part (31)

13.5K 250 29
                                    

وباس دماغها وقال : خليكي متأكدة إن مليش حياة من غيرك... بس نفسي أنتي كمان تقدري
تسامحيني... نفسى قلبك الطيب ده يرجع يصفي من تاني... ويسمح أسكن فيه من تاني...
وقطع كلامهم  لما  والدتها خبطت على الباب ودخلت... وكانت جايبه عصير... ولما  ملحت الدموع
اللي في عيون روني... بصت بغيظ لوليد وقالت بحدة : أنت عملتلها إيه تانى؟...
فقبل ما يرد وليد ردت روني وقالت : ما تخافيش يا ماما... هو ما عملش حاجة بالعكس...وليد
طيب خالص معايا... وبيعاملنى كويس قوي...
ً فبصتلها والدتها وقالت بسخرية : آه طبعا... وشفت بنفسى طيبته عملت فيكى إيه من شوية...
فابتسمت روني بوجع وقالت : طيب بابا فين؟...
فردت والدتها : في المكتب  من وقت اللي حصل ما خرجش منه...
فبدأت روني تقوم من علي السرير وقالت : طيب هاروح ليه...
فقال وليد بسرعة وهو بيمسك كفها قبل ما تقف بشكل كامل : طيب أشربى العصير بتاع مامتنا لاول عشان تفوقي وبعدها روحى...
فبصتله والدتها بغيظ عشان كلمة مامتنا... و اتنهدت بنفاذ صبر بس ما أتكلمتش... والنظرة دى
ما عدتش على روني وحست أن البيت كله أخد موقف وحش من وليد...فابتسمت بتوتر... و شربت العصير... و وقفت عشان تروح لباباها...فرجع وليد مسك ايدها...و كان نفسه يقولها ما توافقيش أنهم يبعدوكى عنى... أنا مقدرش أعيش من غيرك... بس والدتها معاهم فمش عارف يتكلم... بس روني فهمته من عنيه...فحسمت أمرها و قالت : تعالى ياماما معايا أنتي ووليد...
وخرجت قبل ما تسمع ردهم... عشان والدتها ما ترفضش وتحرجه قدامها.... و كان اخوها
واقف برة منتظرة والدتهم لما  تخرج عشان تطمنه علي أخته... فابتسمت روني ليه أول ما
شافته... فشدها ليه وحضنها... وباس دماغها... وسألها عن صحتها دلوقت...وهي طمنته
و قالت : أنا بقيت كويسة خالص... بس تعالى  معايا هنروح لبابا عشان عايزة أتكلم معاه
شوية...
فوافق وخبطوا على الباب ودخلوا كلهم وهي معاهم... أول ما والد روني شافها وقف في مكانه وفرد ايديه ليها... وهيا جريت عليه ودخلت في حضنه...
وحضنها بكل قوته... وفضل يبكى وهي تبكى معاه... والكل دمعوا معاهم... و بعد شوية هديوا...
وقعد باباها وهي جنبه علي كرسي لانتريه الكبير... ولف دراعه على كتفها وهي في حضنه...
فقالت روني بهدوء:ممكن أتكلم شوية معاك يا بابا؟...
فباس دماغها وقال : قولى كل اللي عايزاه يا قلب بابا... مع إنك من قبل ما تتكلمي... بأوعدك
أنه مش هيطول شعره منك من هنا ورايح...
ففكرت روني للحظة أنها ياما قعدت سنين منتظرة تسمع الجملة دي من والدها... بس حاليا
كل الحسابات إتغيرت... فاعتدلت روني في مكانها وبصتله بحنان وقالت بهدوئها المعتاد  : شوف
يا حبيبي... وليد من أول ما اتجوزنى وهو بيتقى ربنا فيا... وعايز يشيلنى من على الأرض  شيل...
وبيعاملنى معامله أي بنت تتمناها... واللي حصل يوم الحادثة كان في لحظ جنون أو ممكن
تقول غضب شديد... هو فقد السيطرة علي نفسه للحظة... ومعرفش يتمالك أعصابه... ً وتفكيره ما أسعفوش...هو اصلا طبعه مش عصبي معايا... بس المثل  بيقول اتقى شرالحليم اذا غضب... فاهمني يا بابا؟... بيقولك شر يعنى مش زعل ولا غضب...وكملت وهى بتحاول وهي بتحاول تمنع دمعة موجوعة إنها تنزل وابتسمت بحزن حاولت إخفائه سريع بصوت مخنوق : طبعا ما أنكرش أنه وجع قلبى قبل جسمى باللي حصل وقتها... بس صدقنى غلطة اليوم الواحد ده فضل سنين بيكفر عنها...
وبيعمل اى حاجة بس عشان يرضيني وأسامحه... نسى نفسه... ورغباته... وكل الدنيا حارم
نفسه منها ومن أقل خروجه ممكن ترفه عن نفسه...مش بيسيبنى أنا والاولاد  الا لو عنده
ماتش أو تدريب أو مضطر يعمل مشوار ويرجع على طول...وموفر حارسين للفيلا... كحماية ليا عشان اتطمن...وجاب شغالة وبيبى سيتر شالوا عنى مسؤلياتى ناحية بيتي...واتحمل مراحل تعبى كلها...
ًوكان جنبى دايما أغلب الوقت... و باى طريقة... مش بغيب عن عنيه... حتى لو طردته وبعدته عنى... كنت بحس بكل اللي بيعمله عشاني... واهتمامه بيا... عمره ما أهانى ولا مل مني ولا من تعبي... و كفاية احساسه بالذنب كل ده... وأنه ما سابنيش...وكان ممكن يسيبنى في المصحة ... ويقول كده عملت العليا... ويعيش هو حياته مع أولاده  بزوجةً جديدة كمان... بس هو معملش كده...و دايما كان جنبى... بيهتم بيا بنفسه وبكل حياتى وتفاصيلها أكتر مني...
فقال والدها بغضب : اذا كان عمل معاكى أي حاجة كويسة من بعد سفركم ده عشان إحساسه بالذنب... ويكفر عن غلطه... بس بعد كده الله اعلم ممكن هيعمل معاكى إيه؟...
فابتسمت روني وعنيها علي الأرض  وقالت برجاء: طيب مش أنت ربيتني علي أن اللي يغلط
ويندم ويحس بالذنب بتاعه... لازم نغفر له ونقف جنبه؟...
فقال والدها بحده وهو مش فاهم إزاي بنته بتدافع عن وليد بعد كل اللي عمله فيها : اقف
معاه ومع غيره في أي حاجة... لكن مش ببنتى... مش ممكن اضحى بيكى تانى... بعد ما رجعتي
لحضني... ولا عايزاني أفضل قاعد مستنى الوقت اللي يغضب فيه الحليم من تاني... وأقعد
خايف على بنتى من شره...
فقالت روني : صدقنى يا بابا... إن شاء الله غضب الحليم سببه مش هيتكرر تاني...
وركزت عنيها في عنين وليد وقالت بنبرة ذات مغزي : وحتى لو أتكرر السبب... أكيد الحليم
أتعلم الدرس خلاص ...
فأكد وليد بعنيه صدق كل كلمة قالتها... ورجع لف علي والدها وقبل ما يبرر... كمل والدها
و قال بغضب: و إذا اختلف السبب... هتعملى إيه أنتي وقتها وإنتي لوحدك في بلد الغربة مع
عقاب الحليم؟... اللي يضرب مرة يضرب التانية والتالتة ولاخر  العمر... كل حاجة في أولها
صعبة وهو عدي أولها... الباقي هيكون ملوش تمن...
فارتجف قلب روني من الفكرة... وبصت لوليد بخوف... وهي بتسأل نفسها : طيب فعلا لو
اختلف السبب هتعمل إيه وقتها؟...
وهنا رد وليد وقال بثقة : والله يا عمى أنا معاهد روني إن عمري ما همد إيدى عليها تانى...
وباعاهدك دلوقت أنى عمرى ما هزعلها... وهاتقى ربنا فيها وربنا يشهد...
وهنا تدخل اخو روني وقال : يا حبيبتى لو خايفة إنك تخسري كيانك كزوجة وليها بيت
واولادها... أقسملك لو تحبى أنه بمجرد أنتهاء عدتك... تانى يوم تبقى متجوزة اللي يستاهلك
ويصونك. وولادك ادهم وجاسر متخافيش عليهم... هيبقوا زى أولادى...و زي ما هجيب لاولادى قبلهم
هيبقى لاولادك... وزى ما هعمل لاولادى أحسن منهم هعمل لاولادك..
وهنا وليد كان على وشك إلا نفجار لدرجة بأن علي ملامحه  وهو بيبص لاخو روني... ومضايق إنه
عايز يجوزها غيره وكمان بيحاول يقنعها قدامه... هو أه مقدر شعورهم وموقفهم بس في لاول
ولاخرهو بيغير علي روني حتي من الهوا اللي ممكن يمر من جنبها...
فقالت روني : طيب ليه اتجوز واحد غير وليد... وأنا واثقة أنه مش هلاقى حد يحبنى زيه؟...
فقال والدها : يعنى بعد الحصل ده ولسه بتقولى بيحبك؟...
فقالت روني : فاكر يا بابا.... لما  وليد اتقدم ليا... أنت قلت هو ده الراجل اللي هكون مطمن
عليكى معاه... و صدقنى لو مسحت بس اليوم ده... وحاسبته علي تعامله معايا في كل المواقف ...
هتلاقى هو ده الراجل اللي إنت اتكلمت عنه واللي هتبقا مطمن أن بنتك معاه...
ونظرتك فيه ما خابتش ولا حاجة... ولو على الغلطة والحصل صدقنى هو ندم وكفر عنها...
ولسه بيكفر عنها... ولو على الفرصة التانية هو فعلا  أخدها...من وقت ما سافرت تاني معاه...
ونجح فيها بإمتياز...وغير كده أنا واثقة إن أولادي مش هيلاقوا عند حد اللي هيقدموا ليهم وليد... وأنا مش باتكلم ماديا لا والله. بس لو تشوف تعامله معاهم يا بابا... صدقنى هو أب رائع بمعنى الكلمة... ماكنتش أتوقع أن أبو اولادى هيتعامل معاهم برقى التفكير والأخلاق  دي...
وزي ما أنا عارفة إن في حالة وجودهم معاكم مش هتبخلوا عليهم بحنانكم ... والتعامل
الكويس... وهتحبوهم... وهتهتموا بيهم أحسن منى ومن وليد... بس مش عايزة اولادى يتحرموا
من باباهم وهو عايش... أو يجى عليهم عيد وأول حد يعيدوا عليه يكون مش باباهم...
عايزاهم يلاقوا الحب والرعاية من مكانها الصح والطبيعي... من باباهم... مش ينتظروا حد
يشفق على لأولاد  اليتامه... وابوهم لسه عايش... حتى لو وليد جه عشان يزورهم كل فترة..
صدقني هتكون مش كفاية لحتياجهم لباباهم ولتربيته ليهم...
فقال باباها بأستفهام : يعنى اللي يخليكى مضطرة تفضلى معاه هو أولادك؟...
فبصتله روني وقالت بصدق : لا  والله السبب الرئيسى هو نفسه... ألن مش هالقى حد يحبني
أكتر منه... وهو يستحق أنك تسامحه وتديلوا فرصه جديدة... لانه خلاص  كفر عن الغلطة دي
بالفعل... وماينفعش يتعاقب عليها من تاني... هو لو لا قدر الله كان مش كويس... كنت أول
واحدة هقولك مش عايزاه... ابعده عنه... علي لاقل عشان أولادي ما يطلعوش زيه... فسكت والدها وهو بيبص في الأرض  بحيرة... فقالت روني : خلاص  يا بابا ولا لسه؟...... ً فقال باباها : ما كنتش متوقع تقولي كده يعنى متأكده انك مش هتندمى على قرارك ده...
فرجعت بصت لوليد تاني وقالت بقلق حاولت تهزمه بثقة من وعد عيون وليد ليها في نفس
اللحظة دي : إن شاء الله مش هندم...
فقال والدها : على العموم ما اتعودتش أجبرك على قرارتك... و لسه معاكي وقت تفكرى تاني
حقك...
فتنهدت روني بعد ما وصلت من جواها لنقطة النهاية... وحست إن في اللحظة دي هي اللي
قررت إزاي تعيش الباقي من حياتها ولازم تواجه بواقي خوفها وقررت إلانتصار عليه... حتي لو
ً مش متأكدة من نتيجة اللي هيجرالها بعد القرار ده... وليد هيقدر يلتزم بيه وهل فعلا
وهيحافظ عليها زي ما وعدها.. بس قررت أنها تكمل حياتها ومش هتفضل واقفة عند نفس
النقطة دي... و قالت : مش محتاجة... خلاص يا بابا...
ً فقال والدها : على العموم ده قرارك... ودايما خليكى فاكرة إن بيتي مفتوحلك دايما مهما حصل
حصل... و أولادك  من قبلك كمان...
فدمعت روني ووقفت وباسة دماغ والدها وكفه... وقالت : ربنا يخليك ليا يا أحن أب في
الدنيا...
و وقف والدها وحضنها وطبط علي كتفها... وأتمني إن قرارها يكون صح وما ترجعش تندم بعد
فوات لاوان...
و شاورت روني لوليد بعنيها...وهو وقف و باس دماغه... واعتذر له ووعده أنه مش هيتكرر تاني...
في نفس اللحظة جات عيون روني علي أخوها... وكان واضح عليه أنه مش راضى على اللي
بيحصل... بس غصب عنه محترم وجود والده ورأيه.... فقربت روني منه... قعدت على إيد
الكرسي بتاعه... وشاورت ليه عشان يقرب منها أكتر...
وهو افتكر أنها هتقول على حاجة مهمة... خافت تحكيها أو مش عايزة حد يعرفها...فقرب منها
وبص لعنيها بأهتمام...فقربت روني بجبهتها عليه أكتر... وبدأت تتكلم بصوت منخفض وهي
بتشاور بكفها وقالت : بقولك إيه... ما تسيبك من كل اللي بيحصل ده وتقوم تعزمنى على شوية شوكولاته  أو ايس كريم او  شيبسى  او حتي بسكوت... أي حاجة يعنى موافقة... دا أنا اختك يا
عم... و كنت مسافرة ومتغربة من سنين... دلعني شوية... حسسني بحنية لاخ كده...
فبعد أخوها عنها... وبصلها بصدمة... وهيا بصتله كأنها مستغربة ردة فعله...ومستغربه
صدمته...فقالت روني بصوت منخفض أكتر أشبه للهمس : إيه مش معاك فلوس... لسه
مقبضتش؟... تحب أسلفك... بس هترجعهم بالفوايد... ولا تيجى نبلطج على بابا وماما... ولا عايز إيه؟... أما أخوها كان لسه على حاله مصدوم... وقال : انتي عارفة بتقولي إيه؟... إحنا في عز زعلنا
وحرقة دمنا عليكي... جاية تقولي عايزة شيبسي وشوكولاته ؟...
فتصنعت روني الغضب وقالت : وقلت ايس كريم كمان... ما تنساش... أنا ليا فترة ما أكلتوش
عشان هناك برد قوي فمحتاجة أعوض...فسكت وهو بيبصلها عشان يتاكد اذا كانت عاقله ولا مجنونه.
فقالت روني بحنان : شوف يا قلب أختك... في حاجات في الدنيا دي لازم ننساها عشان نعرف
نعيش... ولافضل ما نتكلمش فيها من لاساس... ولو أفتكرناها لاحسن نعمل نفسنا لسه
ناسيين برضوا...يلا بقي... هتفصل تتامل فيا كتير... أنا عارفة إنى جميلة وزي العسل... حتي وليد بيفضل قاعد زيك كده متنح وبيتأمل فيا ههههههههههههه
بس ممكن تكمل تأمل بعد ما تعزمني... يلا قوم ولا أستني لاول...
وشاورت روني لوليد... و هو ابتسم و جه وقف قدامهم...فقالت روني بشبه أمر مصطنع
لوليد... وهيا بتلف دراعها على كتف أخوها : شوف يا لولو... أبو نسب لسه في شوية صغيرين
هنا...وشاورت على قلب أخوها...زعلانين  منك... مع أني عارفة أنه بيحبك قوي... وبيعتبرك مثل أعلي ليه... حتى من قبل ما تتقدم ليا... بس لو ما صالحتوش و مسحت الشوية الصغيرين دول... مش هأسافر معاك... دا أخويا ومليش غيره... فصالحه بسرعه يلا... فزادت ابتسامة وليد و هو بيبص لروني بحب وحنان وقال : حقك عليا يا أبو نسب... وليك حق عرب عندي... و إعتبرها غلطة و مش هتتكرر تاني... ولو تحب أحكم عليا باللي يعجبك...ومستعد أمضيلك على ورقة بيضة... بس يبقى اللي بينا صافي يا لبن...
فضحكت روني وقالت : إيه يا ابني... أنت ما عندكش غير امضى على ورقه بيضة... في لاول
تقول جوزهانى و أمضي على ورقة بيضة...
ودلوقت تقول نتصالح وأمضي على ورقة بيضة... فهمني بقي عشان أحدد مستقبلي معاك...
أنت مضيت لحد قبل كده على ورق أبيض ولا لا؟...
فبصها وليد في عنيها وقال : لا  ما حصلش... بس كفاية عليا أنك تبقى معايا عشان أتنازل عن
الدنيا و اللي فيها يا روني...
فاتكسفت روني وارتبكت... وبصت في الأرض ... وبعدها لمحت  أخوها اللي لسه قاعد جنبها...
وحط إيده على خده... وبيتفرج عليهم وهو رافع حاجبه...
فقالت روني لاخوها عشان تخفي كسوفها من كلام وليد قدامه : إيه مش صالحك خلاص؟...
قوم هات الايس كريم يالا..
فقال وليد وهو مبتسم بخبث: طالما  فيها ايس كريم نستنى بقي لما  يسيح وبعدها ناكله...
وغمزلها...و أخوها أنتبه للغمزة بتاعة وليد... ولوشها اللي احمر وارتباكها وعنيا اللي بقت بتبص
بيها علي كل مكان بتشتت ماعدا وليد... و حسن الموضوع  فيه أن... بس إرتاح من جواه لحد
ً ما... وحس أن علاقه  روني ووليد فعلا  كويسة... وأنه فعلا  ممكن يستحق أنه يديلوا فرصة
تانية...وهي أتكسفت... ومشيت راحت قعدت جنب والدتها...
وحاولت أنها تنسى ارتباكها وتركز معاها عشان تصالحها هي كمان... وأخوها خرج عشان
يشتري لروني طلباتها....
لفت روني ايدها على كتف والدتها وقالت بمرح: إيه يا ست الكل؟... لسه زعلانة ؟...
فبصتلها امها وقالت بحدة : يعنى عاجبك اللي إنتي عملتيه ده؟... بدل ما تسيبيهم ياخدوا
حقك منه... ويبردوا النار الجوانا بعد السنين الي فاتت أنتي اللي تقنعيهم يسامحوه... وكأن
مفيش حاجة حصلت... وكأنك ما أتعذبتيش بسببه... ولا إحنا كمان حسينا بعذابك مهما
حاولتي تداري علينا ونزلت دموع والدتها وهي بتهز روني يمكن تفوقها من وهم تمسكها بحياتها مع وليد وقالت :
والنار اللي قادت من سنين في قلوبنا عليكي ملهاش لزمة ولا تمن عندك... أنتي عارفة احنا إن
مفيش ليلة نمتها أنا و ابوكى الا ودموعنا على خدنا... من القهر والزعل عليكى وعلى حالك... وهو
مكتفنا بأوراقه ومعارفه هنا... ومش عارفين نتصرف... لا إحنا قادرين نرجعك ولا عارفين
نطمن عليكي زي الناس... حتى لما  بنكلمه... مرة يسمح فيها نكلمك وبعدها ممكن عشر مرات
يقول دي مش معايا دلوقت... وحتي لوحاول يطمنا عنك مش عارفين إذا كان بيكدب ولا لا..
ً طيب ما همكيش حسرتنا وكأنك مقضية يومك كله لما  بنكلمك وسامعين صوتك مبحوح دايما
في عياط... حتي وإنتي بتردي علينا بتردي بتهتهة وكأنك نسيتي الكلام... ولا كأن حد واقف
بيهددك بحاجة وإحنا مش عارفين مالك وفيكي ايه ولا إيه اللي بيحصل معاكي... وهو التاني أي
كلام يقوله عشان يطمنا عنك وخلاص ...مش فارق معاكي قلب أمك وابوكي وهما شايفينك
بتموتى كده... لا أنتي ميته واترحموا عليكي ولا أنتي عايشة زي الناس فيطمنوا... عشنا سنين
قصادك وقلبنا متعلق بين السما ولارض... ومش لاقيين بر نرسى عليه... وببساطة كده سامحتيه...
ما همكيش إلا إنك ترجعيله... بعد الى عمله فيكى...
فردت روني ببكاء : والله يا ماما اللي حصل ده ما تتصوريش وجعنى إزاي ودبحني قد إيه...
ولغاية وقت قريب ربنا واحده اللي يعلم بحالي... واا عايشة إزاي...بس والله هو فعلا  حاول كتير
قوى يعتذر ويطلب مني أسامحه... بس قلبى كان مقفول منه...مش عارف يشوفه ولا يحس
بيه... بس فكرت في كل اللي عمله عشاني...والسنين اللي عاشهم يطلب رضايا... و ياما صبر
عليا... وياما عاش معايا لحظات ما اتمناش لحد يعيشها... وصدقينى اللي عمله معايا بالرغم
من اللي عشته بسببه يستحق أنك تديله فرصه تانية... أنا مش هأقولك أنسي... لان النسيان
صعب... بس حاولي تعتبريها فرصة تانية لابو أحفادك... زي ما أنا كمان بالنسبة ليا الفرصة التانية
ولاخيرة... وعن نفسي هو عارف إن مش هقدر أسامح تاني لو اللي حصل ده إتكرر تاني...
وقربت روني من والدتها وهي بتمسح دموعها وقالت بصوت منخفض عشان وليد ما
يسمعهاش : عشان خاطرى ياماما وليد ملوش أهل...ومن وقت ما أتجوزنا أعتبركم أهله بيحبكم بالرغم من كل اللي حصل وبقي فعلا  ... بلاش تقسى عليه... صدقينى الدنيا قسيت عليه كتير من قبلي ومن بعدي... و أنا كمان واللي عشته معاه ما قصرتش... و أتبهدل كتير معايا بس استحملنى... وما عمروش لا اشتكى ولا اعترض... و لا حتي مل... وشوفي هو واقف بينكم و مستعد يعمل أي حاجة عشان يراضيكم...
وقالت روني جملتها لاخيرة وهي بتشاور علي وليد... فقرب وليد وقعد جنب والدتها الناحية
التانية... وقال : أمنا لسه مش عايزة تسامحني؟...عن نفسى مش هخرج من هنا الا وأنتي راضية عني...
فشاورت روني بعنيها لوالدتها و كانها بتقول "شفتى مش باقولك"..
فسكتت والدتها وماردتش...فوقف وليد و باس دماغها و قعد علي ركبه قدامها و قال : سامحينى
يا أمي... حقك عليا... أعتبريني زى ابنك... وغلطت وبطلب السماح...
و مسك كفها وباسه... فشدت روني والدتها ليها و قالت بحنق مصطنع : لو سمحت شيل إيدك
دى بتاعتي ...
فابتسم وليد علي حركتها الطفولية ومشاكستها و قال : يا حلوة أنا من بعد ما كتبت عليك... وأنا شريكك في كل حاجة... مامتك وباباكى وحتى اخوكي...
فبصيت روني لوالدتها وزمت شفايفها بضيق مصطنع و بعدها قالت :شوفتى يا ست الكل؟.... إحنا فاكرينه طيب واتجوزني عشان بيحبنى... أهو داخل على طمع وعايز يشاركني فيكم...
وقبل ما ترد والدتها شدتها لحضنها وقالت : وأنا مش بحب الشرك... دي بتاعتي  لواحدي...
فشد وليد والدتها لحضنه وقال :خلاص  مش هاشاركك... أنا ماعنديش أم وهاخدها كلها تبقى
أمى...
ً فشدت روني والدتها بسرعة منه وقالت : لا ...و هي مش هترضى بيك اصلا.
فشدها وليد منها ومسك كفوفها من تاني وباسهم وقال برجاء : وافقى بيا يا أمي... أنا ما ليش
غيركم دلوقت...
فدمعت عين والدتها... وقلبها وجعها من كلامه ... وطبطبت علي كتف وليد... وأخدته في حضنها
وقالت : ربنا يخليكم لبعض يا ابني.. وأنت طبعا زى ابني ما تزعلش...

عرفتة و احببتة وتزوجتة فى يوم واحد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن