! " 

لم يبد ُ الأمر سهلا ! كيف يتعلم الأطفال الأسماء ؟ 

أشرت إلى عدة أشياء ، كالعين و الفم و الأنف و غيرها ، كلها أسماء تنطق بها و تعرفها . حتى حين أسألها : 

" أين رغد ؟ " 

فإنها تشير إلى نفسها . 

" و الآن يا صغيرتي ، أين وليد ؟ " 

أخذت أشير إلى نفسي و أكرر : 

" وليد ! وليـــد ! أنا وليد ! 

أنت ِ رغد ، و أنا وليد ! 

من أنتِ ؟ " 

" رغد " 

" عظيم ! أنتِ رغد ! أنا وليد ! هيا قولي وليد ! قولي أنت َ وليد ! " 

كانت تراقب حركات شفتيّ و لساني ، إنها طفلة نبيهة على ما أظن . 

و كنت مصرا جدا على جعلها تنطق باسمي ! 

" قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد ... 

قولي : وليد ... أنت ولـــــيـــــــــــــــــــــد ! " 


" أنت َ لــــــــــــــــــــي " !! 



كانت هذه هي الكلمة التي نطقت بها رغد ! 

( أنت َ لي ! ) 

للحظة ، بقيت اتأملها باستغراب و دهشة و عجب ! 

فقد بترت اسمي الجميل من الطرفين و حوّلته إلى ( لي ) بدلا من 
( وليد ) ! 

ابتسمت ، و قلت مصححا : 

" أنت َ وليـــــــــــــد ! " 

" أنت َ لــــــــــــــــــي " 

كررت جملتها ببساطة و براءة ! 

لم أتمالك نفسي ، وانفجرت ضحكا .... 

انت..ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن