& بسم الله الرحمن الرحيم &
.
.
.
أخرجت الهواء من فمها بقوة وهي تلقي بجسدها على العشب بينما جل حواسها تستمتع بالنسيم العليل الذي يداعب خصلاتها المبتلة ، هدوء ملموس يعم المكان .. روائح زكية تنبعث من أزهارها الجميلة ، ظلام دامس يبث فيك الراحة واﻹسترخاء ، كلما تأتي الى هذا المكان تشعر وكأنها طفلة خلقت للتو ، لا مشاكل تقتحم تفكيرها ولا هموم تؤرق نومها ، في كل مرة تأتي الى هنا تنسى والدها ولعانته تنسى العالم بأكلمه ، تتذكر فقط والدتها وذكرياتها السعيدة.
مرت مسحة كآبة على ملامحها فجأة عندما تذكرت أن ذلك صار من الماضي أما الواقع فهو مختلف تماما عن ذلك . فتحت عينيها ببطء ، بدتا قاتمتان خاليتان من المشاعر ، ماذا عساها أن تفعل ؟ لطالما كانت حياتها بلا معنى حتى قبل وفاة والدتها ، كانت تمارس عليها جميع أنواع الضغوطات حتى أنها في سنها الربيعي قبل دخولها للمدرسة أسلمت بضرورة قتل والدها ، قبل أن تتعلم القراءة أو الكتابة أدركت أن عليها إزاحة والدها من حياتها لتنعم بالهناء ، لكنها باتت تعلم اﻵن أنه لايستحق القتل ،، لا بل يستحق جميع أنواع العذاب . لعل ذلك يشفي غليلها !!
قطبت جبينها وقد عادت ذاكرتها للعمل مجددا ، كان عليها أن تتصل بساندي لترسل لها التقارير عن المريض الذي سيحضر غدا الى عيادتها ..
ألقت بيديها على العشب تبحث عن هاتفها عندما لم تجده في جيب سترتها ، فانتفضت واقفة عندما لم تجده على العشب أيضا ..
أجبرت ذاكرتها على العودة الى ماقبل جلوسها هنا ، لقد استحمت ثم نزلت الى الحديقة بعدما ارتدت ملابسها وفي تلك اﻷثناء كان الهاتف في إحدى جيوبها الخلفية للسروال ، لكن مهلا .. لقد اصطدمت بالخادم الذي كان يحمل بيده المشروبات مما جعلها تتجه نحو الحمام العام لتنظيف ملابسها ..
اتجهت نحو مبتغاها وهي ترفع حاجبها تعجبا ، لم يسبق لها أن دخلت حماما غير حمامها الخاص ( الذي بغرفتها ) وهذا أمر غريب ،، لم يسبق لها أن اصطدم أحد الخدم بها وهذا أمر أكثر غرابة ، لم تستطع ان تفكر في شيء سوى أن أحدا من سكان هذا المنزل يخطط لشيء ما ،، وقد يؤذيها طبعا !!
ذلك ما فكرت به باولا وهي تنظر الى ذلك الثعبان الخبيث الذي يبعث بهاتفها داخل الحمام ، عقدت ذراعيها عند صدرها وهي تسند ظهرها الى الباب بينما شفتاها أفترتا عن ابتسامة ساخرة :
- أرجو أن تكون نلت مبتغاك !
اتسعت ابتسامتها عندما اتنفض جسد فكتوريا إثر جملتها المفاجئة ، كانت علامات اﻹندهاش واضحة على ملامحها السمراء الجذابة ، ولتخفي دهشتها ابتسمت ابتسامة ضنت أنها مستفزة ، لكنها كانت مثيرة للشفقة بالنسبة لباولا :
أنت تقرأ
زهرتي البرية ( جاري التعديل )
Romanceرفعت رأسها في عصبية .. لتجد رجلا يتأملها بنضرات ثاقبة.. ركضت إليه بدون تفكير .. - " المفاتيح ! " نضر إليها مندهشا من سؤالها المباشر ... لكنها لم تنتضر إجابته ، بل سحبت المفاتيح من أنامله السمراء وصعدت السيارة.. لحق بها وهو لا يعلم ماذا يحدث ، ولاسيم...