2

36 0 0
                                    

ليلى وهشام يدخلون شقتهم سويا..
-هشام بابتسامة مصطنعة:
نورتي بيتك يا عروسة.
دخلت ليلى الى الحمام، غسلت طبقات مساحيق التجميل الموضوعة بعناية فوق وجهها، حدقت في صورتها المنعكسة على المرآة، وجه شاحب هرب الدم منه أنف حاد وشفاف رقيقة وعيون بنية واسعة احاطتها الهالات من التعب ..كم كرهت ليلى تلك اللحظة، تمنت لو أن الأرض تنشق وتبتلعها لتختفي عن الوجود، تمنت لو أصغت لقلبها المجنون وهربت من الزفاف لتذهب الى عمر تماما مثل الأفلام، تمنت أن تمتلك الجرأة لتقول لا، ولو لمرة واحدة..
تمنت لو قتلت صوت عقلها اذي أجبرها أن توافق على الزواج من هشام حتى لا يفوتها قطار الزواج، يالها من حمقاء! لم تكن تعلم أن القطار يفوتها أفضل من أن تذهب به لوجهة لا تريدها!
*********************
بعد مرور شهرين..
يرن
هاتف مرام فتجيب ليأتيها صوت تعرفه جيدا:
هشام:
-وحشتيني
مرام في غضب:
-وحشتك؟ ليك عين تتكلم؟ ، يعني مش كفاية سيبتني واتجوزت أعز صاحبة عني
-والله مش بايدي، انتي عارفة ظروفي مع أهلي وعارفة وضع بابا..
مرام مقاطعة حديثه:
انت لو بتحبني بجد كنت حاربت الدنيا عشاني، كنت اتحديت أهلك واتجوزتني، مش فجأة تقطع علاقتك بيا وتروح تتقدم لصحبتي!
هشام في استعطاف:
أنا آسف، سامحيني
مرام بصوت عالي:
بعد ايه بس أسامحك، بعد لما حرقت قلبي مرتين، مرة لما سبتني ومرة لما اتجوزت صحبتي..
-بس انتي عارفة اني مش بحبها وان جوازي منها كان مصلحة..
-والله بقي انت كبير مش عيل صغير عشان حد يجبرك علي حاجة
وتغلق المكالمة وتطفئ الهاتف، وتتمنى لو أنه لم يتصل، اتصاله أحيى جروح قلبها، وأخرج دموعها من مكمنها..
*************************
ليلى تشاهد التلفزيون بلا اهتمام وتقرأ رسالة عمر للمرة الألف:
"حبيبتي، آسف جدا، بس والله أنا غبت لظروف أقوى مني، عارف انك هتعذريني لما أحكيهالك، ووالله عمري ما هسيبك تاني أبدا، من بكرة هكلم أهلك وأخطبك، ونتجوز ونعيش سوا علطول ونحقق كل أحلامنا.. بحبك جدا .."
لم تستطع أن تقاوم أكثر، تشتاق اليه كثيرا، هي على استعداد تام أن تدفع عمرها ثمنا لهمسة واحدة من صوته الحنون، ونظرة واحدة من عينه التي تشي بحبها، ضغطت على الأزرار بلا تواني وأرسلت:
"وحشتني"

أقدار لا تناقش ❗️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن