لم تعلم اماني كم من الوقت مر عليها وهي نائمة ,, إنها تمام الرابعة فجراً ,, و الشمس تنشر خيوطها ,, مع ولادة يوم جديد ,,,
فتحت اماني عينها بتكاسل ,, و الجميع لم يستيقظ بعد ,, ذهبت إلى الشرفة ,, و وجدت العصفور قد غادر عشه ,, ربما ذهب ليبحث عن قوته اليومي ,, !!
نظرت إلى الجوال ,,, لتجد 17 مكالمة لم يتم الرد عليها ( دلال + مشاعل + ساره + جواهر ) ,, و 9 رسائل بعضها صوتي والأخر مكتوب ,,
تعجبت اماني ,, فهي لم تعتد على النوم طويلا ,, و جوالها كان بقربها ,, و مع هذا لم تحس به ,, و كيف تركتها أمها تنام يوم كاملا؟؟ ,, و ربما حاولت إيقاظها فعجزت ,, لان اماني لم تحس بكل شيء كان حولها!!
كل ما هو باقي في ذاكرتها من ليلة أمس ,, ( منصور )!
بابتسامته الواثقة ,, و نظرته الحادة ,, و وسامته الملحوظة ,,
أحست اماني بحرقة ذاتية ,,, فهي لا تعلم ما المبرر من بقاه في ذاكرتها بصورة جعلتها تتوق لرؤيته من جديد!!
(( لماذا منصور ؟ )) ,, سؤال أخذ يدور في بالها ,, فهي لم تعجب من قبل بأي شاب لا من قريب ولا بعيد ,, رغم كمية الحرية الكبيرة و الانفتاح الفكري اللذان عاشت بهما!!
بقيت ساكنه فتره من الوقت ,,, و فجاءة ,, قفزت إلى السرير ,, لتجد ذاك المحرم الورقي المنزوي تحت المخدة ,, فتحته بتباطؤ ,, و نظرت للرقم ,, و تحته قرأت ( منصور عبدالله الغايب )
اماني ( هامسة ) : اسمه بعد حلو!!
مسكت اماني هاتفها النقال ,,, و سجلت الرقم فيه ,,, ثم أخذت المحرم الورقي ,, و وضعته بالرف العلوي من خزنة الملابس ,,
بقيت لحظه ,, مع صراع نفسي عالي ,, فهي تريد ان تسمع صوته ,, ولكنها لم ترد أيضا أن تنزل مكانتها أمامه ,, أو أن يفهم سلوك بشكل سيئ ,,
عادت من جديد لسكونها ,,, و فجاءه قالت لنفسها (( ابتصل و الي يصير يصير!! ))
بالفعل ,, ضغطت على زر الاتصال ,,, وهي مرتبكة للغاية ,,, طوط طوط طوط طوط .. و بعد رابع رنه ,,
منصور : الو
اماني ( بتلبك ): مرحبا
منصور ( متعجباً ) : اماني ,,؟!!!!!!
اماني : إيه ,, وش فيك؟ ما توقعتني اتصل صح؟!
منصور ( بارتياح ) : لا بصراحة توقعت تتصلين ,, بس مهو بهالسرعه ,,,
ثم يكمل : ليتك تدرين وش كبر فرحتي باتصالك ,, شكلك توّك صاحيه ,, مبين من صوتك؟
اماني : إيه ,, صحيت ,, وجاء ببالي اصبّح عليك
منصور : ويا زينه من صبح
ثم صمت الاثنان برهة ,, إلا أن تكلم منصور ..
منصور : اماني ,, حاس ودي اسولف معك اكثر ,,, وبصراحه ماني قادر بالتلفون ,, إذا ما يضايقك ,, ودي أشوفك ..
اماني : تشوفني,,؟!
منصور : يا ليت والله ,, شوفي لنا أي مكان عام اقدر أقابلك فيه ,,,
ثم يكمل ( بحماس اكثر ) : وش رأيك بـ ( الريجنت بارك )
اماني : اوكي
منصور : حلووو ,, متى تقدرين تجين هناك ؟!
اماني : افضل العصر !
منصور : اتفقنا ,,, وانا بكون عند البوابة ,, منتظرك!
مرت الساعات الباقية ,, ثقيلة على اماني ,, التي لا تعلم للان حقيقة مشاعرها تجاه منصور!!
أهو حب من أول نظره ( كما في الأفلام )؟! ,, أم مجرد إعجاب؟!
هاهي الساعة تقترب من الثالثة و النصف ..
أم اماني : وين رايحه بهالشمس ؟
اماني ( وهي تنظر للمرآة ) : مشوار صغير و راجعه!!
أم اماني : بس انتي ما أكلتي شيء من الصبح!!! ,, تغدي أول بعدين اطلعي .. اماني ( على عجل ) : بعدين بعدين ,, ما راح اطول ,, بباي ,,
و انصرفت!
أنت تقرأ
الحب في أحضان لندن الباردة (منقولة )
Romanceالرحمن الرحيم.... السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,, هذي القصة اعجبتني من احد المنتديات وحبيت انقلها لكم...