نذر المجدA VOW OF GLORY (الكتاب الخامس من سلسلة "طوق الساحر")

الفصل السادس (الجزء الاول)

_ فتح ثور عينيه علي الشق في السفينة اسفل قدميه ليري الامواج المتمايلة بلطف في المحيط ،ترتفع وتنخفض مكونة قمم مرتفعة ،غطي بطبقة رقيقة من ضوء الشمس الاولي ،صبغ الضوء المياه بلون شعاع الشمس الاصفر ضمن ضباب الصباح مما اثار ثور ،تمايلت السفينة بهدوء في البحر ،كان الصوت الوحيد الذي يسمعه ثور كان صوت الامواج المرتطمة بهيكل السفينة ،جلس ثور ونظر حوله،كانت عيناه ناعستين من كثرة التعب ،في الحقيقة ،لم يشعر ثور بهذا الكم من التعب في حياته من قبل ،لقد ابحروا لايام ،وكل شئ هنا ،في هذا الجانب من العالم ،بدا مختلفا .
كان الهواء معبأ بالرطوبة ،درجة الحرارة كانت شديدة الدفء ،كان كأنه يتنفس في مجري مائي مستقيم ،
مما جعله يشعر بالكسل ،وجعل اطرافه ثقيلة ،يشعر كما لو انه وصل في الصيف ،نظر ثور حوله ورأي اصدقائه جميعا ،نائمين كعادتهم قبل الشروق ،كانوا جميعا مستلقين علي ظهر السفينة ،نائمين ، حتي كروهن، الذي دائما ما يكون مستيقظا، كان نائما بجواره، اثر الطقس الاستوائي الكثيف فيهم جميعا،
لم يكلف احدهم نفسه حتي ان يزعج الربان اكثر من ذلك، كانوا مستسلمين منذ ايام، لم تكن هنالك وجهه،
كانت اشرعتهم دائما معلقة في السارية الضخمة بكامل عددها، مع رياح غربية تقودهم، امواج المحيط الساحرة، تقود سفينتهم باستمرار في اتجاه واحد.
كانوا كما لو انهم يؤخذون لموقع واحد معين، وحاولوا عدة مرات لقيادة السفينة او حتي تغيير الوجهة، لكنهم لم يوفقوا في شئ، استسلموا جميعهم للمد ليأخذهم اينما يريد، لم يبدوا كأنهم يعلمون مكان الامبراطورية للذهاب متخذين اي وجهه، فكر ثور : طالما ان المد سيأخذهم لأرض جافة، عرف ان ذلك سيكون جيدا كفاية، إستيقظ كروهن ،عاويا، انحني واتجه الي ثور ولعق وجهه.
وضع ثور يده داخل حقيبته، كانت فارغة تقريبا، اعطي كروهن آخر قطعة لديه من اللحم المجفف.
ليفاجأ ثور، لم ينتزع كروهن الطعام من يده كما يفعل عادة، في حين ان كروهن نظر اليها، ونظر الي الحقيبة الفارغة، ثم اعاد النظر الي ثور بحدية، تردد في اخذ الطعام، ثم ادرك ثور ان كروهن لم يرد ان يأخذ قطعة الطعام الاخيرة منه.
تأثر ثور بإيماءة كروهن، لكنه اصر ودفع بقطعة الطعام في فم صديقه.
ادرك ثور ان الطعام سينفذ منهم خلال ايام قليلة، وصلي لان يصلوا لاي يابسة.
لم تكن لديه ادني فكرة عما قد تستغرقه الرحلة من وقت، ماذا لو طالت لاشهر؟ كيف سيأكلون؟
تشرق الشمس بسرعة هنا، تشرق الشمس ساطعة وقوية في الصباح الباكر، وقف ثور والضباب بدأ ينكشح عن المياه وذهب الي مقدمة السفينة المقوسة.
وقف ثور هناك وبدأ يتطلع بعيدا، تأرجح السطح بلطف تحت قدميه وشاهد الضباب وهو يتبدد .
تراجع ثور، متعجبا ما اذا يتهيأ اشياء، ظهرت خطوط عريضة في الافق البعيد لارض طويلة، تسارع نبضه، كانت يابسة، يابسة حقيقية، ظهرت اليابسة بشكل غريب، كانت علي امتدادين، ضيقة شبه عالقة في البحر، كنهايتي مذراة، و لمجرد ان انكشح الضباب، تطلع علي يمناه ويسراه وكان متفاجأ لرؤية شريطين من اليابسة علي كلا الاتجاهين، كلاهما كانتا علي بعد حوالي خمسين ياردة، كانتا كأنهما قد امتصتا لاسفل وسط مدخل طويل، اطلق ثور صفيرا، وإستيقظ اخوته في الفيلق ليتزاحموا علي اقدامهم واسرعوا ليقفوا بجانبه واقفين جميعا في مقدم السفينة، متطلعين للافق.
وقفوا جميعا هناك، منقطعي الانفاس لمجرد رؤيتهم اليابسة، كانت الشواطئ هي الاكثر غرابة مما سبق لثور ان رأي في حياته، كانت مليئة ومكتظة بالاشجار،
اشجار مرتفعة تتشبث بالشاطئ،كثيفة جدا لدرجة انك لا تستطيع رؤية اي شئ خلالها،راقب ثور السرخس العملاق، بطول ثلاثين قدما، مائلة هناك.
كانت المياه صفراء وارجوانية، بدت الاشجار كما لو انها تصل الي السماء، كانت هناك اصوات غريبة وبدون انقطاع، اصوات الوحوش، الطيور والحشرات، لم يستطع ثور ان يحدد البقية منها، متنازعة، باكية ومغنية.
____________________________________
دا الجزء الاول