- 5 -

924 17 26
                                    

كانت تتأمل هتان و هو يأكل ...يشبه أباه كثيرا ...نفس البشرة البيضاء و العيون البنية و الشعر القصير الناعم....حتي إنه يأكل بنفس طريقته..

تذكرت يوم ولادته....أفاقت من البنج و هي نصف واعية ....و لم تعي سوي لكثير من الناس حولها يغمغمون ...
و كان هو يحمل هتان و يجلس بركن بعيد ...كان هتان نائم و كان اباه ينظر إليه بعينين تلمعان ....أحد ما ناداه قائلا أن رؤي أفاقت ....فأتي و جلس علي طرف السرير و أعطاها هتان و قبلها في جبينها...

استيقط هتان ببطء و تأوه قليلا فضحكا هما الإثنان كالأبلهان....و الكثير من حولهم يباركون لهم و هم الثلاثة لا يفعلون شيئا سوي النظر لبعضهم...

بنفس الإنجليزية المتقنة :
- أمي لقد انتهيت من طعامي....أوه أنا لم أصلي الصبح ...

تعلم الصلاه منذ بضعة أيام ...و كأي طفل أعجب بالأمر و لم يمل منه بعد...

قالت والدة رؤي  و هي تعبث بشعره :
- خلاص يا حبيبي يلا نصلي مع بعض...

توترت رؤي قليلا و تلعثمت ثم قالت :
- هوتو يلا نروح نغسل إدينا الأول...

ثم ذهبت به إلي الحمام و همست له :
- روحي .... أنت اتوضا و روح صلي فالأوضة لوحدك ...عشان أصلا تيتا تعبانة و مش هتقدر تصلي معاك هي بس بتقول كدا عشان متزعلكش ...

- ماذا بها؟
تلعثمت مرة أخري ثم قالت :
- رجليها وجعاها ...يلا بقا يا هتان إغسل إيدك و اتوضا....

                      ***
2016...

قرأت عن الشيعة ....هم طوائف و ليسو سواء كما يزعم البعض .... و المعتدلين منهم فقط فهموا الأشياء بطريقة أخري تماما كإختلاف المذاهب في السنة ....كما أنه معتدل و يعيش بأمريكا و بعيدا عن كل ذلك العبث ...هي لا تري أن هناك مانع لكن عمها رفض أن يزوج ابنته من شخص سلفي و ملتحي و مختلف عنه فقط بالتفكير ....إذا ماذا سيقولون عن شخص مختلف في كل شئ ...ذلك الشعور المتناقض بين ما تراه صوابا و بين ما تفرضه عليك الظروف ...

لكنها قررت ....إن كان صوابا فلماذا تتخيل و تتوقع ما سيكون في المستقبل البعيد ...الصواب صواب رغم أنف الظروف ....و هي لن تضيع شخص صعب أن تجد مثله مرة أخرى ...

كانت ترتدي ملابسها المعتادة ...بنطال و (بلوزة) واسعة و طويلة و حجاب ...لكن المختلف أنها تضع قليلا من الكحل فقط ...فكرت أن تأتي بلا نظارات لكن تلك الفكرة كان سيترتب عليها كثير من العواقب أو الحوادث فآثرت إرتدائها ....

دخلت (السوبر ماركت) بتوتر و هي تلتفت حولها ...أول مرة تفعل شئ كهذا ...إلتقطت سلة التسوق محاولة تهدئة نفسها و تذكيرها أنه مجرد تسوق لا أكثر ...سمعت صوت رسالة من هاتفها ففتحتها ...

- أين انتي الآن؟

- أنا عالباب لسا داخلة إنت اللي فين ؟ ( هي كانت تعلم شكله من صورة البروفايل)

- أنا بالدور الثاني في قسم الأجهزة ....يا لها من فكرة غبية كيف سأجدك الآن في هذا المكان و أنا حتي لا أعلم كيف تبدين ....

- أولا أنت اللي إقترحت الفكرة دي مش أنا ...ثانيا أنا عارفة شكلك ...

- إقترحتها عندما لم أجد حل سواها ...انتي رفضتي كل الأفكار ....

- خلاص مش هنتكلم في الموضوع دا تاني خلص الموضوع ...إستناني طلعالك ...

عدلت من وضعها قليلا ثم صعدت الدرج ....كان المكان واسع و مزدحم و كانت تسير بين الرفوف محاولة العثور عليه و بالمنعطف إصتدمت بشخص ما فإبتعدت قليلا لتراه
...و كان هو ...قال كلام بلهجة عراقية ضعيفة قليلا فيما معناه أنه آسف ...وجدها متوترة و تحدق به بغرابة ....فتلعثم قليلا و قال :

- ألستي ...
قاطعته و هي ترمش بتوتر قائلة :
- خلاص ولا يهمك مفيش حاجة ..

ثم سارت بخطوات أقرب إلي الجري و رجعت مرة أخري للدور الأول ...أخرجت هاتفها و وجدته أرسل :

- انتي الفتاه التي ترتدي حجاب وردي اللون؟....اللتي إصتدمت بها منذ قليل...

صدرها يعلو و يهبط و قلبها ينافس الطبول الإفريقية...

- أيوة ...
- إذا لماذا جريتي؟
لم ترد ...فقال :

- ليس هناك ما يدعو لكل ذلك التوتر ....فقط اصعدي مرة أخري و اذهبي للمكان الذي رأيتك فيه ستجدين كيس ما إنه هدية ...

كان ذلك اتفاق بينهما أن لا يحدث بينهما أي تواصل في الحقيقة لأنها كانت تخاف من أن يراها أحد ...

- ماشي بس زي ما إتفقنا ...
- طبعا ....

زفرت محاولة تهدئة نفسها ثم صعدت الدرج ...توجهت للرف فوجتده يقف بعيدا قليلا و ينظر لها ...كادت تسقط مغشيا عليها ...كان مثل الصورة تماما
...ابيض اللون لكن ليس كالأجانب ...عينيه بنيتين تقعان خلف نظارات طبية سوداء ...شعره بني غامق و مصفف بعنايه ...مظهره العام كلاسيكي جدا و لا يدل علي أنه في السادسة عشرة...و فاره الطول و بنيته متوسطة ...
من فرط توترها لم تجد ذلك الكيس ...نظرت إليه فوجدته يشير بعينيه لمكان ما ...و اخيرا وجدته ...تجوهت نحوه لكن إعترض طريقها أحد عمال السوبر ماركت و أمسك الكيس و نادي علي مصطفي :
- لو سمحت... الكيس دا بتاع حضرتك مش كدا؟ أنا شفته معاك ...

بضيق اومأ أن نعم و أخده منه فأكمل العامل :
- أصلا حضرتك مينفعش تدخل السوبر ماركت بكيس ...
- آسف سأضعه عند البوابة ....
لم تدري رؤي ماذا تصنع فأمسكت بالسلة و بدأت في التسوق ....فعل هو مثلها ...
كان يسير ورائها و ينظر لها و هي لا تقوي حتي علي الإلتفات إليه ...
إنتهت فإنتهي هو بدوره و توجها للكاشير ...

و عند البوابة بعد ما خرجا ...مشت هي بسرعة ثم سمعت صوته ينادي و في نفس اللحظة قبل حتي أن تلتفت إليه رأت والدها يعبر الشارع من بعيد و آت إليها ...هو لا يعرف والدها و أكيد لن يتوقف عن النداء عليها عند رؤيته ....شعرت بعروقها تتسع من ضغط نبضات قلبها المضطرب ....لم تنتبه للطريق من حولها و آخر ما سمعته صوت والدها و مصطفي و هم يصرخان ..

- حاسبي ...
- إنتبهي ...

مفيش تفاعل بس أنا حاسة إني عايزة أكتب و بعدين يمكن تعجب حد ...

🎉 لقد انتهيت من قراءة أحببت شيعيا 🎉
أحببت شيعيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن