في أحد ليالي لندن الباردة، وفي أحياءها المعتمة، يمشي هاري بخطوات غير مستقيمة لشدة ثمله.
يمشي ويتمتم بأغنية كان قد سمعها قبل قليل في الحانة.
وما هي إلى ثوانٍ حتى وصلت قطرات المطر على وجهه الشاحب، وبدأت بالإنهمار بغزارة.
بدأ يرقص بجنون ويغني بصوتٍ عالٍ حتى انزلق ووقع على الأرض المبتلة.
ضحك على نفسه وعلى تصرفه وبعد دقائق تحولت هذه الضحكات إلى حزن ودموع.
" لقد خسرت كل شيء أملكه " بدأ يتمتم لنفسه، " حبيبتي التي لطالما أحببتها " أكمل والدموع شقت طريقها على خداه لتصل إلى غمازته، " وصديق طفولتي الذي تخلى عني بعد أن أصبحت هكذا " مسح دموعه المتساقطة وأخذ شهيقاً وأكمل " وماذا عن منزلي، الذي سأخسره بعد أسبوع، كل هذا بسبب الكحول والمخدرات التي أصبحت جزءاً من حياتي ولا أستطع التخلي عنها " أغلق عيناه وضم يداه إلى صدرها وقال " أتمنى لو يرجع بي الوقت قليلاً لأصلح كل شيء ".
نهض من على الأرض المبتلة بقطرات المطر وأكمل في طريقه إلى منزله.
توقف أمام مكب نفايات، ومن غير وعي تقدم وبدأ يبحث داخله، فهو ثمل ولا يعلم ما الذي يفعله.
وقع نظره على شيءٍ قديم، فأمال جسده النحيل إلى داخل المكب والتقطه.
كانت ساعة قديمة جداً وتكسوها الأوساخ، أمسك بطرف قميصه ومسح بها الساعة.
لم تكن الساعة تغطيها طبقة بلاستيكية، وكانت العقارب نحو الخامسة تماماً.
مد هاري يده وأدار العقارب إلى الرابعة، ثم وضعها في جيب بنطاله الأسود.
" هل طريق المنزل من هنا ؟ أم من هنا ؟ " قال هاري مشيراً إلى طريقين أمامه، " حسناً أظن أنه من هنا " وذهب.
وصل إلى المنزل بعد عناء، صعد إلى غرفته وألقى بجسده وملابسه المبتلة على السرير، وغط في نومٍ عميق.
YOU ARE READING
Back In Time ~ H.S
Short Storyعندما يعود بك الوقت إلى الوراء حاول أن تصلح ما هو مفسد