<< سلم بشكل لولبي ، لا يزال متسمرا بمكانه , وجه نظره إلى أسفل السلالم حيث رأى مصدر الضوء الوحيد بالمكان
تجسد النور على شكل باب ، حاول ان يجري أسفل الأدرج ليهرب من الظلام الذي يحيط به
لكنه يعود للنقطة التي كان يقف بها
ظهر من خلال الباب مضيء جسد فتاة لم تظهر ملامحها ولا لونها ولا اي مميز ، فقط خيالها
- " انتظريني "
صرخ قبل ان يخطي للأمام ، و بمجرد ملامسة قدماه للأدرج
اختفى مصدر النور و تناثر السلم و اختفى تماما فوجد نفسه يسقط في الفراغ المظلم
لما استدار ليرى إلى أين سيقع ، رأى تفاصيل وجه من يكره
ذالك العجوز الذي طالما حاول الهروب منه ، كان ينتظره ليرتطم بالأرض
بينما حفرت ثغره ابتسامة خبيثة
" لا .. لااا " >>توسعت عيناه فإنتفض من السرير محاولا التحكم بوتيرة تنفسه ، بعثر شعره بقلق ثم أغلق عيناه مرة ثانية و تأوه بألم ، تجولت مقلتاه بعدها يمينا و شمالا ليتذكر و يسترجع شتات أفكاره ، فتذكر أنه ليس بمنزله و هذه ليست بغرفته و هذا أيضا ليس بسريره
ألقى نظرة على الساعة جانبه و كانت تشير للخامسة صباحا ، و هنا عرف أنه نام بما فيه الكفاية و لمدة اطول من اللازم
وقف بصعوبة فدلف خارج الغرفة ، تمدد قليلا ثم سقط نظره على السلالم ، فتتبع مسارها الذي يأدي إلى الطابق العلوي- " تلك الفتاة .. لابد أنها نائمة في وقت مبكر كهذا "
قال بنفسه ، لكن قدميه قادته لمبتغاه ، صعد السلالم و توقف عند باب بها ملصقات ملونة
- " هنا؟ "
فتح الباب بهدوء و أطل برأسه بينما يعض على شفته حتى لا يصدر صوتا ، ترقب زوايا الغرفة ، كانت تشبه غرف البنات التي نراها على التلفاز ، جدرانها امتلكت لونا ورديا فاتح , غزت هذه الجدران صور معظمها للرسوم المتحركة اليابانية فسأل نفسه لو بإمكانها قراءة الكتابة المطبوعة عليها
لم تكن مرتبة ، فالمكتب المنتصب بالزاوية يحمل أوراق مبعثرة و أقلام ملقاة على الأرض ، خطوة وراء خطوة ، وصل ليلقي نظرة على تلك الأوراق ، فجذب نظره دفتر أزرق اللون ، التقطه و طالع معلومات الصفحة الأولى التي تضمنت معلومات عن صاحبته
- " بارك روزان "
تلفظ أحرف اسمها بشفتيه ، أدار رأسه بزاوية طفيفة ليلقي نظرة على النائمة بالجهة الأخرى ، اقترب منها ببطئ بعد ان أفلت من يديه الدفتر ، انحنى قليلا و همس لها
- " شكرا يا صغيرة "
ثم طبع على خدها قبلة بكل خفة و رقة حتى لا يجعلها تستفيق ، لكنها فعلت ، فتحت عيناها ببطئ و حاولت أن تفهم ما الذي يحدث من حولها ، كانت على وشك أن تنطق بكلمات رتبتها ، لكنه وضع سبابته على شفتيه مشيرا لها بالسكوت
فعاد للطريق التي أتى منها ، قفل بابها و توجه لباب الخروج , قبلته و استقبلته خيوط الفجر ، فرحل القمر و اختبئ بمداره ، الجو كان لطيفا و نقيا ، رفع رأسه لينظر للسماء المكسية بسحب وردية ثم خاطبها بنبرة متفائلة
- " شكرا لتقبل دعائي أنتي أيضا "
ابتسم ثم أمضى إلى الأمام دون أن يرى للخلف ، و لكن لما يشعر كأنه نسي شيئا مهما ؟ مهما للغاية ...
| ظهيرة اليوم |كانت تجلس على الأريكة تنظر للنافذة بغرفة المعيشة و بشرود تام ، ترقبت بعينيها قطرات الودق التي كانت تنهمر بالخارج
صوت المطر ازادها شعورا بالوحدة ، كانت تفكر بما حدث لها البارحة ، كانت تفكر بذالك الرجل ، كان يبدو بمقتبل العشرينات ، هل هو طالب؟
- " لا أظن ذالك "
نفيت بكلامها الفكرة التي صورها لها عقلها ، فلا يبدو كطالب ابدا ، رغم وسامته ، كانت تبدو على وجهه ملامح الشقاء ، لابد أنه فتى شوارع ورط نفسه بشجار ... انتابها سؤال آخر ، هل رجع لمنزله سالما؟
بالتوقيت الذي رحل فيه كان الجو قد انخفض حرارة ، رفعت كتفيها و انزلتهما لانعدام إجابة على سؤالها
اخذت نفسا عميقا ثم زفرت الهواء بضجر مستندة على ظهر الأريكة- " تبا لك ما هذه الحماقات "
نقرت رأسها
وضعت فنجان قهوتها على الطاولة بجانبها ووقفت لتلقي آخر نظرة على النافذة ، خطت لغرفة الضيوف فهي لم تترقبها منذ أن رحل ، ادارت المقبض لتفتح الباب فإقتربت من السرير لتمرر يديها عليه متحسسة الغطاء المفروش
- " لقد قام بترتيبه هذا لطف منه ... "
تحسست كتلة صلبة بقدمها الحافية مما قطع حبل افكارها ، انحنت لتمسك بها فتحسستها ثم ألقيت عليها نظرة
توسعت عيناها ، اندهشت من ما كانت تحمله بين يديها المرتجفتان ..- نهاية الجزء 2 -
أنت تقرأ
Final Decision - قرار أخير
Fanfic" كيف لي أن أتخلص منه اذا " " اقتليه .. بهذه السهولة " حاولت أن لا تكترث ، ما سمعته عن الناس حول ذالك الفتى لم تكن سوا إشاعات سخيفة ، كانت هذه جرعة الأمل التي هدئت بها قلبها الحائر ، و لكن ما قالوه عنه تجسد إلى حقيقة ملموسة فرأت بنفسها أن حياتها اض...