يتبع 6...

45 6 0
                                    

وصلنا للمنزل، رفرفت ماريا للمطبخ حيث أمي تحضر الأطباق لسكب الغداء لنا، فهي تتأكد من تجهيزه قبل موعد مجيئي.

رمت نفسها بين ذراعي والدتي التي أشرق وجهها بابتسامة واسعة.

تجاهلت الأمر، ولم أفكر في فعل المثل، فلا أستطيع تخيل نفسي -وقد وصلت إلى هذا السن- بأنني مرمية بين ذراعي والدتي فقط لأني عدت من العمل.. يا لها من مناسبة قيمة.

ما إن جلسنا على طاولة الغداء، حتى سألتُ ماريا التي جلست بجانب أمي: أخبريني يا ماريا، هل تحتضنين خالتي كل يوم بعد عودتك للبيت؟

أخفضت رأسها بحزن، وتوقفت ملعقتها عن تحريك الحساء أمامها.

وجهت أمي لي نظرة توبيخ، فقلت مدافعة: كان مجرد سؤال، لم أكن أعرف أنني بذلك أضرب وتراً حساساً.

بعد خمس دقائق من الصمت والأكل، قالت ماريا بسعادة لوالدتي: لن تصدقي يا خالتي ما حدث اليوم في العمل.

استمرت بسرد أحداث اليوم الجميلة لأمي، وأمي طبعا مستمتعة بذلك. وبالتأكيد تجنبت ماريا ذكر ما جرى مع رامي في غرفة تغيير الملابس.

ولنكن صادقين، فلم أعد أشعر بالذنب جراء ما حدث، فهي ليست بهذا الغباء كي لا تميز غرفة الرجال عن النساء، وأيضاً من أخبرها أن ترتدي فستان قصير يكشف عن ساقيها وذراعيها!

بعد أن انتهينا من تناول الغداء، ساعدت أمي في تنظيف الطاولة والأطباق، ولدهشتي وجدت المدللة ماريا تساعدنا في التنظيف، ما جعل أمي تلقي عليها نظرات الرضا والامتنان من حين لآخر.

بعد ذلك دخلت أمي غرفتها، وأنا وماريا قمنا بتبديل ثيابنا وجلسنا على الأريكة لمشاهدة التلفاز، وبعد بضع دقائق كانت أمي قد خرجت وهي ترتدي ثياباً للخروج.

قبل أن أسألها (إلى أين هي ذاهبة؟)، قالت: سأذهب لزيارة أخت والدك في المستشفى، فقد سقطت عن درج منزلها أثناء تنظيفه، ولولت قدمها بالإضافة إلى بعض الرضوض.

قلت: أرسلِ لها سلامي.

هزت أمي رأسها بالموافقة، ثم وجهتْ نظرها لماريا التي كانت تضع يدها على فمها، قبل أن تقول وهي لا تزال متفاجئة: هل حدث لها كل هذا؟

ردت أمي: أجل يا عزيزتي، فلا أحد يستطيع توقع ما سيحدث له في كل دقيقة تمر.

- أخبريها بألا تقلق لأني سأدعو لها بالشفاء طوال الوقت.

ابتسمت أمي بلطف وقالت: سأحرص على إخبارها بذلك، وداعاً.

غادرت المنزل، وما إن غادرت حتى خطرت لي فكرة جهنمية استوحيتها مما قالته أمي لماريا، أجل.. من يعلم ما سيحدث له في كل دقيقة تمر.

لستِ أفضل منيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن