يتبع 8...

32 5 0
                                    

أخذتْ نفساً عميقاً قبل أن تقول: هل تلك التفاصيل بهذه الأهمية؟ هل هذا ما لا تفهمينه حقاً؟ كم أنت سخيفة.

نهضتْ واتجهتْ إلى خزانة الملابس لتبدل ثيابها لثياب النوم.

نهضتُ أنا أيضاً وبدأت بتحضير فرشة النوم التي سأنام عليها كالليلة الماضية، وما إن انتهيت من تحضيرها، حتى وجدت ماريا تلقي نفسها فوقها، وتجذب اللحاف لتتغطى به.

نظرتُ لها مستغربةً فعلها، فقالت موضحة: سأنام أنا هنا من الآن فصاعداً.

- لماذا؟

- لأنني لا أحتاج لإيثارك المزيف.

رمشت بعيناي غير مصدقة ما أسمعه، خاصة وأن المتحدث ليس شخصاً اعتدت منه مثل هذا الكلام المهول.

تشاجرنا قليلاً قبل أن ينتهي بنا الأمر بالنوم على الفرشة ذاتها، ليس ذنبي، فهي من أبت النهوض، وأنا أردت إثبات أن ما قالته عني ليس صحيحاً.

شعرت بضخامتي بجانبها، الأمر الذي أزعجني جداً، فقد اعتدت أن أكون فتاة بحجم صغير مقارنة بمعظم الفتيات اللواتي أعرفهن.

نهضت لأطفأ الأنوار، وعدت لأدس بنفسي تحت اللحاف، الذي تأكدت من تقاسمه بالتساوي فلا تأخذ أيًّا منا أكثر من نصفه.

استيقظت في صباح اليوم التالي على ضربات أمي الخفيفة لكن السريعة المتكررة على ذراعي، وما إن فتحت عيناي حتى وجدتها تنظر إلي بغضب، قالت: لماذا نمتِ بجانبها؟

فركت عيناي قليلاً، لا أعلم ما شأنهما بحاسة السمع، لكني وجدت صعوبة في فهم ما تقوله.

لم تترك لي المجال لأستجمع نفسي بعد الاستيقاظ مباشرة، بل عادت لتقول بغضب تحاول كبته: هل جننتِ؟ هل تريدين أن تفسدي أخلاق الفتاة؟ هل علي أن أكون رادار المراقبة الخاص بك وبتصرفاتك الغبية؟

ماذا؟ ما الذي تهذيه هذه المرأة؟ كيف تتهمني بذلك؟ ألست ابنتها؟ أم أنني لم أعد كذلك منذ اللحظة التي أتت فيها ماريا إلينا؟

كدت أن أجيب لولا أنها نهضت من جواري وغادرت الغرفة بخطوات غاضبة.

قمت بالروتين الصباحي من غسل الوجه، وتنظيف الأسنان، وتبديل الثياب، وبعد أن انتهيت اتجهت إلى المطبخ لأجد طاولة الطعام تعج بالأطباق الملونة ذات الرائحة الشهية.

لم تكن لدي الشهية لتناول أي شيء، خاصة وأن نظرات أمي الحانقة كانت تتبعني في كل خطوة أخطوها.

كانت ماريا ترتب الأطباق على الطاولة، وما إن انتهت، حتى نظرت إلي وقالت مبتسمة: فليتفضل سموك لتناول الطعام الذي قمت بإعداده تحت إشراف أمهر الطباخين.. خـالــتــي.

لستِ أفضل منيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن