منذ عشر سنوات...
سمعت صوت مادليه المفاتيح فعلمت أن والدها وصل ...رمت كراسة الرسم الخاصة بها بسرعة و أمسكت بالكتاب و اختذت ترسم خطوطا عشوائية أسفل الكلمات متصنعة التركيز...طرق باب غرفتها فأذنت له و سلم عليها و جلس بجاورها علي السرير ....شعرت أن هناك أمر ما غير طبيعي فحاولت أن تتمالك نفسها
تعلم انها لا تفعل شئ ما خاطئ لكن تلك الجلسة لا تشعرها بالطمأنينة ....هي عادتا لا تشعر بالطمأنينة تجاه والدها.
و أخيرا قال منهيا كل تساؤلاتها :
- الجواب جاللي من الوزارة النهاردة.
شعرت بقلبها يخفق فهزت رأسها تحثه أن يكمل
- ملكيش نصيب يا رؤي .....شعرت بهبوط في صدرها بمجرد سماع تلك الجملة و كل ما تلاها من كلام المواساه و التصبير كان مجرد طنين ....الآن...و بعد أن سعت لمدة عام كامل و جهزت نفسها كل تلك الفترة لخوض امتحانات القبول لتستطيع دخول المدرسة التي طالما حلمت بها ....فقط أرادت أن تكون مثل أي شخص آدمي طبيعي يدرس ما يحبه في مدرسة مؤهلة ....كل ذلك لأن الامتحانات كانت في منتهي الصعوبة و هي كانت في غاية التوتر فلم تبلي حسنا....لماذا كل ذلك لمجرد الحصول علي حق من حقوقها....
لا أريد إدخالكم في تفاصيل و لكن يكفي قول أنها كانت أول ضربة تسددها لها الأقدار....كانت مجرد فتاه في الخامسة عشرة ....و الآن عليها التخلي عن حلمها و إكمال دراستها في مدرسة حكومية عادية جدا من مدارس مصر ...
أمسكت دموعها بصعوبه حتي خرج والدها من الغرفة ...مجرد ألقي عليها الخبر دون أي دعم عاطفي ...هكذا هو والدها.
رمت الكتاب و أمسكت كراسة الرسم في وهن ...وضعت السماعات في اذنها و أدارت أغنية تعشقها بصوت عالي جدا و أكملت رسم و دموعها تنهمر في صمت ....
تعبت تمثيل ذلك الدور فإنفجرت باكية بصوت عالي و صوت موسيقي الروك يخترقها....
هدأت قليلا ثم مسحت دموعها و ارتدت نظارتها و ذهبت لتأتي بكوب ماء....في طريقها سمعت عائلتها تضحك و تمزح و يستمتعون بوقتهم....و هي ممزقة ...حتي ليس لديها صديقة تشاركها ذلك الألم....رجعت لغرفتها و أكملت ما كانت تفعله ....اهتز هاتفها معلنا عن إستقبال رسالة من فتي ما و إسمه مكتوب "صافي" ...و هنا بدأ كل شئ...
أنت تقرأ
أحببت شيعيا
Romanceرواية تدور أحداثها بين شاب و فتاه تعرفاه علي بعضهما من الإنترنت....كان الأمر في بدايته عاديا حتي اكتشفا أنهما مختلفان.....