البحر

150 6 0
                                    

ظللنا طوال الشهرين في ملل الاجازه نخرج اسبوع .. و اسبوع نظل في البيت
احيانا نختلف و نضايق بعضنا و لكن عندما نجتمع ننسي كل شئ و كأننا خلقنا لنكون معاً لم نفترق و لن نفترق .. بداخلي اسأل دائما ماذا سيحل لحياتي بدونهم. !؟ هم ما يسموه الناس ادمان .. او شيئا اعلي قليلا
كالماء للنبات . كالمحبة للعشيق و كالربيع للزهر ..
لا ليس كذالك .  هم شئ مثل ما نعيش عليه كدقات القلب مثلا .. او شئٌ من هذا القبيل
و نحن هكذا بالنسبة لبعضنا البعض .. اما بنسبة لي .
.. فأنني تكونت بأخلاقهم .
  أتذكر عندما كنت لا ابالي
كنت افعل ما اريد
و ياليتني كنت اسعد نفسي او حتي أؤذي غيري .. لا .. كنت أوذي نفسي و اقتل سعادتي ..
كأنني الخصم اللدود لنفسي ..
افرح لهزيمتي و انتصر و لا أكف .. أتفنن أنا في قتل نفسي ...


فلا أبالغ ان قُلت هم أحيوني من جديد.
   تعلمت كيف أحي نفسي و اعززها احبها و اكرمها ..
كأميرة مملكة روحي ..
فقلت لنفسي كفي عذابا .
. لن تُقتلي مرة أخري
فالله أهداني أعظم هدية  فالشكر و الحمد له كثيرا  ...
يتبقي القليل من قلبي لاحافظ عليه .. فهل استطيع !؟

....
" هنسافر مصر و اسكندريه اقل من شهر كدا و نرجع "
" ايووه بقاا يا ماما ايه الحلاوه دي !! "
أميرة (أختي الصغيرة ) : " هنشوف ولاد موزز بقاا "
سلمي "أختي الصغيرة ولكن اكبر من أميرة " " ايوه الدنيا هتتضحكلنا أخيرا .. ده انا قربت أموت من الملل "
أنا : " سلمي تعالي كدا "
ذهبت معي الى الغرفة
سلمي : "خير !! "
أنا :" مش عايزه اسافر هيوحشني محمد "
" يارب أموت .، انتي اخر مره شفتيه امتي اصلا !؟ "
" من شهر و نص كدا "
" مش هتكلم "
" بس عايزه ابقي في نفس المكان "
" ندي و هدير و دينا كلوا مسافر ارجوكي بقاا عيشي حياتك يا فقرية "
" طاب عملي لايك في رمضان .. هو كدا مهتم !؟ "
" ايووه يا حببتي مهتم .. ممكن اروح اقف مع ماما اساعدها !! "
" احلفي .. طاب يعني بيحبني و لا ايه !؟"
"هشتم .. عايزه اروح "
" الباب في ايدك "
.....
" سيب نفسك لو حتي يوم .. لو كل الناس هيقولوا عليك مجنون ♪♪ ... "
رنا : " صوتك وحش "
هدير : : قادر تندمني علي الايااااااام انا عمري ضيعته عل الاوهااام .  لاستاذ محمد محي .. بس انا بغنيها احلي طبعا "
" اتلمي و لمي حاجاتك بقاا عشان بابا هيزعق "
" عدوة البهجة "

جاءت أم هدير من ورائهم
. . " اياكي تحطي حاجه تتكسر في الشنطه "
رنا " لا لا هاخد المج ده بس .بحبه .. و هشرب عل البحر كدا "
هدير : " اه فاكره نفسها نانسي عجرم "
رنا : " هي تطول يا حببتي !! "

....
لم تكف ندي عن التصوير طول الاسبوع .. حتي امتلأ حسابها عل الانستجرام بالصور .
. كأن جو البحر ينعشنا و يجعلنا أجمل .. و لكن ندي لم تحتاج للبحر او غيره .. هي فقط تحتاج الى سامح لينظر لها فيحمر وجهها فتصبح ملكة جمال
و بعض الهواء الناقي عل الشاطئ يجعل منها عروسة بحر .  
و كانت في المساء تجلس هناك و تقرأ روايتها المفضلة و تشرب القهوة ..
فقط ينقصها فارس احلامها .  و لكن اعتقد انها سعيدة هكذا .
. فبعض الهدوء و البعد عن البشر تساوي ملايين الفرسان بنسبة لهاا
و لا ننسي الهاند فري لتسمع أصاله .. فماذا تحتاج الان من العالم !؟
هاتفها رن في ذالك الوقت .. كانت دينا التي كانت مخنوقة بعض الشئ تريد اقناع امها بتركها وحدها في الفندق و الخروج يبدو انها تبحث ايضا عن بعض الهدوء
" أيوة يا ندي "
" مال صوتك "
" يا عم.   ثواني فيها ايه لما اقعد في الاوتيل وحدي يعني هتاكل !؟ "
" يا بنتي انزلي معاهم شمي هوا "
" انا عايزة اقعد لوحدي يا جدعان الله "
" طاب .. ده انتي لو مكاني دلوقتي هتنسي العصبيه دي كلها و تفضلي تسمعي سيا و جاستين و ون دياركشن هتنسي الاوتيل و الله "
" هدير بتقول في واحد بيكراش عليها في الغردقة "
" امال انا محدش بيكراش عليا ليه "
" بيخافوا من مصرهم .. الله يعينهم "
" هههههههههههه بت اسكتي .. "
" عارفه مين معايا في الاوتيل .. محمد جمال .. منار لو عرفت هتموت .. بس شكله راجع بكره اصلا .. مامته قالت لماما كدا .. بكرهه اووي "
" طاب مش مهم .. هتعملي ايه دلوقتي .. استني كدا في واحد بيبصلي ... ماله ده "
" مش عايزه حد يكراش .. اهو "
" ده تلزيق مش كراش ده خالص "
" هروح اتخانق مع ماما انا "
" ماشي سلام "
" سلام "
...
بعد اسبوع عادت ندي و دينا ... و بدأوا الحصص للدراسة للصف الثاني الثانوي و لكن لم يتبقي الا انا و هدير .. كانت ايام مبهرة حقاا و كأني كنت اعزل نفسي عن العالم  و تحررت..
اما هدير استطاعت بحمد الله ان تستغل كل لحظة هناك و تعرفت عل اصدقاء و اكلت الاكلات المميزه و الغريبه ..
اعترف انها قابله للتغير في اي لحظة .. عكسي تماما ..
ارسم حياتي علي بعض الاشياء غير قابله للتغير  ...
. حتي اصبحت اخاف التغير ...
كما أخاف البحر ايضاً ..
انه كبير جدا يسع الكثير لا اعرف بدايته و نهايته ..
غير واضح بصوره معينه في عقلي .. يحمل اسرار و غموض و احيانا قاتل يقتل الناس الذين يسلمون حياتهم له كتجربة ..
. و لكن لماذا تنظرين الى تلك الجوانب انظري مثلا الي انه  اوقاتاً يجمع حبيبان او ذكريات او حتي اصدقاء . ...
  و انظرى للونه المتغير عند الغروب و الشروق به سحرا جميل حقاا ..
و لكني جبانه وانا اعترف فأضيع عل نفسي المتعه كلها و ارضي بالقليل .. حتي انني طول الاسبوع لم انزل مره واحده البحر ...
و ظللت انظر اليه كثيرا كحياتي القادمه كطوله و مليئه بالاسرار .. و لكن أين شجاعتي !؟ لأجتازها بقوة ..

....
استيقظت هدير ليلا .. شعرت بالجوع قليلا .. ظلت ماسكه بهاتفها تتابع بعض صور الفاشونيستا علي الانستجرام و لكن وجدت دينا تتصل بيها لتحكي لها عن احدهم
.....
Vote and comment plz ♥♥

حكايات بنات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن