غير متوقعه

171 5 1
                                    

" منار انتي ازاي تسألي عليا بعمل ايه و مابعملش ايه  .. انا بقولك "
"لا مابتقوليش "
" لا انتي كدا جبتي اخرك معايا .. خلينا نسيب بعض عشان مكرهكيش "
" ماشي اتفضل .. بس لما تترد فيك في يوم ابقي افتكرني "
" هههه ماشي سلام "
" سلام "
عندما تختارين الفراق يكون اسهل كثيرا .. لكن عندما تجبرين عليه ويجب ان تعتادي الاشتياق و الحنين حتي تعتاد عيناكي علي الدموع تعانين كثيرا .. حتي يصل قلبك الى الجفاء ..
....
" ماما ... انا نازله مع منار عشان نحضر لعيد ميلاد ندي "
" امال فين اصحابك العاقلين !؟ "
" ما دينا معانا بس هتتأخر شوية "
" روحي بس عشره بالضبط تكوني في البيت "
" طاب استني ايدا ده ...  !؟ ايه الحلويات دي كلها ... ده بمناسبه اني بدأت رجيم !؟ "
" بت مش عايزه تاكلي متكليش .. و غيري الشميز ده مش لايق خليكي نضيفه .. و لو هتلبسي الازرق تكويه .. و غيري الطرحة دي "
" طاب حاضر .. هلبس البمبي "
" بتاعت رنا !؟ ( اختها الصغيرة ) "
جاء من ورائها صوت يحمل نبرة تهديد " ده بعينك "
" يا ماما مستوليه عل كل حاجاتي و مش بتديني حاجه اووف .. هقتلك يا رنا "
في ذالك الوقت رن هاتف هدير
" الو .. ايوه يا هدير "
" ايوه يا ميرو ازيك "
" يارب .. فينك ؛؟ "
" اديني بلبس "
" و حيات ربنا انا لابسه من ساعه "
" طاب اتصلي بدينا شوفيها فين !؟ "
" معنديش رصيد اتصالات .. و انجزي خلصي و كلميني "
....
بعد نصف ساعه كانت هدير معي
" حلو الميكب النهارده بس ارجوكي كفايه الطرحه الكحلي دي "
" عجباني "
...
كنا طوال الطريق نتحدث عن احوالنا  و نحن نبحث عن الهدايا المناسبه لندي ونحاول تذكر ما كانت تريده .. حتي جاءت الينا  دينا فانها كانت مع صديقه لها اخري اشتاقت لها كثيرا ..
و بعد قليل تركتهم  و ذهبت الى النادي بعد ترتيب الميكب و شراء الكثير من الاغراض و اصرار هدير علي تجربة كل شئ و دخول كل المحلات   و الكثير من العناء
و رأيت  ندي كأنها صدفه ...
" ندي بما ان النهارده الخميس تعالي ننزل  و نتصل بالبنات يمكن نشوف حد نعرفه بدال ملل الاجازة ده "
" مش عايزه اخرج "
" ليه مالك في ايه "
" مش حسه انك ناسيه حاجه !؟ "
" امممممم ماتش الاهلي النهارده مثلا "
" فكك "
" ندي يالا بقا و هتصل بدينا و هدير ... طنط ممكن انا و ندي  ساعتين مش هنتأخر "
" ماشي روحوا و متتأخريش يا ندي  "
في نفس الوقت عاد ابو ندي الى النادي كان يسلم الزينه  للفتيات و يساعدهن في الترتيب ...
اخذتُ ندي و كان الوقت بطيئا و ساد الصمت علينا ... اعتقاد ندي بأننا نسينا عيد ميلادها .. أثار دموعها و حزنها و لم تستطيع الكلام ...
و لم اكن اقل منها حزنا ..
. كنت افكر في نفسي
.. و في الايام القادمه .. 
كان جرحي لم يلتئم ..
و لكني كنت اشعر بالندم اكثر من اي شئ .
. فقلبي لا يكاد يجزم انه كان في اشد اوقات فرحه منذ شهرين فقط
.. كنت اظن ان كل شئ سيظل جميلا .. و لكني حمقاء لا اتعلم ..
و تثبت الايام ذالك
.. عندما وصلنا عند المكان لم ترد ندي الدخول معي ..
حاولت معاها مررارا حتي لفت انتباهنا  احدهم كان ينظر لندي بتدقيق حتي كانت عيناه تقتلها شعرت بالتوتر و العصبيه .
. هي تتذكر تلك النظرات جيدا .. كيف تنساها و كانت تثير غضبها كل يوم منذ سنتين .. !!و تجعل الدماء تصعد الى رأسها ..
فأخذتي من يدي و صعدت الى الكافيه و انتصرت انا كأنه جاء في وقته المحدد اشكره من كل قلبي ..
ما ان دخلت حتي قالنا معاً : " سيربرايز "
لم تستوعب هي الاخري كل تلك المشاعر في نفس الوقت ..
اخذت مهله بعض الثواني لتستجيب بسعادة كانت تنتظرها 
... و اخرجنا لها الهدايا و كنا جميعا سعداء لسعادتها
" انا ازاي مخدتش بالي .. رغم انها مقفوشة اووي "
دينا : " هو احنا لينا كام ندي يعني !! "
انا : " طاب هنتفاهم بس افتحوا البيبسي يالا و نحب في بعض بعدين "
هدير : " هههههههههه هتموتي "

لحظة صمت حلت علينا عندما شاهدنا ذالك الشاب الذي كان يقف خارج الكافيه ..
و معه احدهم
ابتسمت ابتسامة تلقائيه عندما رأيت احدهم هذا ..
تذكرت عندما كنا في المدرسه الاعدادية و كانوا معنا ...
لا اعتقد انه رأني ..
او لا اعلم فأنا نظري ضعيف و لا استطيع ان اميز
هدير :" ايوه خلي اليوم يتملي احداث مهمه "
ندي " بس يا ماما سبيني فرحانه "
دينا :" ايوه خلاص اقفلوا السيره دي "
انا : " شفتوا احلو ازاي !؟ "
هدير : " مين فيهم !؟ "
انا : " محمد طبعا "
ندي : " معلش طيب "
انا : " بتكلم جد .. ده جميل .. انتو مش شايفين كدا "
دينا : " منار هو احنا مش هنخلص !! "
" هشرب بيبسي طيب و بعدين ننزل نتمشي يمكن نشوف الحلو تاني "
ندي : " لا انا ممكن اقتلك دلوقتي عادي "
انا :" اصل انتو مشفتوش ندي عملت ايه من شوية كان سامح بيبص عليها و البت وشها حمر و طلعت جري و حيات ربنا كنت هفطس ضحك "
هدير :" تلاقيها اتكسفت "
ندي " اتكسف ايه بس يا ماما و نقفل السيره دي عشان بدات اتعصب "
هدير :" تيجوا ناكل حلويات "
انا :" هجيب بيتزا .. "
دينا : " لسه واكله ماليش نفس "

و قضينا طول الوقت في الكلام تغمرنا السعاده و ولكن الوقت عدي سريعا و عاد كل احد اليه بيته و مملكته وحيدا يحمل همومه و افكاره معه ... و لكن يبدو ان ندي ستنام سعيدة الليلة ...

عند الساعه الرابعه فجرا استيقظت بدون سبب و لم استطع النوم ظللت افكر فيه طويلا .. لم ارد ذالك حقااا و لكن لم استطع منع نفسي ..


حكايات بنات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن