| كَـيَانْ , يا لِهـذا الشَّـتَاتْ |

24 4 7
                                    

| حديثُ وَهمْ |




و لَكَمْ تآمرتُ معَ عقلي لِوأد ذلك المسمى بالقلب ..


حتى يَخمُدَ صوتُهْ ، تَأَوهُهْ ، و اشتياقُهْ !


عن أي اشتياقٍ يتحدثْ !


و يَنتَحِبُ ، و يتشَتتْ ,

و أمامَ مَرأَى الْعَيَانْ ، و شُهودَ المواقِفْ ،


 قَـد تَرَفَّـعَ الاشتياقُ عَنَّا !


ليطلق بذلكَ صافِرةَ النِّهايةْ ، و انتهاءِ الحد الآمِن .

خطوةٌ واحدةْ كانت تفصلُنا عن مَتَاهَةِ الأوهامْ ,

حيثُ كنت أنا ، و عقلي ، و ذلك القلب !

بِكُلِّ عقلانيةْ ، قررنا التراجعْ ،

لكن كان للقلب رأي آخر !


فعندما حَلَّ القمرُ , و النُّجومُ , و الظَّلامْ ,

و هَدَأتْ أنفاسُ الأَنامْ ، و ارتَخَتِ الأَعْـيُـنُ ، نَاعسَةَ الطَّـرفْ .

لَمْ يتبَقَى سِوَى العاشِقِ ، و المُنتَظِرْ ، و المُغتَرِبْ , و الواهِنِ العليل ,

و ..

قَلبٌ لَمْ يهدَأَ لِلَحظَةٍ ، يشتعِلُ بالنُكرانْ .

يَجزِمُ بأنَ الحَالَ هُوَ المُلامْ ، و الكَاذِبْ !

فَـبَعدَ المتاهةِ لا يوجدُ سِوى أَمانَهُ يَتَرقَّبُهْ ، في حالِ اعتقَدَ حَقِيقَةً بِوجودِ المتاهة !


بَقِيْ ..


بَقِيَ ينتَظِرُ اللَحظةَ السانحةَ لهْ ، حتى يسعى لتحقيقِ مُبتغاهْ .

الصمتُ كان لِسانَ حالِهِ ، لذا لمْ نعلمْ أنا و العقلْ ، و لَمْ نَحْتَطْ بما فيهِ الكفايةِ بِأَولِ الوَقتْ !


تَسلَّـل بمهارةٍ ، و سلاسةٍ ، ليتجاوَزَ حدَّ الأَمَان .

لِنَنجَرِفَ جميعنا بالوهمِ ، و تُدَاهِمُنَا آلامَهُ التي تَتَجَاوزُ الإِحساسَ الجسدي ..

فَما خُفِيَ كانَ أَعظَمْ !


غَرِقنا جُزَافًا ، و لَم يَكُنِ القَلبُ فقطْ !

بَلْ جَميعُنا .



لا أعلمُ حقا بما كان يُفكرُ به ذلك المُضغَةْ ، لم أعلم غير الآن بتلكَ الأنانيةِ التي تتمَلَكُهْ .

أتناسى بأننا مقيدون بِهْ ، حيثُ ما وَلَّى نُوَلِي ..

و حيثُ ما أدبَرَ ، نَكونْ !


أتناسى !؟


أتناسى الوعدَ الصغيرْ الذي قطعناهُ بيننا ، بأن يكونَ الحَكَمَ  و المُنصِفَ هو العقلْ !



و لكن ما عسى الآن كل هذا يجدي !


لقد تُهْنا مِنْ قَبْلُ ، و مِنْ بَعدْ , حقِيقَةٌ لا يُمكِنُ نُكرَانِها .


لم يكُنْ خَطأً ، وَ لَمْ نقتَرِفْ جُرْمًا .

لكن ..

هو من أَجْرَمَ بِحَقِنَا ،

هو من وَأَدَ صغيرنا نحنُ الثلاثةْ ,

و كُنَّا قدْ علمنا أنهُ يُدعى | بِحُب |

كان جَميلًا ، رقيقًا ، و دافئ ..

و في إحدى ليالي الربيع الهادئةْ ، رزقنا به ، هبَةٌ نِلنَاها ..

لم نعلمْ بِأَنَهُ مِنَ الممكنِ أَنْ يَتَحوَّلَ ذلكَ الْحَمْلُ الوديعْ ، إلى

مسعورٍ أشعثْ ، و كأَنَهُ صَغِيرُ شيطان !

يتلاعَبُ بي ،

و يُكَذبُ العقلْ ،

و يُعَلِقُ القلبَ بِه !

ليكونَ ذلك التَّعلِق ليسَ إلَّا اللَّبِنَةَ الأولى لتمهيدْ الطريقِ المُشَاكْ ، المظلمْ ، الكئيبْ ، والذي لن يكتفي ولَنْ يُشفَى غَلِيلَهُ إلَّا

عندما يَبْتلِعُهُ الوهم !


آهٍ ..

آهٍ ..

آآهٍ !

يا ذَنَبنا الصغيرْ ، لُطفًا بِمَنْ مَنحوكَ الرعايةْ ،

لطفا بِذَلكَ الكيانْ الذي احتواك بين أضلُعِهِ بِكُلِ صِدق !

لطفا !



يا لِغَرابةِ قُدرَةِ القلب ..

لقد أذهبَ العَقلَ و لم يَدعْ إلَّا أنا لِأَتجَرَعَ مَرارةَ الأَمْرِ مِرارًا و تكرارًا ..

و كأنَهُ يذكِرُني بما أَخبَرني بِهْ ، أَو بِالْأَصَحْ ,

ما كُنتُ أُحاوِلُ إيصالَهُ لِنفسي ,

بِأَنني أَنَا المُسيطِرُ هُنَا ، و مَا ذلك التَّجسيدُ إِلَّا وهمًا أَوَلِـيًا قَدْ اختَلَقـتُهُ بِنفسي ..


هـه ..

لِأَنالَ الآنَ ما استَحِقُهْ إذًا ،

لا , بَلْ لَا أستَحِقُهْ !


ما هذا الشَّـتاتْ ؟ ! 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ الحمدُ لله كما ينبغي لجَلال وجهه , و عظيمَ سُلطانِه ]

 | Meadad12 |

 حناياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن