جيمين طلب الكثير من الطعام وجعل يونغي يأكله رغماً عنه لأنه يرى بأنه نحيل جداً ويجب عليه أن يأكل كثيراً دوماً حتى يبقى بصحةٍ جيدة.
جيمين أخذه للكثير من الأماكن التي لم يراها في حياته، حتى أنه اجبره على أخذ الصور معاً، تجولوا كثيراً في المدينة حتى أظلمت السماء، والأن هُم جالسون على العُشب في إحدى الحدائق الفارغة المُطلة على النهر
"المكان هُنا جميل جداً" يونغي نطق بإعجاب،
"أعجبك؟" جيمين سأل بإبتسامة.
"كثيراً" قال ونظره مازال معلقاً على السماء المزينة بالنجوم وإنعكاسها على الماء.
دقائق من الصمت حلت حتى كسرها يونغي بقوله بصوتٍ هادىء "أبي مدمن كحول ولا يملك عمل ولا حتى مال، أمي أحبته كثيراً وتزوجته لكنها لم تستحمل وقتلت نفسها أمامي عندما كنت صغيراً، هي الشخص الوحيد الذي وثقت به لكنها فاجأتني، تركتني وحدي مع ذلك الوحش ولم تأخذني معها، هي لم تحبني أبداً ولا حتى والدي هو لا يفعل، يستمر بضربي والإعتداء عليّ ومحاولة إغتصابي دائماً،
في السنة الأخيرة من الثانوية انتقل لصفنا طالباً جديداً، عاملني بلطف وقتها كنت سعيداً جداً لأني أجرب هذا الشعور لأول مرة في حياتي، أصبحنا أصدقاء ثم أحباء، ولكن في النهاية اتضح انه يكذب عليّ، حاول الاعتداء عليّ هو الأخر مع مجموعة من الطلاب الاخرين، انفصل عني ببساطة وغادر بعد ما فعله بي، حتى في الجامعة لا أحد يحبني، لم يحبني أحد منذ البداية لا أحد يستحق أن أثق به لأني لا أثق بنفسي حتى"
يونغي فتح قلبه للمرةِ الأولى في حياته وبدأ يتكلم براحة، رغم أنه غير مقرب من جيمين بعد لكنه فقط أراد البوح لم يعد يهتم ولم يعد يستحمل حتى..
جيمين كان يستمع بصمت ثم إقترب منه ليتلامس كتفاهما، كوّب وجه يونغي بين كفيه ولاحظ أن عيناه تلمع بخفه وبالفعل سقطت دمعة على وجنتيه، أنزل رأسه سريعاً لا يريد من أحد رؤية ضعفه.
جيمين مسحها بإبهامه وهمس بالقرب من شفتيه "دموعك هذه أنا فقط من يراها ويمسحها"
يونغي بقيّ صامتا ليتحدث جيمين بينما يمسد على شعره بلطف "لا بأس، أعلم بأني اقتحمت حياتك فجأةً هكذا، لا أجبرك على حُبي أو أن تثق بي أعلم أن هذا غير معقول، لكني الأن وجدتُ الدافع لأجعلك تثق بي وتقع لي، لن اجبرك ولكن لن اتركك أيضاً، سأكون مختلف عن الجميع، سأكون نجمة تضيء في طريقك، سأمنحك كل الحب الذي لم تحظى به، سأعمل بجد لأجعلك تثق بي وتثق بنفسك يونغي، صدقني هذا وعد"
"الجميع يعدون الجميع كاذبون"
"سأثبت لك العكس، لن أكون مثلهم، ما مررت به حقاً صعب وأستطيع فهم أفعالك هذه حبيبي لكن اعطني فرصةً لأثبت لك أني أحبك وكيف أني أعشقك" جيمين همس وأمسك بيده ليرفع كُم الكنزة ويرى بعض الخدوش والندوب ليقوم بتقبيلها بكل لطف ورقة.
"أ-ألست غاضباً؟ ألا تشعر بالقرف مني؟" سأل بتوتر مفاجىء.
"ولم سأغضب من حبيبي اوه؟ على العكس في كل مرة انت تجعلني أقع لكَ أكثر وأكثر، أريدك دائماً أن تكون صريح معي هكذا وعندما تريد أن تبكي أبكي هنا على صدري، لا تتصنع أبداً أمامي وكن كما أنت، لم سأشعر بالقرف منك؟ أنت أنقى من أي شخص آخر عرفته في حياتي"
