* الفصل الرابع *

911 88 1
                                    

اخذت قلم و اوراق من الكومود ، و جلست علي الفراش و بدأت في كتابه مرسال .. و بعد ان انتهت من كتابه هذا المرسال ، طوت الورقه و وضعتها في حقيبتها .. و اعادت الاوراق و القلم كما كانوا ، و خرجت من الغرفه و غادرت الفندق .. ثم ذهبت إلي شقتها الصغيره التي تقيم بها بمفردها .. ذهبت إلي غرفتها و استبدلت ملابسها ، و استلقت علي فراشها لتستريح بعد ان تناولت قليل من الطعام .. حاولت ان تستسلم للنوم و لكن ذكرياتها لا تفارقها .. الصعاب التي مرت بها لا تفارق ذهنها ، و اذا فارقتها لا يفارقها آلم الفراق ، فالحب ليس مجرد ذكري ، الحب ما ذال عالق بها و بقلبها .. ما ذال معها ، و في حياتها .. في كل مكان تراه ، لا تنساه .. ففراقه آحدي اسباب ضياعها ، و إذا لم يكن السبب الرئيسي ، فهي كانت تحيا به و معه .. كانت تحتمي به من العالم و ما فيه ، كانت تحتمي به من والدها حين يقسي عليها ، لا شك من ان والدها كان رجلاً حنوناً ، و لكن من الصعب لديه التفاهم ، كان قاسياً عليها بالاخص ، حيث انها كانت ابنته الوحيده .. و هو رجل صعيدياً الأصل ، و البنت لديه كالجوهره ، يريد ان يضعها بصندوق لا تخرج منه ابداً ، فعندما كان يقسي عليها و يضعها في هذا القفص الضيق .. كانت تحتمي بحبيبها ، والدها الثاني ، ابنها الصغير و اخوها الاكبر و كل ما تملك .. كان يأخذها من قفصها الضيق إلي حضنه ، و صدره الدافئ الذي يطمئنها و يحميها من العالم بما فيه ، فكانت له ابنته و حبيبته و كل ما يملك ايضاً .. تذكرت في وحدتها هذه ، لحظه فراقه ، لحظه وداعه و هما يأخذونه من احضانها و يلقوا به في مرقده الضيق .. الذي لا يساع غيره ، عجزت نفسها ، ولكن لا يعجز لسانها عن الكلام ، ولا يعجز صوتها عن الصراخ و البكاء .. فكانت تجلس فوق قبره و تبكي و تصرخ ، و هي لا تصدق ما حدث ولا تعي لما تفعله ....
( روايات بسوم )
تقوي:يا محموووووووود ، سيبتني لييييه يا محموووود !!! فين وعدك ليااا ، فييين !!! قولت انك مش هتسيبني و مش هتروح اي مكان غير و انا معاك ، انت دلوقتي بتخلف وعدك لييييه !! هتسيبني ليييه !?????? يا محموووووووود ، يا حبيبي ، يا بااااااباااااااا .. انت كل حاجه لياااا ، هتسيبني لمين يا محمووود ????? ماليش بعدك ولا ليااااا غيرررك .. انا كنت بحلم باليوم اللي هبقي معاك فيه في بيت واحد .. طب هحلم بايه بعدك يا محمود !! هعيييش مع مين غيررررك !?? محمووووووود
تقوي في حاله من الانهيار و جميع من حولها يبكون علي بكائها و علي حالها ، و لا احد قادر علي تهدئتها .. ظلت هكذا ايام و شهور و سنين ، حتي بدأت في العوده إلي عالمها و حياتها ، و لكن عادت شخص آخر ، عادت و هي شخص فارغ من الداخل .. شخص فقد كل معاني الحياه ، فقد كل معاني الحب و الاحساس ، عادت بعد فقدان قلبها و ذاتها ....
( روايات بسوم )
فاقت من شرودها و وجهها غارق بالدموع ، فعندما تتذكر نفسها و حبيبها لا تقدر علي منع دموعها من السقوط .. فالبفعل فقدته و فقدت معه كل شئ ....
حاربت ذكرياتها بعض الوقت ، ثم استغرقت في النوم من شده التعب ....
( روايات بسوم )
استيقظت كالمعتاد الساعه الثانيه عشر منتصف الليل .. بدلت ملابسها و ارتدت احدي فساتينها القصيره ، و حذائها المرتفع ، ثم اخذت حقيبتها و غادرت منزلها ، و ذهبت إلي مكان عملها .. دخلت إلي الصاله ثم جلست علي آحدي المناضد كالمعتاد .. و هي جالسه بمفردها رأت هاني جالس علي آحدي مناضد المكان أيضا مع بعض الفتيات .. شردت بذكرياتها لأحدي الليالي المظلمه ، التي جمعتها بهاني و جعلتها تتعرف عليه ، منذ خمس سنوات .. عندما جائت إلي القاهره هاربه من بلدها .. جلست علي آحدي رصف منطقه الهرم ، بعد ان اتعبها التجول في شوارع القاهره و هي لا تدري إلي أين جائت و إلي أين تذهب .. جلست لتستريح دقائق و في هذه اللحظه آتاها هاني ، و وقف أمامها و تحدث ....
( روايات بسوم )
هاني:ايه ده !! ايه اللي مقعدك لوحدك كده في الوقت ده !?? الساعه 12 بليل .. انتي مش خايفه ؟
انتفضت تقوي فور سماعها صوته و كلامه .. فامسك بيدها سريعاً و تحدث و هو يحاول ان يطمئنها ....
هاني:مالك بس ؟ اهدي ما تخافيش ، انا خايف عليكي مش اكتر .. انتي منين ؟!
ابتعدت تقوي عنه خطوه و اخذت يدها من بين يديه .. و تحدثت برهبه ....
تقوي:انا من الصعيد
هاني:طب و ايه اللي جايبك هنا ، و لوحدك و في الوقت ده !!!
تقوي:هربانه
ابتسم هاني ، و لكن سريعاً حاول ان يخفي ملامحه عنها ، و يظهر ملامحه المستعاره لها ، حتي تسلم له .. فتحدث بطيبه مصطنعه ....
( روايات بسوم )
هاني:ايه ده ، يعني مالكيش اي حد !! عايشه لوحدك ؟
تقوي:مش عايشه لوحدي ، انا لسه جايه النهارده ، و ما اعرفش اي حاجه هنا اصلا ، ولا عارفه حتي اروح فين او انام فين
نظر هاني للارض بحزن مستعار ، ثم تحدث بشفقه ...
هاني:طب تعالي معايا ، انا عايش مع اختي لوحدنا ، هقعدك عندنا كام يوم لحد ما اشوفلك مكان تقعدي فيه .. ماشي ؟
ظهر القلق علي وجه تقوي ، و لكن صمتت قبل ان تتسرع بالرفض ، و تذكرت انه اهون عليها بكثير من النوم علي ارصف الطريق ، فوافقت علي أقتراحه ، و ذهبت معه إلي منزله .. فتح هاني باب منزله و امرها بالدخول و هو يرحب بها حتي يُشغل عقلها و يُسيطر عليها .. و فور جلوسها علي المقعد ، اغلق هاني الباب بالمفتاح الخاص به دون ان تلاحظ تقوي هذا ، ثم استأذنها ان يذهب إلي غرفه اخته كي يخبرها بوجود ضيفه معه .. وافقته تقوي و ذهب هاني إلي غرفه في الداخل ، ثم اغلق الباب ، و قام بإخفاء مفاتيحه ، ثم خرج و نظر لتقوي و تحدث ....
( روايات بسوم )
هاني:مروه اختي نايمه يا ... قولتيلي اسمك ايه ؟
نظرت تقوي للأرض و تحدثت ....
تقوي:اسمي تقوي
هاني:واااو ، اسمك تحفه .. بس في بردو اسامي احلي من كده بكتير
ابتسمت تقوي ، و اجابت ....
تقوي:معلش بقي مش ذنبي
قهقه هاني ، و اكمل حديثه ....
هاني:ههههههه عارف عارف ، انا بس بهزر معاكي
تقوي:ماشي
هاني:طب بصي بقي يا تقوي ، مروه اختي نايمه ، بس انا قولتلها يعني عليكي و هي نايمه كده .. و هي مش معترضه خالص انك تقعدي معاها .. فقومي معايا اوصلك اوضتها ، عشان تغيري و تنامي براحتك .. و معلش بقي و الله ، الشقه كلها اوضتين ، اوضه ليا و اوضه لأختي .. انا عارف انك هتكوني متضايقه لما تقعدي مع اختي ، بس معلش بقي استحملي شويه ، و انا هشوفلك مكان لوحدك في اسرع وقت
تحدثت تقوي بخجل ....
تقوي:ولا يهمك ، بجد كتر خيرك .. انا و الله مش عارفه من غيرك كنت هنام فين ، انا كان زماني مرميه في الشارع دلوقتي
ابتسم هاني ، و اجاب بتصنع ....
هاني:ليه يعني ، و انا روحت فين !! مش يمكن ربنا بعتني ليكي ؟ و ده مش واجب مني و لا حاجه
تقوي:ربنا يخليك بجد ، شكرا اوي و الله
هاني:ما تقوليش كده ، قومي بقي يالا عشان تنامي و ترتاحي ، باين عليكي اوي انك مجهده
تقوي:اها فعلا ، تعبانه جدا لاني مشيت كتير اوي
هاني:طب قومي نامي و ارتاحي
تقوي:ماشي حاضر
نهضت تقوي من مقعدها ، و ذهبت مع هاني إلي الغرفه .. فتح هاني باب الغرفه ، و امر تقوي بالدخول ، دخلت تقوي الغرفه و لكنها كانت مظلمه .. ارتجفت تقوي خوفاً ، و لكن قبل ان تتحدث ، سبقها هاني ....
هاني:معلش بقي ، اصل اختي مش بتحب تنام في النور .. بس هتلاقي اباچوره هناك اهي ، نوريها عشان يبقي نورها خفيف علي مروه ، و كمان تقدري تغيري هدومك براحتك
( روايات بسوم )
ابتسمت تقوي ، و نظرت للداخل .. ثم تحركت بخطوات بطيئه داخل الغرفه و هي تحدق بها ، و من دون ان تشعر ، دخل هاني الغرفه و اغلق الباب بالمفتاح الخاص به ، ثم وضع المفتاح في جيب بنطاله الخلفي .. التفتت تقوي سريعاً عندما سمعت صوت الباب ، فرأت هاني خلفها ، توقف ذهنها عن التفكير ، و قلبها تملكه الرعب .. تحركت للخلف بخطوات سريعه و هي تنظر لهاني برعب ، فأقاد هاني أضائه الغرفه ثم اقترب منها اكثر فأكثر و هي تبتعد عنه و الخوف متملكها .. ثم نظرت علي الفراش الذي بجوارها ، فصُدمت حين رأته ليس به احد .. و صرخت عندما ادركت هذه اللعبه السخيفه التي لعبها عليها هاني ، و فجأه ....
........................
#بسمه_ممدوح

الضحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن