أنا من بعد ما مشيت أنا وماما للدار عرّات لي بزولتها مسكينة وكانت مقطوعة، كانت صدمة كبيرة ليا، ماما اللي كنبغيها أكثر من أي حاجة في الدنيا، ماما الحنينية والظريفة والكريمة ومولات القلب الكبير اللي كلشي كيشكرها تقطع بزولتها وتمرض بالسرطان. هادي آخر حاجة كنت ممكن نفكر فيها، ولكن كيف كنقول ديما اللي ما اخرج من الدنيا ما اخرج من عقايبها، دوزات معايا ماما 03 أيام كانوا أجمل أيام في حياتي، كنت نمشي للخدمة ونبقى نفكر هيمتا تجي 04 ونص باش نخرج نطير عندها، وكانت فرحانة ببنتي وصال وما خلاتنيش نحس أنها كتعتابرها بنت الحرام، بالعكس كتبقى تلعب معاها وهزاها النهار كامل، وما خلاتنيش نديها للحضانة هادوك 03 أيام، وحنيت ليها رجليها وليديها بالحنة، وديتها للحمام وشريت ليها حويجات، وتدعي معايا مسكينة كل ساعة، ومن بعد عيطو ليها خوتي وقالو ليها ضروري ترجعي دغيا باش تشوفي الطبيب، ومسكينة قالت لي باش نصبر شوية وما نمشيش معاها للدار عند خوتي، قالت لي راهم مازال مقلقين عليك وكيقولو انتي اللي كنت سبب ديال مرض بابا وموتو، وسبب ديال مرضها هي بالسرطان، وغير قالتها لي وبقيت نبكي ونعانق فيها، وهي كتقول لي انتي أبنتي ما عملتي والو راه مكتاب الله كيتصرف، انتي غطلتي غلطة ممكن تغلطها أي بنت في هاد الزمان، دابا ينساو مع الوقت ونهضر معاهم ويجيو هوما براسهم يدوك معاهم، وخوتك الكبار راهم تزوجو بجوج، ورشيد خوك راه ولد ولد سماه أيوب، كيشبه لوصال، وخرجات مسكينة ووصلتها حتى للمحطة، ورجعت وأنا كنفكر كيفاش خوتي ولاو كيحسبوني أنا اللي قتلت باهم ومرضت ماماهم، وكنت سبب في قطع البزولة ديالها، كنت كلما كنقول صافي الدنيا ضحكت ليا وغاديا أيام النكد والهم والحزن تمشي مرة وحدة من حياتي، ولكن الهم كان كيقول لي منك ما نتفرق، واش أنا صكعة إلى هاد الدرجة ؟ علاش يا ربي أنا من دون الناس ؟ مرة وحدة غلطت في حياتي كندفع ثمن الغلطة حياتي كلها، واش أنا ساخط علي الله حتى لهاد الدرجة ؟ كنصلي ونصوم الإتنين والخميس من نهار خدمت وسكنت وحدي، كنقرا القرآن، كنصدق، كنقيّل نستغفر وندعي النهار كامل وحتى بالليل، علاش حياتي ما بغاتش تتبدل ؟
كل هادي كانت أسئلة ما كتحيدش من راسي، بعض المرات أستغفر الله العظيم كنقول صافي الله ساخط علي ساخط وما عمرو يتوب علي، علاش كنعذب راسي في الدنيا بالهم والعبادة ومازال العذاب تابعني في الآخرة ؟ وكنعاود نستغفر الله ونقول أعود بالله من الشيطان الرجيم، كل هذا كيوقع وما كنملش من الاستغفار ومن الدعاء، وكل ما شفت في عينين بنتي وصال كنشوف فيهم بريق الأمل والخير مخبي لينا أنا وهي، وكنقول صبري كوثر صبري وزيدي صبري دابا ربي يفرجها
أنت تقرأ
قصة كوثر
Духовныеقصة كوثر قصة مستمدة من الأحداث واقعية، بسبب غلطة واحدة دمرت حياتها بأكملها. لقد أحببت هذه القصة كثيراً لأنها تتحدث عن الواقع الذي نعيشه، لقد تعاطفت مع البطلة قصة (كوثر) المتني الظروف التي عشتها أتمنى أن تعجبكم القصة، وأريد أن اشكر الكاتبة (رغم أنني...