( 1 )
وقفت دينا تراقب الحضور في الإيفنت الخاص بمرضى السرطان , و الذي أقامه سليم محجوب بأحد الأندية بالقاهرة الجديدة. و لم تستطع أن تمنع نفسها من الإبتسام وهي تشاهد سليم يتحدث مع منظمة الإيفنت بأسلوبه الذي يستفز الكثيرين. و الذي من الواضح أنه قد نجح في استفزاز المنظمة , كما يبدو من تعبيرات وجهها الحادة.
انشغلت لدقائق في مكالمة هاتفية وعندما رفعت عينيها شاهدت المنظمة تسير في عصبية مبتعدة عن سليم. سارت إليها في هدوء و مدت يدها تصافحها وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة : هاي , دينا لطفي . آي تي في مجموعة شركات محجوب.
نظرت لها المنظمة في دهشة , و صافحتها : هاي. أمينة الشماع. منسقة الإيفنت.
أومأت دينا و هي تبتسم : أهلا يا أمينة. أنا سمعت إسمك كتير بيتردد في الشركة في الفترة الاخيرة.
أشارت أمينة خلفها في حيرة : بس الأستاذ سليم لسه قايللي إن الإيفنت ده مالوش علاقة بشركات محجوب. غريبة إنه يستعين فيه بحد من الشركة.
هزت دينا رأسها نفيا : مش غريبة و لا حاجة. آه ... أنا شوفتك و إنتي بتتكلمي مع سليم . كان باين عليكي متضايقة من كلامه. أرجوكي ما تتضايقيش . سليم شخص طيب بس هو أسلوبه مختلف.
هزت أمينة رأسها في تعجب : ده شخص غريب الأطوار. و واضح إنه ما بيحترمش حد و لا بيحترم مواعيده. واضح إنه إنسان مستهتر.
ضحكت دينا : هو دايما يسيب الإنطباع ده عند أي حد يقابله لأول مرة. بس صدقيني هو مش كده خالص.
ثم رفعت عينيها لتنظر إلى سليم الذي يقف خلف أمينة على بعد أمتار قليلة منهم و أردفت : هو بس شخص مختلف و نظرته للأمور مختلفة.
نظرت إليها أمينة في دهشة ثم ألقت نظرة خاطفة على سليم وعادت تنظر لدينا في تفهم : آه. إنتي قولتي إنك شغالة عنده في الشركة؟
ضحكت دينا في مرح : لأ. مش عنده. عند أونكل يحيى. لكن طبعا أنا مش هنا بصفتي شغالة عنده. أنا هنا بصفتي خطيبة سليم.
رفعت أمينة حاجبيها و هي تتأملها. كانت دينا طويلة القامة , ترتدي بلوزة أنيقة بيضاء اللون , على بنطلون جينز ازرق , مما منحها مظهرا عمليا. خاصة و قد عقصت شعرها البني الناعم خلف رأسها في تسريحة ذيل الحصان. بينما فرت من التسريحة عدة خصلات أحاطت بوجهها في رقة. كانت بسيطة و أنيقة مما منحها رقة و جمال يليقان بصغر سنها , حيث بدت كما لو كانت في أوائل العشرينات. و إن كانا لا يليقان بشخصية مستهترة كسليم محجوب.
لم تستطع أمينة منع نفسها من إلقاء السؤال في دهشة : خطيبته؟ إنتي خطيبة ده؟
قالتها وهي تشير إلى سليم خلفها. فضحكت دينا مجددا : ما تحكميش عليه من أول لقاء. أنا قعدت شهور شغالة معاه في شركة واحدة و ما كنتش طايقاه. الإنسان بيبان من المواقف يا أمينة. و سليم ما فيش أجدع ولا أطيب منه.
ضحكت أمينة للمرة الأولى : مين يشهد للعروسة؟
ضحكت دينا وهي تصافحها : أنا سعيدة إني قابلتك أخيرا. نتقابل بالليل في الإيفنت التاني بتاع الشركة.
صافحتها أمينة : أنا أسعد. باي.
YOU ARE READING
حلاوة الدنيا
Romanceقصة مستوحاة من مسلسل حلاوة الدنيا كل الشخصيات ما عدا دينا مملوكة لمؤلف المسلسل و صانعيه