وَأَضْحَتْ تِلكَـ الْبَهِيةْ .. ذِكْرَى | مَنْسِيةْ |

149 8 4
                                    

..{ محتارة ٌ، تمشي الطريق بلا هدى ..

في محنةٍ ، لم تدّخر لها جهدًا ..

خاضت وقاست ألام الفقد والفناء ..

وهاهي الآن .. محتارةٌ ، تمشي الطريق بلا هدى .! } ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعدما منّ الله عليها بالفتح الإسلامي ، سادت ضياء ْ ..

وأصبحت من بعد ضياع وجهلْ ، منارةً للعلم , ومعمارًا يتمثل بأفضلِ هندسةٍ ، وتخطيطٍ بنّاءْ ..

عاصرت زمنها ، وقاومت أعدائها ، وأبدعت بِصِناعتها ، وسادها الرخاءْ ..

بدينها ظلّت متمسكةْ ، بهويتها الإسلامية لم تُغْرِهَا بِدْعَةْ ..

بشبابها عَلَتْ سُقُفَ العِلمِ والصّنعة ..

لأجل خيراتها ، استأذن حُكّام من أجل أن ينهل أبنائهم و وزرائهم من عِلْمِهَا ..

واصبحت بذلك العصر ، مثلا يقتدى به في التمسك بالهَوِيَّةْ ..

مُجَرِّدَةً لأصحاب الديانات الأخرى ، هويتهم ولغتهم  ..

لِسَانُهَا العربي ،  ولِبَاسُهَا الإسلامي ،  وبدينها واقرارها بربها أولًا ، كان سبب نصرتها وعزتها .. 

وعلى مدى السنيـن والعصـور .. 

اجْتَاحَ سكّانها العديد من الشوائِـبِ والغرور..

انغمسوا بالترف واللهوْ ، واجتمعوا حول الغناءِ والطربْ ..

وتدّنسوا بأثآر الغضبِ المُشِينَةْ ، والتَّعَصُبَاتِ المُرِيعَةْ .. 

والطّمَعِ الغَاشِمْ ، مما أدى إلى استنزاف الدماء بطريقة مٌهِينَةْ ..

على مر العصـور ..

حُكّامها لم يلقوا بالًا لشعبهم ..

ولم يلتمسوا الحذر من تلك العيون التي كانت تَتَرَبّصُ بهم .. 

ولم يُدافِعوا عن وطنهم كِفايَةً ، عندما كانت أيدي الأعداء تشتت جَمْعَهُمْ ، وتَسبي نسائهم ، وتقتل رِجَالَهُم ..

بلْ كانَ جُلَّ هَمِّ أحَدّهم ، مهندِسُهُ المعماري لقصرِهْ , الذي لم يُلْقِ لهُ بالًأ ..

فأين تلك العِّزَّةِ التي كانت تَحُفَّهٌمْ ؟! .. وأين ذلك العدل الذي كانَ يسُودَهُمْ ؟! ..

حتى تَحَسَّرَ من أجلِهِ قِسيسون و رُهبانْ ، من أجلِ انغِماسِ شبابِهِم بِهَوِيةِ الإسـلامْ ..

فكانت النهاية حزينةً ومريعةْ ! .. انْتَهَتْ بمعاهدةِ استسلام للدول المُعَادِيةْ بطريقةٍ مُهِينَةْ ..

فَقُضِيَ بعدها على أثرِ الإسـلام ، و حُرِقَ كُلُّ من تَمَسَّكَ بهْ ..

واندثرت بعدها تلك الحضارة ُ البَهِّيةْ ، مُخَلِّفَةً ورائها الندَمَ والحسرةْ .. 

                      ..  وضاعت حينـها تلـكَ الْهَـوِيـةْ  ..

وأضحتْ ذكرى تلك الحضارةِ | منسيةْ | .. 

قِلّةٌ من يذْكُرُها , وقلة تَقْبَعُ ذكراها في " حَنَـايَـا خُلـدِهِـم " ذكرى عِطريةْ ..

لها نسيمٌ عليلْ ، من النُّصْرَةِ لها , الحسرةِ على فقدها .. 

وقِلَّةٌ أخرى ، يُنَاشِدُون بالتمَّسُكِ بالهَّـوِيـةْ ، حتى لا تتكررَ تلكَ الحُقبَةُ الْمُضْنِيةْ ...

             فَتَغْدُوا حالُنا ، كحَالِ | {  الأنـدلُـس } | ، تلك البِلادُ | المنسية | ..

ــــــــــــــــــــــــ.....ـــــــــــــــــــــ......ــــــــــــــــــــ......ــــــــــــــــــــــ....

{ | أنا هنا , لا أُنَاشِدُ بالتمسكِ بالماضي , و لا الحسرة عليه .. 

نحن الآن أبناء اليوم .. 

بديننا ، وهويتنا الإسلامية ، ولغتنا العربية ، نستطيع بمشيئة ربِّنا

 أن نُنَاضِلَ ، ونُكافِحْ في الوصولِ للعُلَا ، والرُّقِي بِأّمتِنَا ودولتِنا ..

وأن نبني جيلًا يانِعًا بِفِكْرِهْ ، مستعينًا برَبِهْ ، متمسكًا بهويَتِهْ ..

فنبني حضارتنا , حتى لا نكون بلاد استنزافٍ للغيرْ ، وتندّثِرُ ذِكْرَانـَا وتُصبِحُ 

                                             |   منسيـة  |                                                           | }

| بقلمي ، .. meadad12 |

 دمتم بود ..

 حناياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن