2|Flicker

566 87 60
                                    

*نيو يورك بعد منتصف الليل*

الارض مُلطخة بفعل الامطار التي كانت قَد توقفت منذُ لُحيظات صغيرة، ملابسهم مُبللة بالكامِل و قطرات المطر تتساقط من شعرهِما.

الرؤية مشوشة بالنسبةِ لها، هي بالكاد تستطيع تحديد ملامِح الشخص الواقف امامها على بُعد امطارٍ صغيرة، تسمع صوت نحيبهُ و لكنها لا تنبسُ ببنتِ شفة، تُحاول تنظيم انفاسِها و كأن الاوكسچين اختفى من المكان.

اقترَب نحوها بخطواتٍ ثقيلة، و في كُل خطوة تتضح معالِم وجههُ و تتعالى صرخاتهُ المكتومة، وقف امامها بعينيه الحمروانِ كالدم اثرَ البُكاء و وجههُ الشاحب و شفتاهُ الزرقوتان الباردتان. احتضن كفيها الدفئان عكس خاصته الباردة و نظفَ حلقهُ قائلاً بصوتٍ مكتوم مُتحشرج
" ارجوكِ، لا تذهبِ.. دعينا نُحاول من جديد، لا تذهبِ"
اتسعَت عيناها في دهشة و تجمد لسانها، حتى وقعَت مغشياً عليها و لكنهُ اسرعَ بـ امساكها قبل ان تصطدم بالارض.

افاقَت مفزوعة، تلهَث في محاولة لالتقاط انفاسها، وضعَت يدها على صدرها لاهثةً
"اهدأي، انهُ فقط كابوس لعين"
استدارَت نحو الطاولة الصغيرة بجانب سريرها و التقطَت كوب ماء، شربتهُ رشفةً واحدة .

لقد اعتادت هذا الكابوس، كُل ليلة و في نفس الوقت، و لكن هذهِ المرة كان مخيفاً .
قطَع شرودها في السقف رنين هاتفها الذي افزعها
" من المُختل الذي يدُق في وقتٍ كهذا"
تأففت في ضجر و اجابَت
" اجل، ڤيولين تتحدَث"
تسمعُ اصوات تحطيم و تكسير قادِمة من الطرف الآخر، قطبَت حاجبيها في انتظار الرد
" آنسة لورين، عليكي المجئ للمشفى الآن، لقد فقدنا السيطرة عليه، سأطلُعكِ على المزيد و لكن اسرعِ ارجوكِ"
شهِقت بفزع
" حسناً، قادمة فقط .. حاولوا السيطرة على الامر"
اغلقت الخط سريعا، و هرعت تلتقط اي شئ امامها لترتديه، سحبَت مفاتيح سيارتها و صفعت الباب خلفها.

تهرولُ داخِل المشفى، فـ قاطعها صوتُ الطبيب قائلاً
" آنسة، ڤيولين"
استدارَت نحوهُ، تقدمَ نحوها
" تعالي آنستي الى المكتب"
قطبَت حاجباها في تساؤل
" و ماذا عنهُ؟"
فرَكَ الطبيبُ جبينهُ في تعب و قالَ مُتلعثماً
" اه.. حسناً .. لقد اعطيناه حُقنة مُخدرة"
توسَعَت عيناها و تفرقَت شفتاها في عدم تصديق، اسرعَ الطبيبُ مُبرراً
" صدقيني آنستي، لم يكُن ليوقفهُ شئ"
زمَّت شفتاها في حُزن، و انكمَش وجهها جزِعاً.
آشارَ لها الطبيبُ ان تتبعهُ للمكتَب و ذهبت خلفهُ.

اغلقَ بابَ المكتب و جلسَت امامهُ، في انتظارِ تفسيرٍ لما حدث، حمحم الطبيبُ و نطق
" لا اعلم ماذا اصابهُ، كانَ هادئاً و يُشاهد التلفاز، حتى سمعنا صوت تحطيم، و صراخه شرَخ جُدران المشفى، ورفضُ ان تقترب منه الممرضة، و للاسف لم يُهدئهُ سوى المُخدر"

Flicker Album || One Shots N.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن