*نيو يورك بعد منتصف الليل*
الارض مُلطخة بفعل الامطار التي كانت قَد توقفت منذُ لُحيظات صغيرة، ملابسهم مُبللة بالكامِل و قطرات المطر تتساقط من شعرهِما.
الرؤية مشوشة بالنسبةِ لها، هي بالكاد تستطيع تحديد ملامِح الشخص الواقف امامها على بُعد امطارٍ صغيرة، تسمع صوت نحيبهُ و لكنها لا تنبسُ ببنتِ شفة، تُحاول تنظيم انفاسِها و كأن الاوكسچين اختفى من المكان.
اقترَب نحوها بخطواتٍ ثقيلة، و في كُل خطوة تتضح معالِم وجههُ و تتعالى صرخاتهُ المكتومة، وقف امامها بعينيه الحمروانِ كالدم اثرَ البُكاء و وجههُ الشاحب و شفتاهُ الزرقوتان الباردتان. احتضن كفيها الدفئان عكس خاصته الباردة و نظفَ حلقهُ قائلاً بصوتٍ مكتوم مُتحشرج
" ارجوكِ، لا تذهبِ.. دعينا نُحاول من جديد، لا تذهبِ"
اتسعَت عيناها في دهشة و تجمد لسانها، حتى وقعَت مغشياً عليها و لكنهُ اسرعَ بـ امساكها قبل ان تصطدم بالارض.افاقَت مفزوعة، تلهَث في محاولة لالتقاط انفاسها، وضعَت يدها على صدرها لاهثةً
"اهدأي، انهُ فقط كابوس لعين"
استدارَت نحو الطاولة الصغيرة بجانب سريرها و التقطَت كوب ماء، شربتهُ رشفةً واحدة .لقد اعتادت هذا الكابوس، كُل ليلة و في نفس الوقت، و لكن هذهِ المرة كان مخيفاً .
قطَع شرودها في السقف رنين هاتفها الذي افزعها
" من المُختل الذي يدُق في وقتٍ كهذا"
تأففت في ضجر و اجابَت
" اجل، ڤيولين تتحدَث"
تسمعُ اصوات تحطيم و تكسير قادِمة من الطرف الآخر، قطبَت حاجبيها في انتظار الرد
" آنسة لورين، عليكي المجئ للمشفى الآن، لقد فقدنا السيطرة عليه، سأطلُعكِ على المزيد و لكن اسرعِ ارجوكِ"
شهِقت بفزع
" حسناً، قادمة فقط .. حاولوا السيطرة على الامر"
اغلقت الخط سريعا، و هرعت تلتقط اي شئ امامها لترتديه، سحبَت مفاتيح سيارتها و صفعت الباب خلفها.تهرولُ داخِل المشفى، فـ قاطعها صوتُ الطبيب قائلاً
" آنسة، ڤيولين"
استدارَت نحوهُ، تقدمَ نحوها
" تعالي آنستي الى المكتب"
قطبَت حاجباها في تساؤل
" و ماذا عنهُ؟"
فرَكَ الطبيبُ جبينهُ في تعب و قالَ مُتلعثماً
" اه.. حسناً .. لقد اعطيناه حُقنة مُخدرة"
توسَعَت عيناها و تفرقَت شفتاها في عدم تصديق، اسرعَ الطبيبُ مُبرراً
" صدقيني آنستي، لم يكُن ليوقفهُ شئ"
زمَّت شفتاها في حُزن، و انكمَش وجهها جزِعاً.
آشارَ لها الطبيبُ ان تتبعهُ للمكتَب و ذهبت خلفهُ.اغلقَ بابَ المكتب و جلسَت امامهُ، في انتظارِ تفسيرٍ لما حدث، حمحم الطبيبُ و نطق
" لا اعلم ماذا اصابهُ، كانَ هادئاً و يُشاهد التلفاز، حتى سمعنا صوت تحطيم، و صراخه شرَخ جُدران المشفى، ورفضُ ان تقترب منه الممرضة، و للاسف لم يُهدئهُ سوى المُخدر"
أنت تقرأ
Flicker Album || One Shots N.H
Fanfictionان ترسم مشاعرك في حروف، و تخبأها بين سطور الكلمات..ظناً منك ان لا احد سيُعير لـ الامِكَ انتباهاً ...انت مُخطىء. اِعلم ان هُناك من يستمع لكَ جيداً و ينصِت بشدة لمشاعِرك، يؤمن بكل حرف تفوهت بهِ و كل دمعة اخفيتها عن الناظرين..فقط لانهُ يؤمن بك و يشعر...