حياتي جحيم !

32.1K 645 22
                                    

& بسم الله الرحمان الرحيم &


.
.
.


تنهدت تنهيدة نفاذ صبر وهي تنضر الى اﻷضواء المنيرة , و التي ينبعث إشعاعها الى مدخل الحديقة
رفعت خصلاتها الذهبية على شكل كعكة وهي تدلك رقبتها الجميلة ، بينما عبرت قدماها المسبح بتثاقل متجهة نحو الباب الداخلي للفيلا ، إلا أنها سرعان ماقطبت جبينها في غضب وهي تنضر لﻷشخاص الكثيرة عددهم مجتمعين في الردهة ، ثم لمحت بقية اﻷشخاص مجتمعين في الحديقة اﻷمامية للفيلا ..

كانو متأنقين يرفعون كؤوس النبيذ في فخر وتعال ، وجوه مخملية سطحية وسخيفة ، فساتين شبه عارية و جريئة ، همهمات مقززة تندفع من أفواه مقرفة .

ابتسمت في سخرية واشمئزاز لذوق والدها ، لم ولن يتعلم من أخطائه ، يقيم حفل صاخب و يدعو ساقطي وعاهرات هذه البلاد من غير أن ينسى مأدبة قمار ضخمة والملايين من اﻷموال التي توزع بسخاء على الحاضرين ، يتصرف برفاهية و كأنه نسي حقيقة أنه مفلس ، مقامر فاسد ، عاهر مقزز وسكير نتن،
إنه يحاول أن يظهر بصورة لبقة أمام الجميع ، يتصرف برقي طبقا لمكانته اﻹجتماعية ولكي لا يغدو سخرية أمام الطبقة المخملية ، فاليخبره أحد أن نهايته قريبة وأن البلاد ستبكي فرحا للتخلص منه ومن أصدقائه ..

تمتم عقلها بذلك وهي تشاهده متجها نحوها بملامح قاسية وعينين ضيقتين من شدة الغضب ، فاستنتجت تلقائيا ماسيحدث ،،

- أين كنت أيتها اللعينة ؟!

رفعت رأسها واضعة أناملها البيضاء الناعمة تتحسس أثر الصفعة وشفتيها تفتران عن ابتسامة ساخرة .

لقد صفعها ، إنه ليس شيئا غريبا فهذه هي
الطريقة الوحيدة للترحيب بها في هذا المنزل !

تمتم بصوت حاد وقد ظهرت معالم إجرامية على وجهه الوسيم ..

- تبتسمين أيتها الساق...

حاول صفعها مرة أخرى ...لكنها تفادتها بحركة رشيقة منها ، فهي متعبة جدا ولن تستطيع تحمل صفعة أخرى !

التمعت عينيها مكرا ، إنها تجيد استفزازه لدرجة فقدانه أعصابه و ذلك جيد بالنسبة لها ، لعل حظها اللعين يهديها هدية تجعله يفارق الحياة بفعل أزمة قلبية ، ذلك سيكون يومها السعيد !

- ارتدي شيئا جميلا والتحقي بنا في الحديقة !

ضحكت باولا بأعلى صوتها وهي ترمقه في سخرية ، كعادته دوما يستسلم لكي لا يغضبها اﻷن في ذلك مصلحة له واﻷنها ، إن ثارت .. فلا أحد يوقفها !

- أنت تعلم أنني لا أطيق أمثالك !

شد على أسنانه في غضب وهو يرمقها والشرر يتطاير من عينيه ، فابتعدت من أمامه بخطوة الى الخلف لكي لا تتلقى صفعة أخرى ، لكنه أمسكها من ذراعها بقوة صارخا بصوت كالسوط !

- ستحضرين رغما عنك !

حررتها في سخريتها المعتادة :

- لن يتغير أسلوبك حتى مع مرور الزمن !

دفعته متجاوزة إياه تحت أنظاره التي ستحرقها لتصعد الدرج نحو غرفتها ..

- ستدفعين الثمن غال إن لم تطيعي أوامري !

استدارت إليه في برود تتمتم ببطء :

- ماذا ستفعل إذن ؟!

- سأدمرك ، حتى إن تطلب اﻷمر تخريب قبر أمك العزيزة !

ضغطت على قبضة يدها بقوة والشرر يتطاير من عينيها الجميلتين ، كانت تتمنى أن تدق رقبته بعنف حتى الموت . إلا أنها تمالكت أعصابها ، خففت قبضتها تدريجيا ثم ابتسمت ابتسامتها المعهودة بينما اكتسبت عينيها برود مخيف يهتز له اﻷبدان . لا يجب أن يعلم نقطة ضعفها !

ترددت تلك الجملة في أذنيها ببطء ، تسلقت الدرج ببطء أيضا وهي تفكر في ذلك الوغد ،، لقد تزوج بمحتالة سافلة أنجبت له عاهرة خبيثة ، فعل ذلك قبل أن تتوفى والدتها وعندما بدأ يشك بمعرفة هذه اﻷخيرة باﻷمر ، قتلها بدم بارد ليحصل على أموالها وأموال روزلندا في آن واحد . كانت خطة ذكية منه إلا أنه لا يعلم أن ابنته الذي ينبذها أكثر ذكاء وحنكة منه .

توهجت عيناها فجأة بلهيب حاقد ، واشتدت قبضتها حتى ابيضت مفاصلها بينما داخلها يصرخ بقوة حتى كادت تنفجر طبل أذنيها ..

أنا باولا بوتر تروث سأقضي عليه وعلى عائلته الجديدة ...أقسم بذلك يا أمي !!


.
.
.



أتمنى أن تنال إعجابكم ♥♥

زهرتي البرية ( جاري التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن