* الفصل الأول *

2.6K 94 8
                                    

- المقدمه -
كلما استحالت الامور ، كلما حدثت
فمن المستحيل حدوثه ، اصبح ممكن
فما يحدث لنا ، فقط هو من صنع الحياه ، ليس منا ...
اصحبت الحياه هي من يحركنا ، كالعبه صغيره ...
و اصبحنا كلما استحاطت بنا الضغوط ، نخطأ ...
نصلح الخطأ بأخر ، نعند بأنفسنا ، لا بشخص أخر ...
الضرر يأتينا بايدينا ، ولا ندري حجم ما نفعله .. لا ندري ما النتائج ، الا بعد الوصول للنهايه ...
فالضحيه دائماً ، يكون هو الجاني علي ذاته ، و ليس المجني عليه ...
( روايات بسوم )
.
.
في المساء ، الساعه الثانيه عشر  منتصف الليل ....
استيقظت من نومها علي صوت هاتفها .. اعتدلت في جلستها ، و امسكت بهاتفها و اجابت بنوم ....
- الو
رد المتصل بجديه ، و صوته يرتفع ....
( روايات بسوم )
- انتي فين .. انتي كل ده لسه نايمه !! ده مش شغل ، قومي البسي حالا و ربع  ساعه و تكوني قدامي
زفرت انفاسها بضيق ، و تكلمت ....
- في ايه علي المسا .. مالك بتزعق ليه !
اجاب بنفاذ صبر ....
- چووليااا ، انا اتخنقت منك و من قرفك .. الزباين مستنينك ، و حضرتك لسه نايمه
چوليا:يعني هو مافيش غيري يا هاني !!
هاني:لا مافيش غيرك .. قومي البسي و تعالي حالاً
چوليا بضيق:حاضر ، هقوم البس و اجي .. مش هتأخر
هاني:تبقي تتأخري يا چولياا .. سلام
چوليا:سلام
اغلقت چوليا هاتفها ، و نهضت من فراشها بكسل ثم اشعلت سيجارتها كالمعتاد .. ثم آتت بثوبها الاحمر القصير ، المفتوح الصدر و عاري الظهر ، و ارتدته .. و صففت شعرها الاشقر و وضعت احمر شفتاها و كحل عيناها ، ثم ارتدت حذائها الذي يجعلها اكثر تألقاً .. و اخذت هاتفها المحمول و علبه سجائرها و حقيبتها الصغيره ، و توجهت لمكان عملها ....
( روايات بسوم )
بعد 15 دقيقه ....
وصلت چولياً الملهي الليلي الذي تعمل به .. ثم دخلت إلي صاله العمل و جلست علي آحدي مناضد الصاله ، و وضعت احدي ارجلها فوق الاخري ، و هي تشاهد ما يدور حولها ، و تنظُر لأحدهم بدقه .. و تتحدث داخلها بحزن ....
( روايات بسوم )
- هذه انا !! بالفعل هي .. التي تنظر الأن لأحدي الرجال كي تأتي به و تأخذ منه المال بطرق غير مشروعه .. هذه هي ذات البراءه و الوجه الطفولي ، كيف وصل بي الحال هكذا .. لهذه الدرجه اصبحه مثلهم !! عاهره كالعاهرات ؟ لا ، لست انا هذه ، لا اعرف من هي حتي الأن ، لا اعرفها ولا اريد ان اعرفها ....
صمتت نفسها بعجز ، و تحدثت عيونها بدموع الندم .. و بدأت في استيعاد ذكرياتها ....
( روايات بسوم )
منذ ان كانت طفله ، و هي جالسه مع والدها ، و هو يتحدث معها عن القيم و المبادئ و الخلق السليم .. فهو الشيخ راضي ، الرجل الذي حج بيت الله ، و الذي يقيم الصلاه بصوته في المسجد كل ليله .. مُحفظ القرآن لمعظم اطفال حيهم الشعبي الصغير .. تذكرت حديثه معها الذي مر عليه 15 عاماً و أكثر .. عندما كانت طفله لا تبلغ من العُمر العشر سنوات ، و والدها جالس بجانبها و يتحدث معها بجديه ، كبنت تبلغ من العُمر عشرون عاماً ....
( روايات بسوم )
الشيخ راضي:انا عارف يا تقوي يا حبيبتي انك لسه صغيره ، بس انا لازم اتكلم معاكي ، عشان انتي بنتي الوحيده
تحدثت تقوي ببراءه و هي تنظر إلي عين والدها الذهبيه ....
( روايات بسوم )
تقوي:ازاي يا بابا .. مش انا عندي اربعه اخواتي ولاد
ابتسم الشيخ راضي ببهجه ، و اجابها بتوعيه ....
الشيخ راضي:طبعا يا حبيبتي .. بس انا اقصد ب بنتي الوحيده ، اني ما عنديش بنات غيرك ، عشان زي ما انتي قولتي ، الاربعه اخواتك ولاد ، مش بنات
قهقهت تقوي ، و اجابت بفهم ....
تقوي:اها يا بابا فهمت .. طب حضرتك كنت عايز تقولي ايه عشان انا بنتك الوحيده ؟
ظهرت السعاده علي وجهه راضي ، من ذكاء طفلته .. نظر إليها بحنان و تحدث ....
( روايات بسوم )
الشيخ راضي:أولا يا ستي كل سنه و انتي طيبه ، بما انك هتكملي عشر سنين الشهر ده
خجلت تقوي ، و ردت بفرح ....
تقوي:و حضرتك طيب يا بابا
الشيخ راضي:عايزين بقي نحتفل بعيد ميلادك العاشر ده ، بطريقه مختلفه خالص .. ايه رأيك ؟
ظهرت الفرحه في عينيها فور سماعها هذه الجمله من والدها ، و تسائلت عن نوع الاحتفال ، فأبتسم والدها ، و اجابها ....
الشيخ راضي:تلبسي الحجاب
صمتت تقوي لثواني ، ثم نظرت للأرض بحزن .. لاحظ الشيخ راضي ما حدث لأبنته ، فتحدث بجديه و هو يحرك رأسها تجاهه كي تنظر له و هو يتحدث ....
( روايات بسوم )
الشيخ راضي:زعلتي ليه يا تقوي ؟ انتي مش بتحبي ربنا ، و مش بتحبيه ما يزعلش منك ؟
أومأت برأسها في صمت ، و اكمل والدها حديثه ....
الشيخ راضي:يعني المفروض تعملي اللي ربنا أمرك بيه .. و ربنا أمرك تلبسي الحجاب ، و تداري شعرك الجميل اللي هو عطهولك ، عشان حرام اي حد يبص عليه
اندفعت تقوي في الحديث ، و هي تتسائل بإستغراب ....
تقوي:ازاي يعني ؟ يعني ماحدش يشوفه خالص ؟ هفضل طول عمري لابسه الحجاب مش هقلعه ابداً ، حتي في البيت !!
قهقه الشيخ راضي علي برائه ابنته الصغيره ، و أجابها ....
الشيخ راضي:لا يا حبيبتي .. تلبسيه في الشارع بس ، و عند اي حد غريب ، و قدام اي حد غريب .. لكن تقلعيه قدامي عادي عشان انا بابا ، و قدام اخواتك عادي بردو ، و قدام جوزك كمان لما تكبري و تتجوزي ، لكن غير كده لا ، و برا البيت لازم تلبسيه
تحدثت تقوي بحيره ....
( روايات بسوم )
تقوي:يعني هو انا هلبس الحجاب ؟
الشيخ راضي:اول ما تتمي العشر سنين ، هتلبسيه عشان ترضي ربنا و تسمعي كلامه
نظرت تقوي للأرض و تحدثت ....
تقوي:حاضر
ابتهج الشيخ راضي من طاعه ابنته له ، و بدأ ينصحها و يعلمها اصول دينها ، و يذكرها بكلام ربها ، و يوعيها بكل ما يجب ان يكون ....
صمتت نفسها بحزن علي حالها الأن ، و افاقت من شرودها علي صوت شخص يتحدث و يوجه حديثه لها و هو امام المنضده التي تجلس عليها ....
- ايه ؟ القمر قاعد لوحده سرحان في ايه !!!?
( روايات بسوم )
صوت ذكرياتها يناديها و صوت هذا الشخص ايضاً ، و هي لا تدري بصوت ذاتها بين صوت ضوضاء من حولها ، و صوت هذا الشخص ، و صوت ذكرياتها الذي يطاردها .. كانت في عالم آخر لا تعرفه ، و عادت إلي عالمها علي صوت كفها و هو يصفع هذا الشخص بقوه .. اظلمت الدنيا في عيناها ، و .....
........................
#بسمه_ممدوح

الضحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن