الأجواء صافية و جميلة و كانت تجلس مع والدتها التي لم تراها لفترة تصل لعام...لكن لا زالت لا تتحمل تلك النظرة اللائمة الحزينة التي دائما ما ترمقها بها والدتها..
إتصل بها عشرات المرات أثناء جلستها مع والدها و هي لا تفعل سوي قطع إتصالاته...حتي قال لها هتان - أهذا بابا ؟....أريد السلام عليه...
تجاهلته رؤي و أكملت الكلام مع والدتها ...محاوله أيضا تجاهل إنقباض صدرها....
* * *
في نفس الغرفة لكن منذ عشر سنوات (28/8/2016 )
نري رؤي متكأة علي سريرها ممسكة بهاتفها المحمول و لا تضع سماعات بأذنها كي تنتبه إن إقترب شخص ما من الغرفة....و علي ثغرها إبتسامة و عينيها تلمعان...كانت رؤي خمرية اللون و يوجد بخديها حبوب لكن ليس بشكل مبالغ فيه ....أنفها رفيع و شفتيها دقيقتان
يكشفان عن أسنان بيضاء...شعرها أسود طويل كثيف يغطي ظهرها بالكامل ....و لها جسد معتدل لا نحيف و لا ممتلأ....و ترتدي نظارات طبية بسبب قصر نظرها...المهم فلنرجع للقصة....كانت تظن أن الفترة الطبيعية لتتطور علاقة هي شهر علي أقل تقدير لكن هي تشعر معه بشئ مختلف...لا تعلم بالضبط ما يحدث لها كل ما تشعر به هو أنها تسقط في هوة عميقة بكامل إرادتها.....رغم أنها هي التي كانت لا تؤمن بالحب و تراه مجرد أوهام بالأغاني و القصص لذلك قررت أن تهتم فقط بدراستها و إثبات ذاتها ...
لكن بعد أن ضاع أول حلم لها إختلف الوضع و باتت تشعر أنها تحتاج أن تحقق انسانيتها في أي شئ ....و بما أنه لا يوجد أصدقاء أو أهل حنونين....فكان هو الملاذ الوحيد....
إسمه "مصطفي" و لكن يسمي نفسه صافي لأن إسم مصطفي ثقيل بحكم أنه قضي معظم حياته بالخارج....عراقي يعيش بإنجلترا...عمره ستة عشر عاما ....ضعيف قليلا باللغة العربية يستطيع فقط التكلم بالعامية العراقية و لا يقدر علي قرأة القرآن لذا أرسل لرؤي كي تساعده في تطبيق ما للممارسة و تعليم اللغة مع أشخاص حقيقين....هي عادتا لا ترد علي أي شخص لكن وقتها كانت حزينة و مكسورة...قال لها مرارا أنه معجب بها و بشخصيتها لكنها كانت تستغرب كيف قالها و لا يزالان في البداية ...فترد عليه أن الأمر ليس بتلك السرعة و لكل شئ وقته
....و مع الوقت نسيا تماما أمر تعليم اللغة....كان بينهما الكثير من الأشياء المشتركة ...كان بارع في الرسم مثلها و يفكر مثلها في كثير من الأشياء...
قال لها كثيرا أنها صعبة ....لا تريد إرسال صورة لها و لا أي شئ سوي الكتابة ...
في مرة قالت له أنها تريد السؤال عن شئ ما لكنها لا تقصد شئ فقط تريد أن تعرف :
- أنت شيعي و لا سني؟....علي أساس إن العراق فيها شيعة..
تأخر قليلا بالرد ثم قال بالعراقية :
- أنتم في مصر كلكم سنة أليس كذلك؟
- أيوة...- إذا أنا عكسكم....لكن بدون طائفية كلنا عرب...
سكتت قليلا و قد أصابها الضيق ثم قالت :
- مش قصدي طائفية و الله....بس أنا مش عارفة إذا كان صح إننا نتكلم و لا لأ ...يعني أنت قلتلي إنك معجب بيا قبل كدا ....فاهمني؟
- نعم افهمك....لكن لأنكي في مصر لا تعلمين أننا بالعراق سنة و شيعة نتزوج من بعضنا البعض بشكل عادي جدا و ليس حراما في شئ...
خفق قلبها بقوة ....أقال نتزوج!...نفس الشعور بأنها تسقط بهوة و تفكيرها مشلول ...
و مرة سألته إن كان الشيعة مشركين كما سمعت فرد - ليس صحيح...فكلنا نعبد الله
ثم سألته إن كانو يسبون الصحابة فرد بعد فترة :
- ليس صحيحا أيضا...لكننا فقط لا نعترف بهم
- ليه؟ثم حكي لها الكثير من القصص التي لم تسمع عنها من قبل ...مثل أن سيدنا عمر كسر ضلع إبنة الرسول و أنه يوم حجة الوداع طلب الرسول من الصحابة ورقة ليكتب شئ ما فلم يعطوه و قالو إنه يثرثر من الحمي. ..و الكثير من الاشياء التي شعرت أنها من كوكب آخر لغرابتها ...و لكن لا زالت تسقط في الحفرة و عاجزة عن التفكير ....
أنا مش هكتب تاني إلا لما أحس إن حد معبرني😅
أنت تقرأ
أحببت شيعيا
Romanceرواية تدور أحداثها بين شاب و فتاه تعرفاه علي بعضهما من الإنترنت....كان الأمر في بدايته عاديا حتي اكتشفا أنهما مختلفان.....