متىٰ سيفهمُ هذا المُجتمع البغيض ان الشرف لا يُمد للتغطيه او الحبس في المنزلِ، بل بوثوقكم ببناتكم بأنهم اشرف من الشرف ذاته! لكن .. كيف سيمكُننا تغيير مُجتمع قد تعودَ التفكير المُتخلف؟ انهُ لأمرٌ شبهُ مُستحيل ..
توجهُ الرجل -الذي ارتكب الجريمه ولم يعترف 'حتىٰ الان!'- نحو منزلَهُ .. يحضنُ طفلتهُ الطاهره بين يديه ويكتمُ شهقاتهُ النادمه .. الان .. وبعد ثلاثه شهور من تلك الحادثه اصبح جُل تفكيرهُ حولها .. وكم هو نادم .. جدًا
اصبح لا ينام بسبب تفكيرهُ حول روحها الطاهره -والتي قُتلت ظُلمًا- .. وكيف لهُ تعويضها -رُغم مُوتها-
تركَ الرجلُ عادتهُ .. اغتصابُ المُراهقات -اللواتي يُقتلن سرًا- وصارَ نادمًا جدًا .. 'تهجعُ لِتضجعُ تهمدُ الأَبْلح تجثمُ رأسك على وسادتك، تسْتعجمُ عينيك ولمُوجب ما، لا تفطنهُ ولا افطنهُ، ولا يُفطنهُ أي أحد تظلُ يقظٌ خادنًا '.زوجتهُ لاحظَتْ تغيُره، صارَ لا يبتسمْ كما في السابق، ولا يُداعب ابنتهُ الطاهره، صارَ يجلسُ في البيتِ طوال الوقت مُتناسيًا عملهُ، صارَ يملكُ ملامحًا مُرهقه، جدًا .. وهي قد سئمت هذا جدًا!! هي صارتْ تكرههُ .. هي صارتْ تشُكك به،فضلًا عن افعاله السابقه المُثيره للريبه -والتي كانت تتجاهلها- ، لذلك .. قد وصلتهُ ورقه طلاقهُ منها، وهو وافقَ بصدر رحب!
يقفُ امام ابنتهُ يودعها، فوالدتها ستُغادر الى بلدٍ اخر، .. يتوجهُ ناحيه منزلهُ الدِمث بعيدًا عن اضطراب العاصمة -بعد ان انتقل الىٰ المنزل الحديث واستقال من عملهِ- .. هو قرر انهاء حياتهُ في مكانٍ دمث .. فحتىٰ لو علمت المحكمه -او اهل الفتاه- بأنه هو مُغتصبها فسيُعدم .. لكنهُ قرر فعلها بنفسه، لكي يُزيد عقابه عند الالهه، لانهُ يستحقُ هذا! وبجداره!... يُعلق الحبل ليلفهُ حول رقبته .. ومع ملامحه الباهته .. بشرتهُ الشاحبه .. شفاهه المُتشققه .. واسفل عيناه المُزرقه، هو قد انتقل الى السماء.. حيث سيلتقي .. الفتاه المُستبده ..
—
ونشوت مع تجويفات صَدر كثيره توصف بعض المُجتمعات المُتخلفه -لاسيما عند العرب- وندم فاعلها -رُغم نُدره وِجود الندم في الواقعِ-، شُكرًا لحِسنُ قراءتكم. .
أنت تقرأ
إنْتحابُ الشيطانُ.
Short Storyعلى كل مفترق طريق يؤدي إلى المستقبل وضعت التقاليد عشرة آلاف رجل لحراسة الماضي.