تغيرت حركة الجن في المجلس بشكل غريب...
فكت "زيزفونة" من جدائلها و نثرت شعرها على كتفيها ثم تقدمت إلى منتصف المجلس...
أغمضت عينيها قبل أن تفتحهما و ترفع رأسها
جلست"زيزفونة" على ركبتيها و أمسكت برقبتها و كأنها تحاول خنق نفسها...تقدم منها شيخ القبيلة و انحنى ليطبع قبلة على رأسها و ليس على جبينها أما زيزفونة فقد مسحت على جبين والدها بيدها اليسرى و الأخرى ما زالت على رقبتها...
تقدم منها عمها"هيدبا" و انحنى ليطبع ذات القبلة على رأسها و تقوم هي بالمسح على جبينه بيسراها... ثم تقدم ابن عمها"طارخ" و قام بنفس الحركة لترد عليه بمسحة من يدها على جبينه...
تقدم باقي الجن ليقوموا بنفس الحركة...طقوس غريبة و بنفس الطريقة...
بعد أن قام اخر من في المجلس بالطقس نفسه تقدم منها شيخ القبيلة من جديد...
هذه المرة جلس أمامها على ركبتيه...
مسح الشيخ"غوصان" على شعر ابنته"زيزفونة" برقة...
و أمسك يدها الموضوعة على رقبتها بكلتا يديه و أبعدها...
قامت"زيزفونة" على قدميها و أمسكت برأس والدها قبل أن ترفع يدها بإجلال...
صاح "طارخ" بحماس: و عادت الكرامة لقبيلتنا و ثأرنا من محاولة الاعتداء على ابنة ملكنا...
ضج المجلس بعدها بصيحات النصر و الحماس...من تلك الحركات عرف خالد أنها من عادات الجن و أن "زيزفونة" تعني أنها تعرضت للأذى و ضرر الأذى بشدة الموت خنقا, و بعد الثأر لكرامتها يقوم كبير القوم بأبعاد يدها ما يعني أنه قد ثأر لها و لكرامتها و أن الضرر قد زال... ثم تقوم هي و تمسك برأس الشخص تعبيرا عن تقدير رأسه...
فرح خالد من ذلك كثيرا و حمد الله على فضله و أن جعله سببا لهذا الأمر كله...في هذه الأثناء فوجئ خالد بشابين جميلي الطلعة و في مقتبل العمر يدخلان إلى المجلس...
لأحدهما شعر أسود طويل منسدل على كتفيه و بنيته متناسقة أكحل العينين...
أما الثاني فكانت عيناه واسعتان له هيبة قوية و عارض خفيف زاده غموضا, حين يبتسم تجد أن لأسنانه الأمامية فالج يكسبه وسامة...ما أن راهم "طارخ" حتى أقبل عليهما بفرح و احتضنهما ليتعانقوا جميعا فيداعبه أحدهم قائلا: هذا هو" طارخ", فارس فرسان الجن و قاهر الأعداء...
توجه الشابان إلى شيخ القبيلة و قبلا رأسه باحترام قبل أن يقولا: مبارك لك أيها الشيخ"خوصان" نصر الله لك...
أجابهم الشيخ مرحبا بمقدمهم فقال: بارك الله فيكما و أشكركما على حضوركما لنجدتنا لكن الله كفانا شر الحرب و أكرمنا باستسلامهم...استأذن "طارخ" من الشيخ و أخذهما إلى حيث يقف خالد...
قال "طارخ"موجها كلامه لخالد: أعرف باثنين من خيرة شباب الجن و فرسانهم.. و قد حضروا على رأس جنود من قبيلتيهما لمساعدتنا إذا استدعت الحاجة...
الأول "صاحب الشعر الطويل" و اسمه, (ضعفن)
أما الثاني "صاحب العارض" فاسمه(شرعيل)
رحب بهما خالد فبادلاه الترحيب حيث قال "شرعيل": أهلا بك يا خالد, يسعدني أن أراك و أشكرك على ما فعلته للجن...
رد خالد باسما: الشكر لله فلم أفعل إلا ما وجب فعله...
أنت تقرأ
في ضيافة (الجن) رعب+خارق للطبيعة
Horrorالبحث عن لقمة العيش من أحد ألأسباب التي أبعدت الناس عن مسقط رأسهم و خالد كذلك...هو شاب في مقتبل العمر يعمل حديثاً في مدينة تبعد ما يقارب 300 كلم عن مسقط رأسه..