Chapter 4

333 27 9
                                    

الطيبة مع الأشرار ضرب من الغباوة؛

يتواجد بالعالم نوعان من البشر ..... الإنسان المرهف بالإحساس ... الطيب بطبيعته .. الإنسان الذي يشعر بألم و أحزان غيره و الذي يشاركهم المعاناة ... الذي يتأذى بسرعة بسبب مشاعره الرقيقة و قلبه الطيب...

و الإنسان الحقود الذي يقابل كل حسنة بوجه متهكم غير آبه بالجميع حوله.... الإنسان المليئ بالضغينة الذي لا يسامح إن أخطئ شخص بحقه و لو كان ذلك على حساب نفسه...

فالطيبة صفة لا يفهمها أغلب الناس...هي قلب لا يعرف الحقد و لا يعرف الكره و لا ينتقم ... لذلك ترى البسمة دائما على محياه رغم كل السواد الذي يتواجد ضمنه... و لكنه يجعل من دمعاته البيضاء غطاءً لهذا السواد حتى لا يلوث طيات أحاسيسه النقية....

كما أن الطيب شخص لا يظهر خبايا صدره رغم ألمه منه .....فميزة القلب الطيب أصبحت نادرة في زمن أسود.....

ملوث ... زمن ملطخ بأناس لا رحمة بها لكن الشخص الطيب دائما ما يجعل من بياضه و طيبته سحابة نقية تعلو فوق الغيوم السوداء الملبدة بالحقد و الكره و الأنانية ...... لتمطر عليها طيبة و محبة و صفاء لعلها تزيل من القلوب السوداء بعض ما خلفته الأيام من سواد...

فالتعامل بالمثل لا يجلب سوى سوء الظن و أكثرهم وجع الرأس ... فعدم الإكتراث و التغاضي أحيانا لا يجب ان يكون بالضرورة ترفع و تكبر .... قد يكون تجنبا لبعض المواقف التي تجعلك تجرح الكثير دون ادراك منك ...

فالإبتعاد لا يعني الإستغناء أبدا ..قد يكون تأديبا لنفس تعبت من شدة الإقتراب

لهذا على الشخص أن يوقن أن الخير دائما ما ينتصر ... عاجلا ام آجلا... فكن طيبا و مخلصا و محبا و لكن ليس على حساب نفسك و سعادتك فالجميع يدرك ..................
أن الطيب يتحمل الأذى لكن الصمت متعب رغم كونه أرقى وسيلة للرد على الكثير من الكلام....

أغلقت الكتاب الذي جذب إنتباهي من بين جميع الكتب الموجودة بمكتبة تلك البشرية بينما أنتظرها لتنهي حمامها .... لكن ما لم أفهمه من تلك الكلمات ..... هل فعلا غباء البشر يجعلهم يقدمون على خطوة فقدان كبريائهم بسبب شيئ تافه كالطيبة ...

أيعني أن سبب فساد المجتمع البشري هو هذه الصفة؟؟

طبعا فلو لم تكن الطيبة غباءً لما إنتحر نصف الجنس البشري بسببها .... لو كان الشخص على الأقل يملك شخصية قوية لما كانت تلك الظاهرة منتشرة كثيرا هذه الأيام....

أتدركون الآن أن الطيبة أكثر شيئ خطير بالعالم فرغم كونها سبب كونك محبوبا إلا أن استعمالها مع أشخاص لا يستحقونها لن يضر شخصا غيرك ... و المشكلة أن نوع ذلك الضرر لن تستطيع التنبأ به سواءً كان بليغا او لا ....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 14, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شِيطَانِي الحَارِس { B.BH || {My Sentinel devil حيث تعيش القصص. اكتشف الآن